الرئيسية / الملف السياسي / العدوان على اليمن .. والحلف السافر بين الرجعية العربية واسرائيل !

العدوان على اليمن .. والحلف السافر بين الرجعية العربية واسرائيل !

 

عصام مخول

محاولات تسويق الصراع في اليمن ، والعدوان عليه ، على أنه جزء من “صراع مذهبي” يجري الترويج له في المنطقة ، في إطار المشروع الامبريالي لتفكيك المنطقة وتمزيق شعوبها ، وفي إطار إقحام مفاهيم مشبوهة حول “صراع بين تحالف سني وهلال شيعي” ، من مدرسة كونداليسا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس بوش ، ليس أكثر من شعوذة سياسية ، ومهزلة تراهن على التخلف والتجهيل والتضليل ونشر البؤس في ظل أنظمة الاستبداد والتبعية والرجعية العربية.

ويكفي أن نشير إلى أن أتباع المذهب الزيدي الذي ينتمي إليه الحوثيون ، وهم مبرر العدوان الذي تقوده السعودية وحلفاؤها على اليمن اليوم ، هم أتباع المذهب الزيدي نفسه الذي انتمى اليه الامام البدر إياه ، الذي خاضت السعودية ،”السنية” جدا ، حربها الطويلة الدامية على اليمن اوائل ستينات القرن الماضي ، من أجل إعادته الى الحكم بعد أن أطاحت به ثورة عبد الله السلال ، ذات الميول الناصرية ، ومن أجل تثبيت حق الملكية الزيدية في الحكم ، ما دامت هذه الملكية تضمن مواصلة تخلف اليمن وتبعيته ، والاحتفاظ بهذا البلد ساحة خلفية للعربية السعودية التي كانت ترى منذ ستينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، أن أي تطور في اليمن الفقير، من شأنه أن يشكل خطرا استراتيجيا على السعودية يزعزع الاستقرار فيها . فما بالك اذا كان هذا التطور يستند الى دعم مصر عبد الناصر ويطمح الى التمثل بها ، ويخرج اليمن من تحت العباءة السعودية المهترئة ؟!

وإذا كانت إسرائيل تعتبر نفسها “أهم داعم للتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران” ، وتعتبر أن “تمدد نفوذ الدولة الشيعية نحو العراق واليمن ، يثير فزعها ومخاوفها “( محرر الجيروزاليم بوست – أريئيل سولومون 30.3.2015) ، فإنني أدعي أن الحرب العدوانية التي يواجهها اليمن اليوم هي في جانب منها ، حرب اسرائيلية بامتياز . وجدير ان نشير الى أن هذه ليست المرة الاولى التي تتدخل فيها اسرائيل في حرب على اليمن في خدمة الرجعية العربية والقوى الامبريالية المناوبة في المنطقة .

وتشير الوثاق الجديدة التي فتحت في أرشيفات الدولة مؤخرا الى أن إسرائيل لعبت دورا عسكريا ولوجستيا في حرب اليمن الاولى ابتداء من خريف العام 1962 ، حيث قام سلاح الجو الاسرائيلي ، بطلب من الحكومة البريطانية ، بنقل الامدادات وإنزالها من الجو بشكل منتظم الى قوات الامام البدر المحاصرة في جبال اليمن والتي تنفذ حرب عصابات ضد الجيش اليمني والقوات المصرية المساندة له في مواجهة التدخل السعودي ، وهي مهمة “ترفّع” الاستعمار البريطاني وقواعده المرابطة في حينه في عدن عن القيام بها . (يوغيف الباز – هآرتس 13.4.2015)

والحقيقة ان العدوان الذي يتعرض له اليمن اليوم يحمل في طياته أكثر بكثير من مجرد صراع داخلي على الحكم يهدف الى قطع الطريق على وصول الحوثيين الى الحكم. ويغلب على هذا العدوان ، طابع الصراع الاقليمي العدواني الذي يقوده مرة أخرى ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ، والذي وجد في اليمن بفعل موقعه الاستراتيجي ومحاذاته للعربية السعودية وايران وباب المندب ، نقطة انفجار مناسبة قادرة على تعطيل عمليات تحول استراتيجي كبير في المنطقة، من شأنها أن تؤسس لنظام إقليمي جديد ، على خلفية تعثر مشاريع الهيمنة الامبريالية ، واهتزاز مكانة أدواتها الصهيونية والرجعية العربية .

إن الحديث في هذا السياق عن تحالف الثلاثي الدنس : الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ، ليس شعارا من مخلفات الماضي وانما هو من صلب الواقع الحالي في المنطقة والذي يمارس دوره بشكل سافر في اليمن وسوريا على وجه الخصوص ، ولم يكن هذا التحالف الفاضح اكثر وضوحا وعريا مما هو عليه اليوم .

السياق الايراني وسقوط الاقنعة !

يشكل نجاح ايران في انتزاع اعتراف دولي في المفاوضات المضنية في لوزان بموقعها ودورها المركزي كدولة اقليمية أساسية في المنطقة ، السياق الحقيقي للتحالف العدواني الذي تقوده السعودية على اليمن ، والتفسير القاطع لدور اسرائيل السافر في دعم هذا العدوان بحماس . ولم تكن هناك رسالة أكثر وضوحا من رسالة رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو في الربط بين العدوان على الشعب اليمني والسياق الاستراتيجي الواسع لهذا العدوان ، حين أعلن أن مصدر الخطر الوجودي على اسرائيل ، يمر عبر معادلة :” طهران – لوزان – اليمن ” فصفقت له الرياض وقدمت له الدعم المادي والمعنوي ووضعت إمكاناتها اللوجستية تحت تصرفه.

ويتضح أن المشروع النووي الايراني أكثر مما يشكل تحديا عسكريا ومشكلة أمنية بالنسبة لاسرائيل والسعودية ، فإنه يهدد استقرار النظام السياسي الاقليمي المحكوم بالمشروع الامبريالي وأساطيله ، وقواعده العسكرية ، وأدواته التقليدية ، ويتحدى موقع اسرائيل والانظمة الرجعية العربية بقيادة العربية السعودية في تثبيت هذا النظام . فمشكلة اسرائيل الاستراتيجية مع ايران لا تقتصر في جوهرها على “القنبلة النووية” ببعدها الامني ، وانما مشكلتها مع موقع ايران الاستراتيجي في المنطقة كدولة مركزية لا تكتمل المعادلات الاقليمية من دونها، وعضو في نادي نخبة الدول أو دول النخبة ، التي تمتلك مشروعا نوويا ومعرفة نووية واسعة.

وتعتبر اسرائيل ، ومعها السعودية وبقية الرجعيات العربية المنضوية في المشروع الامبريالي في المنطقة، أن ما حققته ايران من اختراق لفك العزلة من حولها من جهة ، والهزيمة التي لحقت بالاستراتيجية العدوانية الاسرائيلية العبثية بشأن الملف النووي الايراني من جهة أخرى ، وسط انتزاع اعتراف دولي بحق ايران في مشروعها النووي المدني ، وحقها في تطوير المعرفة النووية – وهي معرفة دأبت إسرائيل بدعم الامبريالية الامريكية على احتكارها في المنطقة تاريخيا- يشكل في منظور التحالف الصهيو- سعودي تطورا خطيرا يقود الى خلخلة النظام الاقليمي القائم في المنطقة ، وإلى خلخلة رتابة الادوار المسنودة الى اسرائيل والى النظام الرجعي العربي في خدمة مشاريع الهيمنة الامريكية المتعثرة . ويعبر هذا التطور عن فشل الاستراتيجية التقليدية لهذا التحالف ومركباته . إن هذا الفشل يجعل واجب الساعة في مفهوم أقطاب هذا التحالف ، قطع الطريق على هذه الخلخلة، ولو بثمن التآمر السافر وجر منطقة الخليج الحساسة والقابلة للاشتعال الى حرب إقليمية دامية ، وربما أوسع من حدود المنطقة ، تنطلق من “اليمن السعيد “، الحلقة الضعيفة والازمة الجاهزة والدولة “المرشحة” للتفكيك المذهبي والقبلي في هذه المرة .

تناقض المصالح والأولويات بين مركبات ثلاثي العدوان..

إن التحالف المباشر بين إسرائيل والرجعية العربية بقيادة العربية السعودية ، لم يكن أكثر سفورا وأكثر وضوحا مما هو عليه اليوم في الحرب على اليمن وسياقها الايراني .

ويبدو أنه كلما تعثر مشروع ثلاثي الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ، وكلما تعطلت قدرة هذا التحالف، وقدرة كل طرف من أطرافه على حدة، على القيام بدوره المخطط والمبيت وإنجاز أهدافه السياسية ، يصبح من المستحيل مواصلة التستر على طبيعة التحالفات المشبوهة، وتتسارع عملية نزع الاقنعة وتمزيقها عن الوجه الحقيقي لمشاريع التفكيك التآمرية وتأجيج الصراعات المذهبية وعمليات التجريف الاثني والحضاري الارهابي في المنطقة.

ونستطيع أن نقرر هنا ، أن صمود سوريا بعد هذه السنوات الطويلة من العدوان الارهابي المعولم عليها، بقيادة هذا الثالوث الامبريالي – الصهيوني – الرجعي العربي ، وصمود المقاومة اللبنانية والشعب الفلسطيني ، تشكل حجر العثرة الاساس أمام مخططات المتآمرين، وتشكل المحفّز الاساس لتعجيل انفجار التناقضات الداخلية (وإن كانت ثانوية) بين مركبات ثلاثي العدوان وخلط أوراقهم .

وفي هذا السياق، يعتبر مدير “مركز بيغن – سادات ” للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان، البروفيسور افرايم عينبار :”أن الدول السنية الموالية للغرب مثل مصر والاردن والعربية السعودية ترى بإسرائيل حليفا مركزيا ضد إيران الصاعدة والاسلام المتطرف .. في وقت تتراجع فيه نظرتها الى الولايات المتحدة كحليف يمكن الاعتماد عليه تماما “.( 13 نيسان 2015 م ورقة بعنوان – فوضى الشرق الاوسط وأمن إسرائيل – في موقع The Begin-Sadat CenterFor Strategic Studies). ويضيف عينبار :” على عكس ايران وزيادة حضورها وتأثيرها، فإن تأثير الولايات المتحدة على الشرق الاوسط آخذ بالتضاؤل ، بسبب سياسة إدارة أوباما الخارجية” .. ويضيف: ” إن عدم أخذ الولايات المتحدة حساسية ومخاوف حلفائها في المنطقة مثل مصر وإسرائيل والعربية السعودية بالاعتبار الكافي، له أثر تدميري على توازن القوى الاقليمي في المنطقة ” (المصدر نفسه ).

ويعني هذا أن فشل الاستراتيجية الامريكية وتعثر مشروع هيمنتها في المنطقة، والتشكك في قدرتها على تحقيق الأهداف السياسية لهذا المشروع ، أثار علامات سؤال لدى حلفاء الولايات المتحدة وعملائها ، وأثار شكوكهم فيما اذا كانت الولايات المتحدة تشكل بالنسبة لهم سندا قويا ، يمكن الاعتماد عليه في جميع الاحوال !!. فلا مشروع حرب واشنطن التدميرية على أفغانستان قد حقق أهدافه السياسية ، ولا مشروعها في العراق نجح في ترسيخ استقرار البلد ، ولا حد من نفوذ إيران التي تحولت الى أكثر اللاعبين مركزية في العراق ، ولا مشروعها في مصر الذي قام على الاعتماد على التحالف مع حكم “الاخوان المسلمون” قد صمد ، ومشروعهم لتفكيك سوريا تفكيكا إرهابيا معولما آخذ في التهاوي ، وسقطت مراهنتهم على إخضاع المقاومة اللبنانية ، وباتوا غير قادرين على ايجاد مخارج تتطابق دائما مع مصالح عملائهم وطموحات حلفائهم المباشرة في المنطقة .

وتتعمق أزمة مشروع الهيمنة الامريكية بالمقابل، عندما يتضح أن هؤلاء الحلفاء والأتباع والعملاء ، باتوا بدورهم أيضا، أقل قدرة على أداء الادوار المنوطة بهم لإنجاح هذا المشروع وتحقيق الأهداف المنوطة بهم والواقعة في إطار مسؤولياتهم .

فإسرائيل المدججة بأحدث الاسلحة والدعم السياسي المطلق ، والاسناد الاقتصادي المفرط من واشنطن ، أخذت تبدو حليفا عاجزا عن تحقيق الاهداف المنوطة به ، يفشل المرة تلو الاخرى في انجاز الادوار المتوخاة منه في إطار المشاريع الامريكية في المنطقة ، وفي تحقيق الاهداف السياسية المعلنة لحروبه ، بدءا بفشل الحرب العدوانية على لبنان 2006 ، والتي جرى الاعداد لها لتكون محطة لاطلاق مشروع إدارة بوش للشرق الاوسط الكبير ، كما صرحت وزيرة الخارجية الامريكية في حينه كونداليسا رايس ، واستمرارا بحروبها التدميرية على المدنيين في غزة في حروب 2008- 2009 , 2012 ، 2014 والتي عجزت عن تحقيق اي انجاز سياسي خارج دائرة جرائم الحرب وتدمير المدنيين .

وإذا أضفنا إلى ذلك فشل الرهان الاسرائيلي الفاضح على عصابات الارهاب في سوريا وحمايتها ، والتعاون العسكري معها ، وتوفير المساعدات اللوجستية والمستشفيات الميدانية لها ، من جبهة النصرة الى “الجيش الحر”، إلى عصابات داعش ، بهدف اسقاط النظام وتفكيك الدولة السورية وتمزيق الشعب السوري .

وفشل الاستراتيجية الاسرائيلية المدوي التي اعتمدت السير على حافة الحرب والعدوان على ايران، والتهويش لجر الولايات المتحدة الى مهاجمتها ، وخروجها خائبة ومهزوزة بعد توقيع الخطوط العريضة للاتفاقية حول برنامج إيران النووي مع الدول الكبرى .

فقد بات من الطبيعي في ظل اهتزاز مكانة اسرائيل وتراجع صورتها ، كوكيل ” قادر على كل مهمة تناط به في المشروع الامبريالي في المنطقة “، أن يتضاءل وزنها النوعي وأن يشار الى محدودية دورها وقدرتها على تأمين المصالح الامريكية .

وليست السعودية والرجعيات العربية التي تدور في فلكها أفضل حظا. فالتناقض في المواقف بين الادارة الامريكية ومصالح السعودية المباشرة نابع بدوره أيضا ، عن عجز برامجها وتعثر مشاريعها . ووجد هذا التناقض تعبيره على السطح عندما اضطرت الادارة الامريكية الى التخلى عن حسابات السعودية في المنطقة ، ولجأت الى اعتماد التعاون مع الاخوان المسلمون في مصر الذي رفضته السعودية ، والى التخلي عن حكم مبارك في مصر ، وبن علي في تونس ، اللذين تمسكت بهما السعودية .. وفي اعتماد الادارة الامريكية التمسك بالحل الديبلوماسي مع ايران ، الذي رفضته السعودية . وبرز بشكل خاص فشل الاستراتيجية السعودية الارهابية تجاه سوريا ، وفشل مشروعها في العراق .

إن تعثر مشروع الهيمنة الامبريالية في المنطقة وفشله في تحقيق أهدافه قد أدى الى تراجع الوزن النوعي لجميع مركباته ، الولايات المتحدة واسرائيل والرجعية العربية . وإذا كانت الولايات المتحدة تحاول ان تنسحب نحو نظام إقليمي جديد في المنطقة يتسع لدور مركزي إيراني ، بعد مفاوضات الملف النووي الايراني ، وتبحث عن إعادة ترتيب أوراقها ، من دون الاعتماد بالكامل على النظام الاقليمي القديم والمتعثر ، فإن أسرائيل والسعودية ومعها الانظمة الرجعية العربية تبحث عن مخارج لأزمتها ، دفاعا عن دورها في المشروع الامبريالي في المنطقة ، باعتماد تحالف سافر بين الصهيونية والرجعية العربية ، يتحول موقع اسرائيل في إطاره من لب مشكلة الشرق الاوسط والصراع العربي الاسرائيلي الى المخرج من المشكلة ، ويتحول التحالف الصهيو- سعودي السافر والمشبوه، الى نهج “مشروع” ، في المواجهة مع “الخطر الايراني” ، القوة الاقليمية الصاعدة في المنطقة .

القضية الفلسطينية ستدفع ثمن التحالف السافر

كتب دانييل بايب ، رئيس قسم الشرق الاوسط في الواشنطن تايمز :”إن الطريقة التي توحد فيها العرب لمواجهة إيران ، تشي بأنهم لا ينظرون أكثر الى الصراع الاسرائيلي الفلسطيني على أنه القضية المركزية في المنطقة” .

وقال : “على الرغم من أن العرب وحدوا قواهم في حروب الاعوام 1948-49 و- 1967 و-1973 لمواجهة اسرائيل، عندما تقاطعت مصالحهم ، إلا أن فعالية توحيد صفوفهم كانت محدودة وأثرها غير ملموس . وأضاف ، “كم يبدو مثيرا أن يتحالف العرب أخيرا ليس ضد إسرائيل ، وانما ضد إيران “.(الجيروزاليم بوست30.3.12015 .

ويعتبر إفرايم عنبار (المصدر السابق)أن إسقاطات التطورات في المنطقة ،” قد ساعدت على إبعاد الانظار عن القضية الفلسطينية ، وأفقدت الجانب الفلسطيني القدرة على الاضرار بإسرائيل” ويعتبر عينبار : إن العامل المقرر والحاسم في توازن القوى في المنطقة هو تحول ايران الى دولة نووية . وهو أمر إن حدث سيغير قواعد اللعبة . وهو ما يرشح اسرائيل وحدها لتكون القوة القادرة على منعه والحيلولة دونه . ويضيف إن انتصار نتنياهو في الانتخابات الاخيرة في اسرائيل ، والتي كان وصفها بالانتخابات الاستراتيجية، قد أبقى في الحكم القائد الوحيد الذي يملك الشجاعة !! لتوجيه ضربة الى إيران” . وأضاف :” إن انتصار نتنياهو لاقى الترحيب الحار في عواصم الدول العربية المعتدلة، التي ترعبها إيران والتي نفذ صبرها من أوباما ، وفي طليعتها السعودية ومصر .

إن مشروع نتنياهو الذي دفعه الى الذهاب الى الانتخابات المبكرة للتجاوب مع التحولات الاستراتيجية في المنطقة ، وحكومة اليمين الفاشي التي ينكب على تشكيلها في هذه الايام ، يهدف الى اغتيال القضية الفلسطينية وتعليقها ، واستبدالها بقضية موقع اسرائيل في المنطقة ، وتحالفاتها السافرة مع الانظمة الرجعية العربية في الوضع الجديد الناشئ في الشرق الاوسط . ويعلن نتنياهو أنه لم يتراجع عن التزاماته تجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين ، لكنه يقول : لكن الظروف الاقليمية تغيرت . وما كان صحيحا بشأن الدولة الفلسطينية لم يعد صحيحا .العالم العربي تغير . والقضية الفلسطينية لم تعد هي المسألة . وتبدلت المسائل الملحة وفي طليعتها الخطر النووي الايراني ، والارهاب ، ويهودية الدولة ، وتفكيك سوريا ، أما القضية الفلسطينية فعليها وأن تخلي مكانها لتحالف سافر في مركزه اسرائيل والعربية السعودية ، لا ناقة للشعب الفلسطيني فيه ولا جمل .

17 أيار 2015

*عصام مخول – رئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية ، حيفا، فلسطين المحتلة

 

 

عن prizm

شاهد أيضاً

إعلام إسرائيلي: كيف شارك كبار ضباط الجيش في إخفاق 7 أكتوبر؟

شباط 23 2024 صحيفة “معاريف” تتطرق إلى دور ضباط خدموا في مناصب عليا في الجهازين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *