الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / سورية الكبرى ام اسرائيل الكبرى

سورية الكبرى ام اسرائيل الكبرى

ناجي الزعبي

يعبر الاردن مخاضا” سياسيا” تقامر واشنطن عبره بمستقبله السياسي “لاسقاط الاردن “ وليس لاسقاط النهج السياسي كاحد اهم استحقاقات ازمة الوجود الرأس مالية وازمة وجود العدو الصهيوني الذي يعبر مرحلة بالغة الخطورة والدقة , فاسرائيل الكبرى على محك الاحداث وسباق الوجود مع سورية الكبرى.

اذ ان معركة اجتثاث الارهاب السورية الموشكة على الانتصار النهائي ستلقي بظلالها على المحيط العربي الاقليمي والدولي ,وتدق المسمار الاكثر فعالية وقوة وحسما” في نعش الوجود الصهيوني استحقاقا” للازمة الاميركية الاطلسية التي يحمل الكيان ( المصطنع ) نفس خصائصها وجيناتها , اضافة للازمة الفلسطينية الديمغرافية حيث تضاعف سكان فلسطين المحتلة عشر مرات عبر سنوات الاحتلال الامر الذي يهدد المجتمع الصهيوني ويمهد لهجرة صهيونية معاكسة , كما يعاني من انحسار قدرته العسكرية الامر الذي سيفقده مبرر وجوده فهو بالمقام الاول معسكر اميركي اطلسي متقدم وراس حربة مشروع الهيمنة الاميركية وفقدانه القدرة العسكرية هو بمثابة التمهيد لاطلاق رصاصة الرحمة على دوره ومشروعه ووجوده .

لقد فرضت انتصارات محور المقاومة واقعا” موضوعيا”  وكرست سياقا” نضاليا” تخطى حالة السبات العربي وفرض معطيات وموازين قوى ومتغيرات في توازن الرعب والردع والمبادرة بحيث اصبح العدو فيها بين فكي المقاومة الفلسطينية بغزة جنوبا” ومحور المقاومة برمته شمالا” ,  وسماء” و وساحلا” مغطى بصواريخ محور المقاومة , اضافة لتحول المتوسط غربا” لبحيرة روسية بعد ان كان بحيرة اميركية اطلسية , كما ان محاولات جعل البحر الاحمر بحيرة صهيونية تصطدم بصخرة الثورة اليمنية , وقد لمسنا تداعيات الصمود اليمني اعلانا” سعوديا” لايقاف الملاحة لناقلات النفط عبر باب المندب الواقع تحت سيطرة نيران الثورة اليمنية فحاصرت السعودية نفسها  لتحريض المجتمع المسمى دولي والضالع بالمؤامرة منذ بدايتها والذي لم يدخر جهدا” في قتل وتدمير الشعب والمقدرات اليمنية  ,  وبثت الرعب في اوساط اسواق النفط مصحوبا برعب احتمالات اغلاق مضيق  هرمز .

نخلص مما سبق الى ان المنطقة الصهيونية الرخوة والمستهدفة من قبله  هو الاردن الذي يعتبر خشبة الخلاص فمعه وعبره وبواسطته يمكن اعادة بعث وانتاج دور العدو الصهيوني في اطار الكونفدرالية مع السلطة الفلسطينية الهشة ومع الاردن المنهك الجسد والذي تعاني فيه السلطة السياسية من ازمات طالت كل اركانه بعدان كانت الاداة التي اعدته لهذه الساعة والمرحلة فكانت كمن يطلق الرصاص على رأسه  .

بعد ان رهن الاردن الرسمي كل سياساته لخدمة المصالح الاميركية وفرط بكل ما استطاعت يداه ان تطاله  من ثروات ومقدرات حتى رغيف الخبز لم ينجو من العبث , وانخرط في المعركة ضد سورية  .

الا ان المشروع واجه نكسة استراتيجية لم يكن من السهل تحمل البنتاجون ووزارة الخاردية الاميركية تبعاتها فاللنصر آباء عدة  والهزيمة  يتيمة , وللكونجرس سطوة وسلطة تحميل المسؤولية والحساب العسير فهو احد اهم ادوات الحاكم الفعلي والحقيقي لاميركا والعالم الراسمالي  .

وكان لامناص  من  القاء مسؤولية  الهزيمة على اهل جهة ما وقد يكون احد الاحتمالات هو تحميل السلطة الاردنية المسؤولية وترك الاردن يعاني من حالة فراغ سياسي تميهدا” لاعلان مشروع الكونفدرالية بعد تلميع صورة الحكومة الحالية لدورها في محاسبة الفاسدين في حالات الفساد التي كانت بالرعاية والاشراف والاملاء الاميركي  برسم تسليط الضؤ عليها في التوقيت الملائم برغم انها مستشرية منذ امد بعيد  ومنح الحكومة وسام مكافحة الفساد الذي صنعته هي لتاهيلها للمشاركة في المرحلة المقبلة, والاحتمال الآخر تجنيب السلطة الحرج والرفض الشعبي واخراجها من العمل لفترة يبدو فيها ان الغياب قسري فيمر المشروع وتعود السلطة ”  “الضالعة ” البريئة  للعمل بعد تقليص صلاحياتها للحد الادنى تحت ضغط التعرض للحساب وربما العزل .

المشهد الان يفصح عن سباق بين مشروع اسرائيل الكبرى عبر الاردن وسلطة اوسلو , وسورية الكبرى ” محور المقاومة ” فقد فرضت ” الجيوبوليتكا ” او جغرافيا سورية الكبرى السياسية نفسها كواقع موضوعي في اتون معركة البقاء , فلم يكن ليكتب للمقاومة ان تستمر وتتفادى التصفية  بدون دعم يسورية وايران بالطبع ولو لم تكن جزءا” مكملا” لسورية  ,ولا العراق كان قادرا” على اجتياز نفق الطائفية والمذهبية والتفكك والمؤامرة الاميركية لو لم تكن سورية عمقه العربي الداعم , ولا كانت سورية قادرة على الصمود دون العراق ولبنان والمقاومة اللبنانية وحليفها الدولي الروسي .

واللحظة الراهنة تسفر عن اقتراب نضوج مشروع سورية الكبرى الذي فرض نفسه موضوعيا” فقد ازيلت الحدود المصطنعة بين العراق وسورية ولبنان  والذي سبقه سياق نضالي اشاع روحا” كفاحية تتعاظم وتمتد شيئا” فشيئا” وتزداد رسوخا” وقوة وتتعمق تحالفاتها الاقليمية والدولية , كانت مخرجات لقاء ترامب بوتين بهلسنكي مؤشرا”على حضور هذا التحالف بقوة على طاولة هلسنكي بدليل المخرجات واعتراف ترامب للمرة الاولى بتعدد القطبية ونهاية عهد الهيمنة الاميركية والقطب الاوحد .

وهو بارقة الامل الاردنية اضافة للموقف الجماهيري العربي الاردني الفلسطيني ,فهل فات اوان السلطة لتدارك الكارثة ام انها في حالة انكاروماضة الى النهاية .

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *