الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / العلاقات المصرية السورية.. بين مرسي والمجلس العسكرى

العلاقات المصرية السورية.. بين مرسي والمجلس العسكرى

العلاقات المصرية السورية.. بين مرسي والمجلس العسكرى

الهامي المليجي

أثناء متابعتي لقناة الإخبارية السورية شبه الرسمية، لفتني سؤال وجهته مقدمة البرنامج للكاتبة فريدة الشوباشي حول أسباب غياب التنسيق الأمني والعسكري بين مصر ثورة 30 يونيه وسوريا في مواجهتهما لعدو واحد هو الإرهاب .. واردفت قائلة ولماذا استمرار قرار قطع العلاقات الذي اتخذه المعزول محمد مرسي والذي يمثل حدثا غير مسبوق في تاريخ البلدين .

وتمنيت أن الفت انتباه مقدمة البرنامج السورية إلى ما أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد في حواره مع غسان بن جدو لقناة الميادين من أن العلاقات مع مصر لم تنقطع بين الأجهزة العسكرية فى ظل وجود مرسى.

وفي هذا لدي شهادة للتاريخ.. عندما علم المشير محمد حسين طنطاوي باني سوف اذهب إلى سوريا ضمن وفد صحفي وإعلامي للوقوف على حقيقة الأوضاع على الأرض ، وكان ذلك في ديسمبر من العام 2011 ، طلب مني أن أسجل مشاهداتي مدعومة بالصور حتى يتسنى لهم في قيادة القوات المسلحة رؤية الموقف بشكل اشمل وأوسع ، حيث ان الصورة التي كانت قائمة لديهم آنذاك هي ذاتها الصورة التي كانت تروج لها وسائل الاعلام الغربية والجزيرة والعربية ، واعتقد أن هذا مرجعه إلى أن الملحق العسكري المصري كان اقرب لرؤية المعارضة السورية .

وصلتني رسالة المشير حسين طنطاوي عبر الفريق عبد العزيز سيف الدين قائد الدفاع الجوي انذاك الذي انتحي بي جانبا برفقة اللواء عبد الفتاح السيسي رئيس الاستخابارات العسكرية حينذاك وطلب مني ان اعرض رؤيتي للأوضاع في سوريا ، واكد ( اللواء عبد الفتاح السيسي ) خلال اللقاء على انهم في انتظار مشاهداتي مدعومة بالصور فور عودتي .

واثناء تواجدي على الطائرة التابعة للخطوط السورية علمت أن السفير السوري في مصر يوسف احمد يرافقنا على ذات الرحلة المتوجهة الى دمشق ، فتوجهت إليه متمنيا عليه ان يدعم طلبي لدى المسئولين السوريين بان تتاح لي فرصة الوصول الى كل المناطق الساخنة وان يسمح لي بالتصوير دون أي عوائق، وبالفعل تم توفير كل الامكانيات لتحركاتي من دمشق الى درعا الى حلب ومنها الى حماه فمدينة حمص ، وعدت بذخيرة كبيرة من الصور قمت بتسليمها على (فلاش ميموري) إلى الفريق عبد العزيز سيف الدين ، الذي اعادها بعد يومين مع البوم للصور مطبوعة.

وأظن أن الصور كان لها وقع طيب على المشير وقيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة حينها ، حيث اني لمست لديهم حرصا على وحدة وتماسك الجيش السوري وبالطبع وحدة الأراضي السورية ، وادركت ان لديهم قناعة يقينية بان ما يربط الجيشين في مصر وسوريا اقوى من اي متغيرات سياسية هنا او هناك ، وان اي ضرر يعود على الجيش السوري يمتد اثره على الجيش المصري.
وحينما كانت تقوم بعض عناصر المعارضة السورية في مصر مدعومة من الجماعات التكفيرية الوهابية بمحاولة اقتحام او حصار السفارة السورية في القاهرة كنت اقوم على الفور بابلاغ احد قيادات الاستخابارات العسكرية الذي كان يقوم بدوره بمعالجة الامر على الفور بكل الوسائل الممكنة بعد التنسيق مع الجهات المعنية.

واذكر ايضا انه حينما اعلن محمد مرسي في خطابه الشهير فيما سمي بمؤتمر نصرة سوريا !! عن قطع العلاقات مع سوريا ، اتصل بي على الفور القنصل السوري مستفسرا وبعد العودة لاحد القيادات في جهة سيادية مصرية اكد لي ان الامر لن ينفذ على ارض الواقع ونقل المسئول ذات الرسالة للقنصل السوري ، حتى انه عندما حاول مسئولي الخارجية اقناع القنصل باخفاء العلم من على السفارة كاجراء شكلي ورفض القنصل بالطبع بل انه هدد بمغادرة البلاد اذا ما تكرر هذا الطلب ، جاءني اتصال من احد المسئولين ليطلب مني ابلاغ القنصل ان يظل العلم مرفرفا على مبنى السفارة.

وللشهادة بقية.

12 تشرين ثاني 2013

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *