الفلسطينيون يحتجون على استمرار إغلاق معبر رفح على الحدود مع مصر – نيسان 2011 رويترز
معاداة السامية ومعاداة فلسطين
محمد سيف الدولة
بعد ان أرهب الصهاينة وحلفاءهم ، كل شعوب العالم بعدم توجيه اى نقد الى (إسرائيل) خوفا من الاتهام بمعاداة السامية أو
ما يسمى باللاسامية .
نجحوا فى العقود الأخيرة بجبروتهم فى نشر ثقافة معاداة فلسطين أو اللا فلسطينية ، بمعنى تجريم و مطاردة كل ما هو
فلسطيني، فأصبح الفلسطيني حتى فى وطنه العربي مشروع ارهابى إلى أن يثبت العكس .
وأصبحت المقاومة محرمة ومجرمة ومطاردة ومعزولة ومنبوذة .
ولا يجرؤ أحد على الدفاع عنها أو دعمها إلا في السر .
ولا يجرؤ أي مسؤول عربي على الحديث عن ارض فلسطين التاريخية ، أو عن عدم مشروعية دولة إسرائيل أو بطلان
وعد بلفور وقرار التقسيم .
وعندما ثارت الشعوب العربية في كل مكان ، فأرادت فلسطين أن تلحق بهم فبما يسمى بالانتفاضة الثالثة ، أشاح الجميع
بوجوههم بعيدا !!
* * *
ولقد تجلت ظاهرة معاداة فلسطين في ابرز صورها فى مسألة استمرار حصار غزة و إغلاق معبر رفح .
فحتى حين قررت وزارة الخارجية المصرية بعد الثورة فتح المعبر ، فإنها قيدت حركته بعدد من الضوابط غير المطبقة
على أي معبر آخر في مصر ، منها منع من يسمونهم بالمدرجين أمنيا (القوائم السوداء) من العبور على وجه الإطلاق ،
والذين لا نعلم بالتحديد من الذي أدرجهم ، ووفقا لأي معايير وهل لذلك علاقة بالتنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل
كما أنه ليس كل من تنطبق عليه الشروط المصرية يسمح له بالعبور ، بل يتم إعادة كثير من المسافرين ورفض عبورهم
بدون إبداء أسباب .
ولا زال منع دخول السلع والبضائع عبر معبر رفح قائم ، لإصرار إسرائيل على عبورها من معبر كرم ابو سالم (كيريم
شالوم) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية حتى يحتفظوا بالتحكم فى لقمة عيش غزة وقوت أهلها .
وعندما غضبت إسرائيل وتوعدت ، انعكس ذلك فورا على المعبر ، فعادت القيود !
ومن مؤشراتها أن إخواننا في غزة لا يزالون يستغيثون بنا كل يوم ، بينما قادة إسرائيل توقفوا عن الشكوى والتهديد والوعيد !؟
وقد لا يعلم الكثيرون أن هناك الآن أزمة مكتومة بين الجانبين المصري والفلسطيني ، لا يرغب أحدا في الإعلان عنها
حفاظا على شعرة معاوية .
* * *
قارن ذلك بحرية اليهود الصهاينة فى دخول سيناء والتجول فيها لمدة 15 يوم بدون تأشيرة .
لم نسمع أبدا عن جاسوس فلسطيني، مع العلم ان كل الشر والضرر والتجسس والتخريب والفتن لا تأتى إلا من إسرائيل.
ولكن رغم ذلك نعاملهم على الدوام معاملة المشتبه فيهم حتى بعد الثورة.
****
وحتى شباب الثورة وشيوخها، أصبح الحديث عند معظمهم، عن فلسطين أو عن العدو الصهيوني أو عن سوءات
كامب ديفيد هو حديث مكروه وثقيل الظل وخارج السياق والأولويات.
****
إن ظاهرة “معادة الفلسطينية” أصبحت ظاهرة عامة ، لا تقتصر على فلسطين والفلسطينيين و المقاومة الفلسطينية
فقط ، بل امتدت إلى كل أنصار فلسطين وأعداء المشروع الصهيوني في مصر والوطن العربي .
وهى ظاهرة غير مبدئية وغير وطنية بالإضافة إلى أنها خطيرة ومضللة و مدمرة وعنصرية ، يقف وراءها من
الخارج الصهاينة والأمريكان ، ويدعمها في الداخل عقدة الخوف المزمن من إسرائيل ، تلك العقدة التي قام بزرعها
داخلنا النظام الساقط وإخوته من النظم التي لم تسقط بعد.
24 حزيران 2011
http://harakamasria.org/node/11033