الرئيسية / الملف السياسي / فلسطين المحتلة / أوسلو-ستان تطبيع رغم أنف الثورات العربية

أوسلو-ستان تطبيع رغم أنف الثورات العربية

جورج شورش الصهيوني شريك أصيل في استثمارات السلطة أ ب

أوسلو-ستان تطبيع رغم أنف الثورات العربية

1 آذار 2011

عادل سمارة

مستهل: في الوقت الذي يثور الوطن العربي وتنبعث القومية من جديد، ويهز الفقراء عروش الطبقات وليس الأفراد فقط، وبمعزل عن مآل هذه الثورات وهو مقلق حقاً، يقوم راس المال الكمبرادوري في الأرض المحتلة بتعميق الاستعمار الاستيطاني الاقتلاعي وتبارك سلطة الحكم الذاتي ذلك، وهل تشارك؟ الله أعلم. يحتاج هذا ويكيليكس جديد! هل هذا عمىً عما يجري، أم طمأنة أميركية صهيونية، أم هو جمع الغنائم قبل الهروب؟

لا يجد المرء في وصف هذا الصمت الشعبي على ما يقوم به راس المال الطفيلي والكمبرادوري سوى خداع الذات. بين خداع الذات وخيانتها، بين التطامن والتواطؤ وخصي الوعيشعرة ليس أسهل من قطعها. خداع الذات قرار واعٍ وعناد إما لا مبرر له، او هو غطاء للتخاذل عن القيام بالدور المطلوب للذات وللمجموع.

أما سلطة الحكم الذاتي فهي الحاضنة التي تحتضن بحنان عميم ما يقوم به راس المال من جرائم وكوارث تشطب الشعب والوطن وحق العودة والبعد العروبي. وحديثنا هذا ليس موجهاً لتعديل سير السلطة فمن المحال تغيير مشروعها طالما هي تعترف بالكيان وتطبِّع معه. بل إن وجودها رهن بقراره من المبتدأ حتى المنتهى. وليس هذا الحديث لتعديل مسار راس المال الطفيلي والكمبرادوري/المتخارج حيث يهون على راس المال فقدان وطن كي لا يفقد فلساً واحداً. وليس هذا الحديث لاعتبار السلطة وراس المال معسكرين لأنهما في تحالف واحد وثيق.

لم تكن ذات يوم اية قطيعة بين قيادة المنظمة وراس المال المتخارج حتى ورأس المال هذا يرتبط بالنظام الأردني، ولا نقول بالشعب العربي في الأردن، وحبذا لو كان كذلك. أما مشروع مدريد-أوسلو فكان اللحظة الفارقة التي صاغت بها الولايات المتحدة العلاقة بين راس المال المتخارج وقيادة المنظمة وهي الصياغة التي تدرجت ما بين 1982 إلى 1993، وجوهرها أن تكون هناك قشرة سياسية ومثقفاتية في الحكم الذاتي وجوهر راسمالي كمبرادوري كلاهما متصالح مع الكيان ومعترف به بالمليانْ، وهكذا كان عام 1993 حيث تبلور معسكر التسوية الفلسطيني المكون من:

* القيادة السياسية للمنظمة التي غدت راسمالية بيروقراطية بأموال النفط ولاحقاً بعد اوسلو-ستان باموال المانحين

* الراسمالية المالية الفلسطينية القادمة من الخارج والتي بعد اوسلو-ستان امتلكت الضفة والقطاع وتشارك الراسمالية الصهيونية فيهما

* والرأسمالية المحلية راسمالية التعاقد من الباطن التي بدأت إقامة أعمال مع شركات صهيونية منذ عام 1968، لتكون مشاريع الخياطة والملابس أول إنجاب لهذا الزواج السفاح.

* رافق هذا شريحة المثقفين العائدين مع قيادة المنظمة من الخارج والمثقفين والأكاديميين المحليين واللبراليين بالطبع الذين نظَّروا لأوسلو، وللمفارقة ها هم اليوم يهاجمون اوسلو وحتى يطلب بعضهم حل سلطتها بعد أن أفنوا العمر في خدمتها وأتخموا الجيوب بأموالها.

· ورافق هذا شريحة مثقفي اليسار الموسكوفي ويسار المنظمة اللذين ارتدا على أعقابهما فصارا في تنقل بين أحضان الأمركة والأنجزة، وبعضهم اليوم ايضا يهاجم أوسلو وقد “برطع” في خيراتها حتى اللحظة.

كانت هذه الخلفية ضرورية لفهم ما يجري اليوم على صعيد راس المال المتخارج. ولفهم دور السلطة في ذلك. فالجرائم الكبرى التي تُرتكب ضد الشعب والمرحلة لا يمكن أن يعمى عنها الموتى مما يثبت شراكة وتبني السلطة لهذه الجرائم. إن السلطة التي رأت جماعة بيان العشرين الذي نقد الفساد فاعتقلت البعض وضربت البعض وجرى إطلاق نار على البعض، والتي من الحذق بمكان بحيث ترى مسدس قديم مهترىء مدفون في حائط بيت عتيق في حي القصبة التاريخي في نابلس لا ترى الشركات المشتركة بين الكيان وراس المال المتخارج ولا ترى شركات الكيان تبني مدناً على أرض الضفة الغربية!

ثلاث وقائع خطيرة

نسجل هنا ثلاثة وقائع صارخة ومستصرخة في نفس الوقت وهي غيض من فيض:

أولاً: مجلس الأعمال الإسرائيلي الفلسطيني:

هذا أحد تجليات التطبيع الاقتصادي مع الكيان الصهيوني حيث أُعلن عن تشكيل مجلس الأعمال الإسرائيلي الفلسطيني، وكأن هناك دولتين شرعيتين متجاورتين! تم هذا على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي-دافوس، وهو وكر راس المال العالمي، الذي عقد على شاطىء البحر الميت، اي انتقل من ابرد منطقة في جبال سويسرا إلى الأكثر دفئاً في حفرة الانهدام في أغوار البحر الميت! فرأس المال يتبع المال بقدر شمٍّ هاشلة وليس المناخ. في هذا اللقاء قال عاموس شابيرا المشارك من الجانب الصهيوني: ” إننا لا نتعامل مع القضايا السياسية، ولا نحاول إيجاد حلول لها. وإلى جانب إدراكنا للماضي، إلا أننا أكثر اهتماماً في المستقبل” (جريدة القدس 19-5 2007). أما الرئيس المشارك من الجانب الفلسطيني وليد النجاب فقال: “… نحن لسنا بصدد تقديم حلول سياسية ولكننا نشكل مجموعة يمكنها أن تقدم توجهاً من شأنه المساعدة في حل القضايات التي تؤثر عل منطقتنا”(نفس المصدر). يتحدث هذا السيد وكأن يافا وحيفا هي أملاك شرعية ليهود كندا، فهو كما يبدو لا يعرف أن هناك وطنا مغتصباً! ولنفس هذا الأمر نحيل القارىء إلى العدد 1277 في 26 تموز 2007 من نشرة كنعان الإلكترونية.

ثانياً: جورج شورش وشركة مسار/رام الله

جرى يوم 8 شباط 2011 توزيع البيان الصحفي التالي:

صندوق “سراج فلسطين” يحظى باهتمام كبير من قبل المستثمرين المحليين والدوليين

رام الله، 8/ شباط/2011، أعلنت شركة مسار العالمية عن إطلاق صندوق “سراج فلسطين” كأول صندوق مخصص حصرياً للإستثمار في الشركات العاملة في فلسطين… ويشمل رأس مال الصندوق الأولي إلتزامات مجموعة متنوعة من المساهمين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم مؤسسة الاستثمار الخاص عبر البحار “اوبك”، وهي مؤسسة حكومية أمريكية، وصندوق شورش للتنمية الإقتصادية المملوك للملياردير العالمي جورج شورش (وهذا يهودي صهيوني وإمبريالي معاً)، وصندوق تقاعد مجلس الكنائس المتحدة الأمريكية، وشركة الهلال للإستثمار الإماراتية، ومجموعة أخرى من مستثمرين دوليين بارزين، بالإضافة الى العديد من الأفراد والشركات الفلسطينية بما فيهم مؤسس الصندوق شركة مسار العالمية”. وأُرفقت بالتصريح العناوين التالية: لمزيد من المعلومات قم بزيارة موقعنا على الصفحة الإلكترونية www.maar.com وللإتصال الإعلامي، إتصل مع: رسمية مسعود ، هاتف: 2 240 9108 970، سراج فاكس: 2 240 9110 970+ صندوق بريد: 2137 info@siraj.ps رام الله، فلسطينwww.siraj.ps

إذن دافوس وراء كل شيء، من مجلس الأعمال المذكور إلى شركة الاستثمار (مسار وإبنتها سراج) وفي الموقعين يكمن، بل يتجلى جورج شورش المضارب اليهودي العالمي الذي يصل عدد ضحاياه ما يقارب ضحايا الإمبريالية الأميركية. لكنه “طيب القلب” وها هو يستثمر في الأرض المحتلة إلى جانب الإمارات العربية المتحدة!!! ومن يدري كم يهودي من المغتصبة 1948 بين هؤلاء؟ وهذا تماماً كما تستثمر قطر في مدينة الروابي /رام الله مع شركات مقاولات صهيونية. من المهم التركيز أن هذا الإعلان جاء والوطن العربي يمور بالثورة بينما راس المال هنا وهناك يدور حول الأرباح اللامحدودة مستخدماً العملة الأكثر صعوبة التطبيع، اليس حقيقياً القول: كلٌّ يغني على ليلاه! لكن حقيقة الأمر أن ليلى هي الوطن، فهي إما للشعب أو لراس المال.

ثالثاً: مؤتمر للمستحدثين الإسرائيليين والفلسطينيين

كتب جاي جريملاند: عقد مؤتمراً جمع مستثمرين إسرائيليين وفلسطينيين بعنوان:

Start-Up Weekend 2011 at Jaffa ‘s Peres Center for Peace draws 125 programmers, including only 14 Palestinians.

وحصل ذلك يوم الجمعة من الأسبوع الماضي أي 25 -2-2011 في مركز جافا بيرس للسلام وحضره فلسطينيون من نابلس ورام الله وجنين.

من الطرافة بمكان أن يحتوي الخبر على قيام الأمن الصهيوني بمنع بعض الفلسطينيين من الدخول إلى المحتل 1948، اي أن الكيان مُشبع بالمطبعين إلى حد غربلتهم! كما اشار إلى أن أكثر المشاركين “علمانيين” ولكن بينهم مراقبين متدينين! فاي وصف؟ بل اي خطاب استعماري مهترىء! والأطرف الذي يفضح الطرف الفلسطيني ما ورد في الخبر من اقوال آدي ريزنك، ويانيف فلدمان و موران بار:

” ليس الهدف فقط إقامة شركات مما يشجع المستثمرين، بل تعليم الناس من الطرفين “القوميين” المنقسمين كيف يجتمعون… لعل ما يهمنا أن أل 14 فلسطيني الذين يلتقون المستحدثين الإسرائيليين أن يقوموا بعقد لقاءات مماثلة في بلدات سكناهنم ”

أي بالعربية المفهومة: التطبيع وإيلاجه في المجتمع الفلسطيني!!!

قد نختم بكلمة بالقول: ترى ما الذي يجمع شورش وأثرياء الإمارات العربية وفلسطينيين ورأسمالين صهاينة؟ هل هو دم واحد، عرق واحد، حب الموسيقى؟ مصاهرة؟ أم المصاح الطبقية؟ حبذا لو يجيبنا على هذا من يكرهون مصطلح: “الصراع الطبقي”! ويعتبرونه أداة تحليل قديمة! سوف نحرقها ايها السيدات والسادة، ولكن علمونا على الأدوات الجديدة!

مجلة كنعان الألكترونية www.kananonline.org

عن prizm

شاهد أيضاً

إسرائيل وجيشها يقاتلان على “جبهة أخرى”: الهواتف الذكية بين أيدي الجنود في قطاع غزة!

21 شباط 2024 سليم سلامة تشكل شبكات التواصل الاجتماعي، منذ زمن، جبهة إضافية أخرى من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *