الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / هذا هو تاريخ من يهاجمون الزعيم عبد الناصر .

هذا هو تاريخ من يهاجمون الزعيم عبد الناصر .


محمد محمود رفعت
تقول الرسالة التى بعث بها الملك فيصل بن عبد العزيز إلى الملك الحسين بن طلال ( وهى وثيقة بتاريخ 3 كانون الثانى (يناير) 1969 م الموافق 14 شوال 1388 ه وحملت الوثيقة الرقم 421 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى ما يلى :
صاحب الجلالة الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية ، حفظه الله
يا صاحب الجلالة
سبق لى أن تحدثت لجلالتكم – كشقيق يسره ما يسركم ويضره ما يضركم – عن الحالة التى وصل إليها الأردن الشقيق ، بوجود ما يسمى ( المقاومة الفلسطينية ) ، وأفصحت لجلالتكم عن يقينى القاطع أن هذه ( المقاومة ) سوف تستغل ضدكم وتتحول من اسمها الظاهرى (مقاومة فلسطينية) إلى (مقاومة) ضدكم وضد شعبكم إن أنتم تهاونتم بترك حبالها على الغوارب ، والآن وبعد أن أتضح لجلالتكم أمرها جليا، فإنه لا يسعنى إلا أن أكرر نصحى للإستفادة من هذا الوقت السانح لجلالتكم بمبادرة القضاء المبرم على هذه (المقاومة) فبادروا أيها الأخ العظيم قبل أن يحدث ما نتوقعه بين يوم و أخر ، وما نخشى عقباه باستبدال حكمكم لا قدر الله ، بحكم هذه (المقاومة الفلسطينية) ، ومن ثم يأتى دورنا نحن ، حين يتحول الأردن من دولة شقيقة إلى وبال ثورة علينا ، فننشغل بمحاربة ثورتين شيوعيتين ، واحدة فى جنوب مملكتنا والأخرى فى شمالها ، حيث يصبح الأردن الشقيق كالجنوب المسمى باليمن الديمقراطى ، والذى لم نزل نتعاون و إياكم فى مكافحة من أفسدوه.
فإن لم يصبح الأردن دولة شيوعية بانتصار (المقاومة لا قدر الله) ، فإنه سيصبح بالتأكيد ولا محالة دولة ناصرية أو بعثية أو قومية ، وكل هذه التسميات وإن اختلفت مجاريها ، فإنها تصب فى قعر بؤرة واحدة ، هى بؤرة الهدم ضدنا ، وضد أصدقائنا الأمريكان والإنكليز وأنصار النظام الغربى.
لذلك فإننى أعرض مجددا على جلالتكم – كشقيق لكم – رأينا النهائى ورغبتنا الملحة ، بالقضاء على كل هذه الزمر المفسدة المجتمعة فى الأردن باسم ( مقاومة إسرائيل ) ، بينما – يشهد الله – (أن شر إسرائيل لا وجود له ، أمام شرور تلك الزمر المفسدة).
وبهذه الرسالة ، ما أردنا إلا تكرار عرض خدماتنا لجلالتكم بتحمل كافة المصروفات ، وما ستتكلفونه من مال وسلاح وذخيرة فى سبيل مقاومة ( المقاومة ).
وإلا فإننى وأسرتى الصديقة التى ترى فى هذا الرأى ، وتقره كما تعلمون ، سننضم جميعا ضدكم ، لنشكل الطرف الأخر لمقاومتكم ومقاومة هذه ( المقاومة ) غير الشريفة لأننا بذلك لا ندافع عن كيانكم فقط ، بل عن كياننا أيضاً.
وبانتظار الرد من جلالتكم ، أدعو الله أن يحميكم من كل مكروه وأن يأخذ بيدنا لإحباط كل ما يحيط بنا من أخطار المفسدين الملحدين!.
فيصل بن عبد العزيز

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *