الرئيسية / ثقافة شعر وفنون / شعر: المهباش …

شعر: المهباش …

المهبـــاش..

شعر علي حتر

الأفق غبار حوافرَ

وغباش

والشمس ضباب وجُروح

والخيل جَموح

وكلاب الحي تنوحْ

تعوي وتنوح

يا شؤم كلابْ

تعوي كذئابْ

وصنوف الأفعى

تتلوى.. تسعى..

تلسع.. تُدمي وتجوحْ

وبقايا طَرْش

تأتي وتروح

والطير بَروح

يا نذر الشؤم..

فأنفاس الوادي..

بالشؤم تفوح..

دقي المهباشْ..

يا جدة.. دقي المهباشْ

دقي لحن النخوه

لحن الدعوه..

دقيهِ.. ولا تضعي القهوه..

وادعي كل رجال الحي الى النصره..

وادعي النشميات عن البئرِ..

فليرمين الجرهْ

ويعُدْنَ على حِرّهْ

فالحارس قد سلم بئرهْ..

والماء تسمم..

والريح دَبورٌ خادعة

تُثقلــها رائحة الغدرِ..

والخطر اشتد على الأنحاء

الخطر اشتد على الأنحاء

والآتي.. ما أحلى في حضرته.. داحسَ والغبراء

الرائد لا يكذب اهله..

والرائد عاد

يَحكي أن جواسيس الأوغاد

أخذوا الحراس

في الليل على غَرّة

بعضُ الأفراس

مُخْضبة بالدم تعود من الصيد بلا فرسان

قتلوا خلف التل الرعيان

حتى ما عدنا نسمع حزن النايِ..

وهُمْ في الدرب إليْنا الآن

جُنْد الأوباش

يتداعون الى نحرتنا..

في كل المدن المضويّه

في كل الاحراشْ

من كل قبائل هذي الأرضِ..

يدقون طبول الحرب الهمجيّه

يُحْيون صياحا.. حلقات الرقص العبرية

في الدرب إليْنا الآن..

دقي المهباشْ

دقيه على عجل يا جدّهْ

فعسى يسمعنا الأهل وبعض الجيرهْ..

إن الزمن الساكت غشاش

كالماء الساكن غشاش

والساعةُ تحمل قتل رجال الديرهْ

إلا مَنْ ما بلغ الخمسه.. معدوم الحيلة والقوه

لا يحمل سيفا أو قنوه

سيُسمّن عبدا للأمم الشريره

ويُساق الى السوق

الساعةُ تحمل سبي النسوهْ

والساعة تحمل سلب النوق

ستُشوّلُ كل النوق

لن يبقى العشب ولا الشوك ولا البلان

فالأخضر محروق

واليابس محروق

لن تبقى بيدٌ تأوينا

لن تبقى بئرٌ تروينا

هذا القادم

ليس على نمط قبائلنا

لا يفهم هرْج الجاهة والعطوهْ

لا تجدي معه فنون القهوهْ

وغدا إن جاء..

سيكبّ على النار الركوهْ

وتعم على الحي الظلمه..

وشقوق النسوهْ

ستكون بلا حرمهْ

إن جاؤوا صحرانا..

سيقيمون التلمود وآيات النقمهْ

أبراجا فوق بقايانا..

وهياكل فوق عظام جماجمنا

وصروحا فوق جميع معالمنا

إن وصلوا في الليل إلينا..

سيقيمون مدائنهم..

ويزيلون حبال مضاربنا

بحوافر خيلهمو..

سيزيلون منازلنا

حتى الاوتاد ستقلع

كي لا يبقى أثر منا ولنا

هذي جعجعة الخيل

وقعقعة سيوف الأوباش

هذي قرقعة دروع الأتراش

من بُعدٍ..

يحملها قشر الأرض إلينا..

جاؤوا في ساعات الإغباش

أمس انتشروا عبر النهر

نالوا من أبناء عمومتنا

بالخسة والغدر

طعنوا مغزى ديمومتنا

حين خذلنا جيران الدار

الجار الأول والأول والأول وألأولْ..

لم نبلغ حتى سابع جار

واليوم أتونا بالرفش وبالمعول

نشروا المحل وسرقوا التربهْ

سحبوها من بين جذور الكلأِ

ومكالئنا من أجلهمو..

عُرضتْ للبيع على الملأِ

التربة للبيع بأمر شيوخ التجار

التربة بيعت سرا.. سلفا “ببلاش”

صحّيهِ.. يا جدّه..

صحّي ميشع..

كي يهجر لحده

كي ينهض ويجددَ مجده

كي ينحر في الفجر ضحيته

ويمزق كبده

إنا سنجدد بيعته

فالغازي نفس الغازي الملعون

عاود غزوته

واستأسد بعد قرون

في هذا الزمن الدون

يا جدة.. شقي الثوب وصحّي ميشع..

برنين المهباش

صحّيه من أعماق جبال مؤاب

صحي معه كليبا وسويلم وشلاش..

الأمر نزال وغلاب

لن يجدينا إخفاء الداء

لن ينفع يا جدهْ..

رَدُّ الأمر لراعي الأمر القابع في قصر الباش

فسروج ولاة الأمر وأهل الحكمة.. رخوهْ

وعباءات الشيخة.. عندهمو

لوّثها دنس الشهوهْ

فمضت تلهو وتجاهر

MsoNormal” dirrtl”> بالرشوهْ

وتدلل برفيع الألقابْ

القوم هنالك.. يا جدهْ

لجؤوا للغيرة رغم الرعدهْ

وأجادوا السب وأودى بالإبل الأعداء

ناديهم يا جدّهْ

نادي ميشع يجمع جنده

هذا زمن الشدهْ

زمن الردهْ

زمنُ “أعدوا ما اسطعتم من عدهْ”

زمن يـُصْرع فيه

من لا يَصرع ضدّهْ

زمن.. من لا يصحو فيه

يقضي وأدا

تحت نعال الأحباش

دقي.. دقي المهباش

لم يبق سوى مهباشك في الميدان

فالأبواق الرسمية ما عادت تهتم بها الآذان

دقي..

بعد قليل يعلو صخبُ خطاهم.. كل الأصوات

ويفوت اوان

لن نسمع رعب الأولاد يساقون الى سوق الرق بكل الساحات

أو زعْق نسانا يُغصبْنَ ويُبْقرنَ على الطرقات

بعد قليل يتلاشى.. إنْ نسكتْ..

دقُّ المهباش..

ليس سرابا ما تحكي عنه الزرقاءْ

ليست دوّامات صحراوية

ما تنظره عيناها

ليست أشجارا تتوثب باستحياءْ

هذي الأم البلقاويهْ

ليست عمياء

حين ترى كثبانا تتدحرج..

وبروجا تتدرج..

وتلالا تتموج

هذي الجدة ليست بلهاء

هذي الجدّهْ

تدرك معنى المهرج

فخذوا ثقة ما تحكي قبل مساء

والويل لكم.. الويل لكم..

إن لم تثقوا..

تغدوا مُزَقا وهباء

* كاتب وشاعر أردني

عن prizm

شاهد أيضاً

مكتبة تعيد التاريخ الفلسطيني مخطوطة واحدة في كل مرة

22 تشرين الأول 2023 هبة اصلان تقدم مكتبة في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل لمحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *