قصيدة: مصر

قصيدة:

مصر

أحمد حسين

إيّاكَ إياك لا مهل ولا تعب ُ لاتتركوهم وإن ماتوا وإن هربوا

ولا تقولوا كفى حتى يحاق بهم فليس في تركهم عذر ولا سبب

ناس من الغدر يستقوي الغريب بهم لن يطفئوا النار حتى ينفذ الحطب

ذاك الشقي تخلت عنه عزته فكيف يردعه عن خسة أدب

مَنْ أمّه مصر تكفي نفسه حسبا وليس تعوزه الألقاب والرتب

ماذا يريد عشيق الذل منزلة وأمه عند شط النيل تنتحب

لو كان من مصر فيه نصف جارحة ٍ سمت به النفس عن عز له ذنب

يا شعب مصر لكم صبر يحيرني والآن حيرني الإصرار والغضب

لا بد أن تبلغ الأهاف غايتها فلا يقال لقد كادوا أو اقتربوا

أنتم بناة عصور لا يقاس بها فلا يقصرْ بكم عن عصركم طلب

لا ظلَّ في مصر منهم خيط بردعة ٍ فلا أمان لأفعى نابها عطب

ولا أمان سوى للشعب ليس له غير الكرامة في اوطانه أرب

يكفى الذي كان قبل اليوم تجربة ٌ هل كان في مصر إلا الظلم والنُخَب

لا يحرس الدار إلا شعبها فمتى فلّ الحديد َدخيل أصله خشب

شباب مصرمصابيح الهدى فدعوا من عبد الدرب يستهدي وينتخب

والشر في الأرض أمريكا تجود به كما تجود بماء الهطلة السحب

لم يهدأ الكون مذ جاءت يلوثها دم الهنود ولا قرت له جُنُب

يا مصر أنتِ ضمير الكون أيقظه ظلم الوجود فلا ينتابك التعب

لو كان غيرك من لبّى لأدهشني أما وأنتِ فلا سؤل ولا عجب

ألم نكن من رعى الدنيا وعلمها فنحن أم لها من بدئها وأب

لو أنصف الناس قالوا: كُلنا عرب فنحن لسنا سوى ما قاله العرب

عن prizm

شاهد أيضاً

مكتبة تعيد التاريخ الفلسطيني مخطوطة واحدة في كل مرة

22 تشرين الأول 2023 هبة اصلان تقدم مكتبة في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل لمحة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *