نعم …لُتحل السلطة
احمد ملحم
لتٌحل السلطة الفلسطينية…بل ولتذهب الى الجحيم… ماذا يمكن ان يخسر الشعب الفلسطيني من هكذا خطوة….واي اذى جديد يمكن ان يلحق بالقضية الفلسطينية اكثر من حالة التدهور الذي وصلت اليها في الوقت الراهن.
السلطة الفلسطينية التي انشئت قبل 18 عاما، لم تحقق اي انجاز هام واستراتيجي في القضية الوطنية، بمعنى ان لا شي تحقق في القضايا المصيرية “اللاجئين تزداد معاناتهم…القدس تهود ليل نهار…الاستيطان افترس الارض والتهمها…المستوطنون يعربدون بوقاحة…حلم الدولة وحدودها سكبت عليه اسرائيل “اسيد” السلب والسرقة…فلم يبق اي ملامح للارض”.
هذا الفشل الذريع يجب ان نحمل انفسنا جزءاً منه ، بمعنى ان منظمة التحرير التي انجبت السلطة انقادت طواعية الى الولايات المتحدة الامريكية ، التي لم تتوان عن تقديمها على طبق من ذهب لانياب الاحتلال فاخذتا تفترسانها معا وتتلاعبان بها كما تريدان، طيلة عقدين من الزمن.
القضية الفلسطينية تتدهورت اضعافا مضاعفة منذ انشاء السلطة الفلسطينية، لانها بالدرجة الاولى منحت الشرعية لوجه الاحتلال القبيح امام العالم، واعطته حق اغتصاب فلسطين، وحقه في الوجود والعيش فوقها، واعفته عن مسؤوليته القانونية التي فرضتها الشرعية الدولية، دون مقابل يذكر.
بالامس فقط ادركت السلطة والقيادة الفلسطينية، انه لا يمكن الثقة بالولايات المتحدة الامريكية سواءً كان سيدها “اسودا ام ابيضاً”، بعد تلويح اوباما للرئيس عباس” بوقف الدولار الاخضر”، في حال استمرارها بتقديم مشروع قرار يدين الاستيطان ويدعو لوقفه في مجلس الامن، وهو ما ترجمته واشنطن بالفيتو في مجلس الامن…فهل بقي لدى السلطة بعد 18 عاما من الخيبات السياسية وفشل المفاوضات اي امل بأنها ” ما زالت هي الحياة، وانها لن تقود الى التهلكة”.
على ضوء الفيتو الامريكي يجب على الفلسطينيين ان يفكروا جديا بحلها، والعودة الى منظمة التحرير ، بعد اصلاحها واعادة هيكلها بحيث تصبح جامعة لكل الاطر والفصائل الفلسطينية، وبالتالي انهاء الانقسام تلقائياً، واجبار اسرائيل على تولي مهامها باعتبارها قوة احتلال غاشمة، ووضعها في مواجهة اطفال المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية من جديد، ليشاهد العالم حقيقتها البشعه التي جملناها قليلاً دون ان ندري.
حل السلطة والعودة الى منظمة التحرير وفق قواعد وطنية ديموقراطية سليمة، هو الخيار الامثل لنا، في ظل ان الفيتو الامريكي الذي سيبقى يحمي الاحتلال اصبح اكبر حجما وتأثيرا من المجتمع الدولي، وهو الذي يحدد مصير ومستقبل الدول والشعوب، مع الحرص في الوقت ذاته على ابقاءها قائمة ولكن دون منحها اي شيء سوى فتات المساعدات الاقتصادية، والوعود السياسية الهلامية.