أحاول شعرا لمصر
أحمد حسين
أغيرك في هذا الزمان مفاخرٌ وغيرك في هذا الزمان عظيمُ
سمت بك نفس فجرت عزماتِها يداك ، ومجدٌ غابرٌ ومقيمُ
كأنك عُتبى للحياة حملتها على زمن فيه الكلاب نجوم
وأبلغك الإقدام حين دعوته جميع ذرى الإقدام أين تقوم
فلم يبق باب للشهامة مغلق ولم يبق وكر للطغاة سليم
أطلتْ بلادٌ واستفاقتْ مواسمٌ وحنَّت على الأفق البعيد تخوم
وما كان قبل العصرإلا ظهيرة بها من وجوم المطرقين وجوم
فكيف استدار الوقت تغرب شمسه ويطلع صبح منه وهو سديم
ولن تكشف الأيام للناس سرها ولكن أسرار الوجود علوم
ستنبيك أمجاد بمصر ترعرعت وينبيك تاريخ بمصر عليم
وينبيك وجه طالع الود أسمر وصوت جريء صادق وحميم
بأن الذي في مصر رقة مبدع وعزم وسيم ، والشجاع وسيم
فما فاجأ الأيام مثلك ثائر تبادله الإدبار وهو قدوم
وذاك نبوغ الفعل لا الصبر نافذ ولا الخصم ناج والدفاع هجوم
ولو كان يدري سرك الوغد لم ينم ولا نام عما تبتغيه خصوم
تبلد عقل الغرب لما ابتدرته فأخذى بما يلقاه وهو كظيم
وأبدت عروس الشر زينة كيدها عميل يجاري كيدها وزنيم
فلا تبرحوا الميدان حتى يسلموا بأن زمانا قد أتى سيدوم
وأن الذي نادى به الشعب منزل وأن مآل الكافرين وخيم
ولا خير في خير تجاوز أهله فكل حضور للغريب ذميم
وهل تغفل الذكرى عدوا مجربا بها منه حزن دائم وكلوم
ايأمن أمريكا قتيلٌ دماؤه على رأسها مثل القطاة تحوم
بلاد غزاها الشر منذ طلوعها يرعرع فيها نابه ويقيم
فما قر جفن الكون منذ مجيئهم عواصف يملأن المدى وغيوم
هم البؤس في الدنيا، ثراء وخسة تروم عشاء الطفل وهو فطيم
ولن يفخر الشيطان يوما بفعلة فما فعلوا عبء عليه جسيم
غزوا مصر في فلك العمائم واللحى
ومن حولهم وحي السماء يعوم
على البحر والبحار لعنة أمة أبيحت على اسم الله وهو رحيم
هل الدين والإسلام زيّ موحّدٌ وصومٌ،عجبتُ الجوع كيف يصوم
يقولون إن الناس جاعوا بظلمهم ففيمَ حياة الظالمين نعيم ؟
وكيف يُجيع الله خلقا أقامه وقد قال إني كافل وكريم
مواعظ للشيطان كامل سكرها فليس لخمر الجائعين نديم
جرائم أمريكا كناقة صالح ٍ فليس لموتورٍ بهن غريم
وذاك الذي ما انجب العصر مثله يموت شهيد الحبّ وهو ملوم
فمَن دينه فحش فلا شرَّ مثله أخسّ الورى مُدَّيِّنٌ ولئيم
فما أقبلوا حتى طغى القهر وانتشى نفاقٌ ، وجلىّ أزعرٌ وسقيم
أطلوا وأمريكا أطلت كأنهم طلائع جيش للخفاء تشيم
وما حل في دنيا العروبة نكبة وليس لهم فيها يد وسهوم
أحاول نفسي ليس في الذات شاعر له في سفوح الواهمين كروم
فحظي من عشق الجمال شربته وحظي من آتي الزمان عديم
ولكنني أصداء ذات عريقة تحاور أياما مضت وتلوم
وما أنا مدّاحٌٌ لمصر فعشبها إلى قامتي نخل ، فأين أهيم ؟
وما أنا مدّاحٌ لمصر قرابة ً فإن ضلال الأقربين قديم
ولكنني يغزو الفخار جوانحي فتفرح أشجان مضت وهموم
وتصحو مواعيد تناهى انتظارها وطول انتظار الآملين جحيم
أهيم على رغد من العمر بعدما تقضّى جميل العمر وهو دميم
فيا مصر، لا فارقتُ عمري راضيا وقصّرتُ عما أشتهي وأروم
وغادرني شعر ألوذ بشجوه كما غادرت حيفا رؤى ورسوم
وأنسيتُ حب الكرملية ، وجهها نسيم ، وأشواقي إليه نسيم
إذا كنتُ لم أعرف بأن الذي أرى سيأتي ، وأن الحتم منك قدوم
فيا مصرهل ناء من الشكر نافع مننتِ ، فشكر دائم وعميم