الرئيسية / الملف السياسي / فلسطين المحتلة / ظلم إدارة “الفيس بوك” للفلسطينيين!

ظلم إدارة “الفيس بوك” للفلسطينيين!

ظلم إدارة “الفيس بوك” للفلسطينيين!

عاطف سعد

إستجابة مؤسس موقع “الفيس بوك” مارك زوكربيرغ لدعوة الحكومة الإسرائيلية ومجموعات الضغط اليهودية بإغلاق صفحة الإنتفاضة الفلسطينية، تعكس ثلاث حقائق :

الحقيقة الأولى : أن نفوذ مجموعات الضغط اليهودية طال موقع التواصل الإجتماعي الشهير الفيس بوك وأرغمه على الإنحياز لصف إسرائيل في صراعها غير العادل مع الشعب الفلسطيني؛

الحقيقة الثانية : أن موقع “الفيس بوك” تنكر لمبدأي نبذ الكراهية والإنحياز لطرف ضد طرف آخر، التي دعا إليها عند تأسيسه في عام 2007 ؛

الحقيقة الثالثة: تجاهل إدارة “موقع الفيس” بوك لصفحات المستوطنين التي تنضح بالكراهية لكل ما هو فلسطيني ولكل ما هو عربي.

فكيف يمكن تصنيف دعوات “الموت للعرب” و”الإنتقام منهمPrice Tag و ” مصادرة زيتونهم” التي يطلقها حاخامات المستوطنين ويروجونها عبر موقع “الفيس بوك” وصارت “نشيدا” خالدا يردده “زعران التلال” (المستوطنون الشبان) في كل غزوة يشنونها على الفلسطينيين وممتلكاتهم
ويمكن لأي متصفح لتعليقات ومشاركات من إسرائيل عبر صفحة الفيس بوك الخاصة بموقع Ynetnews أن يجد أوصافا عنصرية وعنيفة وغير لائقة توجه للعرب والفلسطينيين.

إن تبريرات زوكليبيرغ غير مقنعة. فمصطلح “إنتفاضة”، يدل على الإحتجاج السلمي غير العنيف على الإحتلال. لذا كان من أكثر التعبيرات إنتشارا في مختلف لغات العالم بعد إنطلاق الإنتفاضة الفلسطينة في أواخر العام 1987 . ولكونها كذلك، فقد أبهرت الإنتفاضة الفلسطينية العالم آنذاك. ودخلت الكلمة العربية “إنتفاضة” قاموس أوكسفورد الشهير بكلمة intifada من كثر ما إسخدمها الكتاب والمعلقين والصحفيين الدوليين. حتى أن الإعلام الإسرائيلي، المحرض لإستخدام العنف ضد الفلسطينيين كان إستخدم، في حالة غير مسبوقة، تعبير داود (الفلسطيني) مقابل جالوت (اليهودي) لوصف الحرج الشديد الذي شعرت به إسرائيل التي وظفت جيشها المدجج بالسلاح (جالوت) لقمع إنتفاضة اطفال الإنتفاضة ومقاليعهم. المقلاع وثلاثة حجارة كان السلاح الذي تغلب به النبي داود على جالوت كما تقول الحكاية المعروفة لدى اليهود والمسلمين.

لم يكن زوكليبيرغ شفافا في بيان تبرير إغلاق الصفحة الفلسطينية، فهو لم يقل لمستخدمي موقعه، الذين يزيد عددهم عن 500 مليون مستخدم، أنه تعرض لضغوط من ممثلي الحكومة الإسرائيلية وبخاصة يولي أدلشتين، وزير الإعلام، ومجموعات الضغط اليهودية الأخرى التي طلبت منه إغلاق الصفحة الشبابية الفلسطينية، كما كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وما لم تقله”يديعوت” أن طلب أدلشتين يندرج ضمن خطة علاقات عامة (ربما شملت القاضي غولدستون ) لتحسين صورة إسرائيل وتشويه صورة الفلسطينيين كانت إنطلقت بعد وقوع الهجوم على عائلة فوغل في مستوطنة يتمار (11 آذار). و قد بدأت الحملة بتوزيع صور لأطفال العائلة الذين قطع (الفلسطينيون كما تزعم الحملة) رؤوسهم على وسائل الإعلام الدولية.

وقد أوضحت الصحيفة الدافع وراء الطلب الإسرائيلي،” إن الخوف من حدوث ثورة شعبية فلسطينية على غرار ما حدث وما يزال يحدث من إنتفاضات شعبية مثل مصر وتونس ودول أخرى زاد بعد ظهور “الغروب الألكتروني منذ حوالي الشهر بالدعوة إلى اتفاضة ثالثة”. ويعرف الإسرائيليون أن “إنتفاضة ثالثة” هي في غير وارد غالبية الفلسطينيين.

حذف الصفحة الفلسطينية عن موقع “فيس بوك”، يجب أن لا يمر مرور الكرام. بإمكان الشبان الفلسطينيين وأصدقائهم (الذين جمعوا 350 ألف مشترك في غضون شهر) في أنحاء العالم، أن يواجهوا ظلم إدارة “فيس بوك” بحملة مليونية تطلب إعتذارا يتبعه إستئناف عمل الصفحة أو فضح إنحياز هذه الإدارة أوإيجاد بديل هم قادرون عليه.

ملاحظة: في أيار 2007 سعت مجموعات الضغط اليهودية الموالية لإسرائيل لتجنيد الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري في خدمة الدعاية الإسرائيلية. وأعلنت أوبرا أنها ستزور إسرائيل فعلا. وقام سفير إسرائيل في الأمم المتحدة آنذاك داني جيللرمان بإجراء ترتيبات. لكن أصواتا فلسطينية خرجت من الأراضي المحتلة دعت أوبرا بعدم الإنحياز لطرف وعدم الإنجرار لموقف يمكن أن تنسف فيه مصداقيتها المهنية والإنسانية.ويبدو أن الرسالة الفلسطينية وصلت لأوبرا فلم تأت لإسرائيل مثلما أراد جيللرمان وصحبه!

عن prizm

شاهد أيضاً

إسرائيل وجيشها يقاتلان على “جبهة أخرى”: الهواتف الذكية بين أيدي الجنود في قطاع غزة!

21 شباط 2024 سليم سلامة تشكل شبكات التواصل الاجتماعي، منذ زمن، جبهة إضافية أخرى من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *