ألف ياء – جريدة العرب منبر إعلامي تقدمي يلتزم بقضايا الطبقات الشعبية فلسطينياً وعربياً وأممياً ولترسيخ مبادىء الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلم العالمي
مقالات مشابهة
عدنان علامه
إن الظروف المحيطة بإصابة الطائرة الروسية ومقتل 15 جندي وضابط تؤكد بما لا يدعو للشك بأن الأمر مخطط له بعناية فائقة في غرفة حرب قادة الكيان الغاصب وذلك لإرسال رسائل بعدة إتجاهات منها :-
1- إستهداف اللاذقية هو رسالة رعناء بأن قاعدة حميمم هي في متناول صواريخنا .
2- إن عدم التنسيق مع أمريكا وتغييبها كليا عن ترتيبات إدلب لن يمر بدون عقاب .
3- التأكيد على استباحة الأجواء السورية حينما يقرر قادة العدو ذلك بهدف فرض قواعد اشتباك جديدة .
4- توجيه ضربة تأديبية مدروسة لروسيا بعد عرض العضلات الروسية في أكبر مناورات العصر في سيبيريا حيث أعتبرت أمريكا بأن روسيا ترسل رسائل خطيرة من وراء هذه المناورات فأخرجت مسرحية إسقاط الطائرة الروسية عمدا .
وللتأكيد على النيات المبيتة لإسقاط الطائرة الروسية هو الإتصال بالقيادة الروسية على الخط الساخن قبل دقيقة واحدة من العدوان على سوريا دون تحديد مكان العدوان . وقبل عرض تحليل وزارة الدفاع الروسية لا بد الأخذ بعين الإعتبار بأن الكيان السابق يراقب كافة الأراضي السورية من الجولان وبواسطة قمر لتجسس التابع للكيان الغاصب. وهناك مراقبة جوية دقيقة بواسطة الرادارت . فيمكن تحديد أي طائرة ووجهتها ونوعها من خلال سرعتها ومن اليقين بأن الكيان الغاصب تجاهل عمدا البروتوكول الموقع مع روسيا لتلافي حصول حوادث خطيرة . وقد جاء تحذير الطائرة قبل دقيقة واحدة من بدء العدوان حيث كانت الطائرة الروسية في وضعية الهبوط نحو قاعدة حميميم وقد تعمدت طائرات العدو الصهيوني إلى المناورة حول مسار الطائرة الروسية . ولا بد من الإشارة إلى أن قدرة الطائرة الروسية ذات المحركات العادية الأربع للمناورة مع الصواريخ تعتبر معدومة مقارنة مع طائرات ال F15 وال F16 .وبناء عليه فأن المناورات حول الطائرة تؤكد النية الإجرامية للعدو الصهيوني لإصابة الطائرة الروسية عمدا . وقد درست وزارة الدفاع الروسية ادق التفاصيل المتعلقة بالحادث واتهمت الكيان الغاصب بتعمد الحادثة وأصدرت البيان التالي :-
– الطائرة الروسية “ايل-20” اسقطت بصاروخ منظومة “اس-200” للدفاع الجوي السوري.
-الطيارون “الإسرائيليون” تمكنوا من التغطية بالطائرة الروسية ، وجعلوها عرضة لهجوم الدفاع الجوي السوري.
– الوسائل “الإسرائيلية” لمراقبة الطيران لا يمكن الا ان تكون شاهدت طائرة “ايل-20” الروسية، لأنها كانت في طريقها للهبوط.
– “اسرائيل” لم تنبه قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا بعمليتها في منطقة اللاذقية.
– الدفاع الروسية تقيم التصرفات الاستفزازية لإسرائيل على أنها عدوانية.
– “إسرائيل” أبلغت روسيا عن الهجوم عبر الخط الساخن بأقل من دقيقة من تنفيذه، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد طائرة “ايل-20” إلى منطقة آمنة.
– نتيجة للأعمال “الإسرائيلية” غير المسؤولة في سوريا ، قتل 15 جنديا روسيا.
– الدفاع الروسية تترك لنفسها حق الرد بعد التصرفات العدوانية من قبل الجانب”الإسرائيلي” في سوريا.
وقد أرسل الكرملين رسالة واضحة جدا إلى الكيان الغاصب يتهمه فيها بالتقصير في تطبيق الإتفاق بينهما لتفادي الحوادث الخطيرة :-
الكرملين: في حادث الطائرة الروسية لم يتم التقيد بالاتفاق الروسي الإسرائيلي حول تفادي الحوادث الخطيرة .
وأما بوتين فقد أرسل رسالتين مقتضبتين جدا حول إسقاط الطائرة :-
1- سنتخذ إجراءات لحماية جنودنا وسيشعر بذلك الجميع .
2- بوتين أبلغ نتنياهو أن عمليات سلاح الجو الإسرائيلي تنتهك سيادة سوريا .
وقد اختلف المحللون العسكريون والسياسيون في تفسير مضمون بيان وزارة الدفاع الروسية وتصريحات الكرملين وبوتين بين مرور الحادثة مرور الكرام وبين أصرار روسيا للرد مباشرة للحفاظ على قوة هيبتها حتى تعطي درسا للآخرين بخطورة التعرض لروسيا لمنع حتى التفكير بالمس بهيبتها أو بحلفائها كما فعل الكيان الغاصب .
ستثبت الأیام المقبلة رجحان إحدى الخيارين والأمور مرهونة بخواتيمها .
*وإن غدا لناظره قريب”
