فشل مجلس الأمن في التوصل إلى بيان يدين سوريا 27 نيساان
ماذا تبقى بيد الغرب ضد سوريا…؟
العميد أمين حطيط
اسقطت “موقعة جسر الشغور” الاقنعة عن وجوه من شاركوا في الحرب الكونية ضد سوريا، واظهرت حقيقة المواقف من صداقة حقيقية او خصومة او عداوة، وادت نتائجها الى تكريس واقع نسجت خيوطه بعد نجاح سوريا بمنظومتها العسكرية – الامنية وادارتها السياسية في استيعاب الهجوم ما مكنها من الانتقال الى الهجوم المعاكس الذي يحصن الانتصار في الحرب الدفاعية التي تخوضها، والدخول في مرحلة النقاهة الامنية التي تفترض صيانة النجاح بعد ان تبث:
1) فشل المشروع السلفي بالاطاحة بالنظام القائم في سوريا رغم القدرات والامكانات التي سخرها من مال واعلام ونار، فشل يضاف الى عجزه عن الاحتفاظ بالفضاء الاستراتيجي الذي حلم به بعد الضربات التي تلقاها في العراق و افغانستان واخيرا في لبنان بعد اخراجه من الحكم.
2) فشل “المشروع الاخواني” في السيطرة على الميدان او اقتطاع منطقة عازلة على الحدود التركية.. وكان في سقوط حالة “جسر الشغور” وما لحقها من تمثيلية “مخيمات اللاجئين السوريين” ثم تجاوز التهويل بتدخل عسكري تركي، رسالة واضحة بان سوريا لن تتراجع في ممارستها لحقها بالقرار المستقل الذي يحقق للمواطن امنه وحريته وللدولة سيادتها ومكانتها الدولية.
3) فشل الغرب في استصدار قرار من مجلس الامن لادانة سوريا، ما ادى الى تعطيل هذه الاداة الغربية التي تستعملها اميركا ضد الدول و الشعوب التي لا تنصاع لارادتها.(الملفت هنا ان المبادر هنا ان اروبا وليس اميركا هو من وضع مشروع االقرار وايدته اميركا وفي هذا دليل على التهيب الاميركي للموقف اصلا ).
4) فشل الاعلام المعادي لسوريا في تشويه صورتها، و قد ظهر بوضوح ان الساقط في اعين الناس والرأي العام هو ذاك الاعلام الذي عادى الحقيقة وجافى الشفافية.
والان نستطيع القول بان الحرب على سوريا وصلت الى مراحلها الاخيرة ما يمكن سوريا من متابعة مجرياتها النهائية ولاعادة الوضع الى طبيعته في الاسابيع القليلة المقبلة مستفيدة من انجازات ووقائع داخلية باتت اوراقها في مصلحتها منها:
1) تمسك الشعب بوحدته الوطنية وتماسك الجيش والقوات المسلحة وانضباطها وقدراتها العملانية في معالجة العمليات الارهابية وبالحد الادنى من الخسائر.
2) قيام حكومة في لبنان تنقل القرار الرسمي في من يد الفريق المعادي لسوريا ( المنخرط ضدها عبر المال والإعلام حتى والسلاح والمقاتلين) إلى يد الفريق المتحالف إستراتيجياً معها، الأمر الذي يوفر عليها الكثير من الجهد الميداني والسياسي الدبلوماسي في المرحلة المقبلة.
3) المجاهرة صراحة بالموقف الجدي لاطراف جبهة المقاومة والممانعة في دعم سوريا والدفاع عنها، ما جعل الاخر يقتنع بان فكرة الحرب الشاملة لحماية هذه الجبهة واطرافها ليست عملاً اعلاميا او حربا نفسية، بل انها قرار جدي سيلجأ اليه لدى تعرض سوريا لعدوان فعلي من اي دولة اتى. وكانت الرسالة الايرانية الى الغرب عبر تركيا واضحة لكل من يعنيه الامر اقليميا ودوليا.
4) ظهور السد الروسي- الصيني في مجلس الأمن بشكل يحدث الطمأنينة بان هذه الدائرة الدولية لن تستعمل ضده بوجود دعم دولي من دولتين يملكان حق الفيتو في مجلس الأمن.
5) ظهور ملامح العجز حتى اليأس الغربي من الانتصار في الحرب على سوريا، ما ادى الى تثاقل الخطى في الهجوم.
لقد شكلت نتائج المواجهة حتى الان نصراً للمشروع السيادي الاقليمي في وجه المشروعي الغربي الاحتلالي. وادخلت المنطقة في مرحلة جديدة ستفرض على المعنيين تقييم الوضع لاعتماد الخطط المستقبلية، واذا كانت حرب 2006 قادت االى “القوة الناعمة” على انقاض القوة الصلبة، فان السؤال المطروح الان اي استراتيجية سيعتمدها الغرب بعد الفشل في سوريا، فهل يوقف الهجوم ويرتد الى الحرب الباردة والمناكفة السياسية؟ ام يتابعه رغم انخفاض احتمالات النجاح؟
موقع “التيار”، 18 حزيران 2011