رجب معتوق*
ما هى خلفيات إثارة المطالبة بضم واحة الجغبوب الليبية إلى مصر في هذا التوقيت الذي تعاني فيه ليبيا ما تعاني من مشاكل سياسية واقتصادية وتدخل خارجي لا حدود له ؟
هل هذا المطلب منطقي ومقبول مع ما عليه من جدل تجاوزت مدته التسعة عقود ؟
وهل من المنطق أن تثار هذه المطالبة في هذا الوقت وتأخذ هذا القدر من الاهتمام الإعلامي ، وينشغل بها القضاء المصري ؟
هل تخدم إثارة هذا الملف الآن العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين في ليبيا ومصر ؟
ولماذا لم يثر ملف أم الرشراش التي يحتلها الكيان الصهيوني مثلا
ولماذا سلمت جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مثلا ؟
صحيح ان ما أثير لا يمثل وجهة النظر الرسمية حتى الآن ، ولكن يبدو أن اثارته مبرمجة وبعلم السلطات ، كعملية جس نبض ، لمعرفة ردود الفعل الليبية والإقليمية والدولية وتحديد قدر المطالبة في ضؤها.
الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقاء سابق له لم يخف إمكانية التوسع غربا ، وقال إن كل الأسباب متاحة لنا لذلك ، وعلل ذلك بالإرهاب وقتل عدد من المصريين ، ولكنه استدرك بأنه لم يقم بذلك لأن أمه رحمها الله وجهت له نصيحة بأن لا ينظر لما هو في يد غيره وان لا يعتدي عليه .
ولكن نصيحة أم السيسي غير ملزمة لبقية المصريين فيما يبدو !
ان إثارة هذا الملف اليوم وليبيا على ما هي عليه من ضعف وهوان وتمزق ، لا يعكس إلا رغبة في الحصول على نصيب من الكعكة التي توجه اليها كل الشوك والسكاكين من القريب قبل البعيد ، ومنذ أن أعطت ما يسمى بالجامعة العربية التي مقرها بالقاهرة وامينها العام مصري الضوء الأخضر لحلف الناتو بالاعتداء عليها وإسقاط نظامها الشرعي وادخالها في فوضى عارمة لن تخرج منها قريبا .
* المنسق العام للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة – ليبيا