قصائد رمادية
أحمد حسين
ألهمجي
الغرب المتكبر من الخلف
مثل حذاء راقصة “الفلامينكو”
لا يستمع إلى أنين روحه
وهي تحاول الإفلات
من قبو جنونه.
****
يصعد درج ذاته الفارغة
ويسعل بكبرياء
تليق بإله مريض.
****
أنا طفل الحضارة المغفلة
التي لم ترتكب مذبحة واحدة
ضد غيرها
قتلها السحرة المتعددو الجنسيات
ولم تنبس ببنت شفة سوى القبلات،
يتهمني الدجال
بأنني أفعى،
ليربي رتلاته وكوبراته بهدوء
في طوابقه السفلى
بدون حرج.
****
أنا الذي علمته كيف يغادر الكهوف
ويطبخ الطعام،
حينما كان صيادا متوحشا
يقتسم لحم الطرائد النيء
مع كلابه المتوحشة.
****
علمته أنا المغفل بالطيبة،
أن بوسعه أن يصبح إنسانا،
ولكني لم أنتبه عندها،
ماذا فعل الثلجي الكاسر
بمخالبه وأنيابه الحادة.
****
جئته من ساحل قونية الفينيقي
وهو يقدم الضحايا البشرية
لأشباح الأوليمب،
وعلمته أن ” زيوس ”
هو ” بلاي بوي ”
مثل جميع الآلهة.
يحب الرقص والعذارى الجميلات
برقاب سليمة من الخدوش،
ويحب الفن والمسرح والنبيذ الأحمر
أكثر من الدم.
****
لكن الهمجي،
بعد أن تخلص من زيوس ورفاقه،
صار يعبد ذاته الهمجية،
عن طريق الفلسفة.
صار وريثا للأولمبيين،
الذين لم يخلفوا شيئا
سوى القرابين التي قدمها لهم.
****
يقول أنني أنا الهمجي
ويسخر من نسائي المحجبات!
أنا الذي علمتني الوساوس
وأغاني الشياطين مثله
أن أحرس عفة النساء،
لففت أجسادهن بالحرير
والإقامة الجبرية العارية
بين ستائر الديباج،
ولم أحبسها في مجاري البول
ألملفوفة بجلود الرّنة المضاعفة
وأغلقها بالقبضات الحديدية.
****
كانت المحجبة في الحج،
تخلع الحجاب أحيانا
في ساحة الطواف،
لتسحر الشعراء.
فماذا كانت تفعل الدانمركية
التي سافر زوجها إلى الشرق؟
تري من هو الهمجي؟
****
عندما كان الدانمركي المغفل
يعود من الشرق
كان يسأل عن الخادمة
التي تحمل المفتاح
أليس هذا بهيجا حقا؟
*****
من هو الهمجي؟
الفقير المصاب بالكَرَم
يدعو العابرين إلى خبزه وماءه،
أم الغربي الذي يملك العالم
ويدعو عشاق زوجته إلى مخدعها
لتسرق أموالهم؟
****
أنا الذي علّمتُك كل شيء
لا يكفي أن تكذب وتقول: لا!
يعرف البائع بضاعته المسروقة
في منزل السارق.
ومع ذلك
أنا الذي تغيرت.
تعلمتُ منك أشياء كثيرة
بعضها مفيد
وأكثرها يُقرّب موت الإنسان
ولكنك لم تتغير،
ما تزال تطوف براري الثلج
مع كلابك الأنيقة،
في سيارة ” هَمَر”
وبيدك بندقية مقرِّبة
تقتل الأيائل والغنم البرية
بدون عدد،
لتنتشي وحشيتك بالقتل،
واقتسام لحم الطرائد النيء
مع الكلاب.
***
أيها القرد المتمدن
حضارتك الذرية
أكذوبة ذاتك المحجبة
أمطَرَتْ بابلُ عروسُ الحضارات
حقولك بالمعرفة
وأمطرْتَ حقولها بالنابالم
فمن هو الهمجي؟
——–
دمية
أنتِ دمية طفل صغير
ليس له دمية،
حلم رجل فقير
سوف يجعله ملكا.
فمتى يفرح أطفال غزة
ويصبح الفلسطيني ملكا؟
الطيبة- فلسطين المحتلة 1948
عن مجلة كنعان الألكترونية