الــشـام ُ أغلـــــى من شـــــواربكم
للشاعر د. أحمد حسن المقدسي
إلى سوريا الوطن والحضارة والتاريخ والجغرافيا ، بعد الادلة الصارخة التي تقطع بوجودها ، ولا اعتقد ان مـَـن ْ ينكر وجودها إلا متعام ٍ عنها أو ذو مصلحة في إنكاره او انه بلا عينين ولا اذنين .
مالـــي أراك َ وأنـــت َ لـــسْت َ تــَـــــراني
أوَلــم ْ يـــعُـد ْ يـُــشْجيك َ سِـــــحْر ُ بَيـــاني ؟؟
إن ْ كـُـنت ُ يومــــا ً قد نـــسيتـُك َ يا صديقي
فـالـــــــــــذي أنــــــــساك َ قـــــــــد أنـــــساني
وجـَـــع ُ العــــروبة ِ مـُـــوْغِـل ٌ بـِــــــــدمي
يــُـــــطاردني مِـــــــن الشِّـــريان للشـِّـــريان ِ
مـِـن ْ أيــن تعــبر ُ للخــــــلاص ِ سـفينتي ؟؟
وسـَـــــــفينتي تـَـــــمـضي بــــــــلا رُبـَّـــــــان ِ
أنا غــارق ٌ في الحـُــزن ِ حتى ” شـُـوشـَـتي ”
تـَتـَــــــوالـَد ُ الأحــــــزان ُ مـِـــــن ْ أحــــــزانيِ
مـِــــن ْ ألــــف ِ عــام ٍ والحـِـكاية ُ ذاتـُــــها
ذل الــشعوب ِ .. وسـَــــــطـْوة ُ السـُـــــــلطان ِ
كـــــم صــفقة ٍ قـــــــد وُقـِّـــعَـت ْ بـِـدمائنا
ومـــن العمـــــــولة ِ جـُـــــهِّـزت ْ أكـفـــــــاني
هـــــذا العـِـــراق ُ أمـامـَــــنا سَــــيْـل ٌ مـِـــن
الأيتــــــــام ِ والأقـْــــــــــــزام ِ والغـِـــــــلـْمان ِ
أوَ لــيس َ يـــــكفينا العـــــــراق ُ وبـؤسـُــــــه
لـِـنـُـسـَـــــلـِّم َ الفـــــــيحاء َ* للزُّعــْــــران ِ ؟؟
مـَـــن ْ بـــاع َ للــــشيطان ِ نخـْــل َ عـــــراقنا
هـُــــوَ مـَــــن ْ يبيـع ُ الـشـــــام َ للجـُـــــرذان ِ
لـــــولا الخـِــيانة ُ مـِـــنْ قبــــائِـل ِ يـَعـــــرُب ٍ
مـــــا كانــــــت الغـِـــــــربان ُ فـــي بـــــــغـْدان ِ
***
أنــا مِـــن ْ فـــــم ِ البُــسـَـطاء ِ أمــــلأ ُ ريــشتي
مـِــن ْ كـِـــبرياء ِ القـــدس ِ نـَـــزْف ُ جـَــــناني
هــــام َ الطـُــغـاة ُ بـِـــشعْب ِ ســوريـَّا وهـُـم
ببــــــــــلادهم داســـــــوا علــــى الإنـســــــــان ِ
هــــذي الضـــــمائر ُ ذاتـُــــها تِـــلـك َ الــــتي
مـَـــحَـقـَت ْ شـــــــعوب َ الأرض ِ كالـــــــــديدان ِ
ذبــــحوا العـــــروبة َ واسْــــــتـَباحوا كِـــــبْرَها
ونـَـــسـَوا زمـــــــــان َ الضـَّـــــــب ِّ والبـِــــعْران ِ
حـَـــــسِـبوا الـــزعامـَـة َ بالــــدراهم ِ تـُــشتـَرَى
بالــــــــجَهـْل ِ .. والتـّــــعْـريص ِ .. والـــــــهـَـذيان ِ
ولــــــو الــــــزعامة ُ بالــــــدراهم ِ تـُــشـتـَرَى
لـَـتـَـــسَيـَّـدت ْ قــَــــــطـَر ٌ علـــــــى الأكــــــــوان ِ
ولـــــو الشـــــجاعة ُ بالــــــــدراهم ِ تـُـــشْتـَرى
مـا كــــــان َ قــــــــادتـُنا مـِــــــــن الخـِـــــصْيان ِ
كــــــم أمـَّـــــة ٍ فــَـنِيـَت ْ بفِــــعـْل ِ جـَـــــهالة ٍ
أو أمـَّـــــــــة ٍ هـَــــلـَكت ْ بـِـــجُـبْن ِ جَــــــــــبان ِ
تـُــــــف ٍّ علــــــــى حـُـــــــرِّية مَـــــسـمومة ٍ
فـــــــــوق َ الــــــــدماء ِ يجـُــــــرُّها الحـَــــمَـدان ِ *
هــــيَ عـُـــقدة ُ النــقص ِ المـُـــهين ِ لـــــدولة ٍ
ليــــــست ْ ســــوى بـِــــئر ٍ مـِــــن ِ القـَــــــــطـْران ِ
حــــين َ الكـــلاب ُ تقــــــــود ُ قافِـــــــلة ً ، فــــإن َّ
مـــــــصيرَها حــــــتــْما ً إلــــــــــى التـَّــــــوَهان ِ
***
أنـا مَوْجـَـــــة ٌ مِـــن ْ ألــــف ِ عــــام ٍ وهـْــــي َ
تــبحث ُ فــي المرافــئ ِ عـــن ْ شـُــطوط ِ أمــــان ِ
كــــــانت ْ هـُنــا بـالأمــــــــس ِ جامعــــــــة ٌ لـَـنا
والنـِّـــــفط ُ حـــــوّلها ” لـِـــــد ِسْـت ِ ” قـِـــــــيان ِ
تـُــــقـْـنا لجامـِـــــــعة ٍ تـُــــــــغـَرِّد ُ لحـْـــــــنـَنا
فــــــــإذا بـــــــها عـِـــــــــــبْرية ُ الألحــــــــــــان ِ
وأحــــــــــالها الــــــدولار ُ قــَــــبْو َ عـَـــــمالة ٍ
فالكـُــــــــل ُّ شـــــــيطان ٌ علــــــــى شـــــــيطان ِ
وتـَـــوزَّعوا الأدوار َ : هــــــــــذا بالــــِّـسلاح ِ
وذاك َ بـــالإفـْــــــــتاء ِ .. والإعـْــــــــــــــــــلان ِ
ذهـَــب َ العـَـــميل ُ يــــجـُر ُّ تابـِـــعَه ليــــشْري
بالـتآمـُـــــــــر ِ جـَـــــــوْقــَـة َ الـغـِــــــــــــرْبان ِ
وجـَــــثـَا ليـَـــستجدي الــــــدَّعـِي ُّ حـــــمائم َ
الــــنـَّاتو تـَـــرُش ُّ الــشـــــام َ بالـــــــــرّيْحان ِ
فيعـــــــــود عاهـِــــرة ُ الـــــزمان ِ بخـــــيبة ٍ
وقــــــــــد ِ اسـْــــــتـَقر َّ بحـَــــلـْقِه ِ نعـْــــــلان ِ
انـا شـــامـِت ٌ عـَـــدَد َ الــذين اسـْــتـُشـْـهـِدوا
بقـــــنابل ِ الفــــــسفور ِ فـــي أوطــــــــــــــــاني
انـــا شـــــامـِت ٌ عـَـــدَد َ الــــــــذين تـَيـَـتـَّموا
بـِخِـــــيانة ِ العـُـــــــملاء ِ والغــِـــــــــــــــــــلمان ِ
عاشـَـت ْ يـَــد ٌ رُفِــعَـت ْ لـِـتحمي الناس َ مـِـن ْ
بَـطـْــــش ِ الــــغريب ِ وفـَـــــزْعـَة ِ الإخــــــــوان ِ
عاشـَــت ْ يـَـــد ٌ رُفـِـعـَت ْ لتـُـنــْقـِــذ َ بـَـــيـْتــَنا
مـِــــن ْ وصـْـــــفـَة ِ الـــــــتـَدمير ِ والخـُــــسْـران ِ
لـو كـان َ قــَــلب ُ الـشـام ِ صـُهيوني ْ الــهوى
مــا حاصـَـــــرَتـْها طـُـــــــغـْمة ُ العـُــــــــــــربان ِ
لــــو ْ قاسـَـــــيون ُ الـــشــام ِ عـِبـْري ُّ الــهوى
واللـــــــه ِ مــا اعـــتـَرَضوا بـِبـِنـْـت ِ لـِـــــسـان ِ
ولـَـــصار َ ذبـْـــــح ُ ” الــثائـِرينَ ” فـَـــريضـَة ً
ولأشـْــــعلوا النــــــــــــيْران َ .. بالــــــــــــــنيران ِ
***
يا صـــــاحِـبي ، هــــــــذا مـَــــــزاد ٌ مـُـــقـْـرِف ٌ
مـِـــــــن ْ بــــــــاعـَة ِ الإفـْـــــتاء ِ والقــــــــرآن ِ
باعــــــوا العــــمائم َ والمـصاحـِـف َ واللــِّـــحى
وتـَـــــفرَّغوا لـِعــــــبادة ِ الأوْثـــــــــــــــــــــــــــان ِ
فالقــــــــدس ُ مـــــا عـــادت ْ قــــضـِـيـَّتـَّهم ولا
عـــــادت ْ بــــقايا الــــــــقدس ِ فـي الحـُـــــسْـبان ِ
انــــــا رافـِـــــض ٌ هـــــــذا التــــآمـُر َ إذ ْ أرى
” شـَـــــــيْـلوْك َ ” أصـــبح َ تـــــاجـِر َ الأديـــــــــان ِ
لــــن تـَـــــسْقـُطي يا شــــــــام ُ رغـــم َ أنـــوفـِهم
فالــــــــفجْر ُ آت ٍ .. والـتــــــــآمُـر ُ فـــــــــــــــان ِ
ســـــــــــــيَطير ُ عـَـــــرْعــور ٌ .. وفـــــرفور ٌ ..
وممعــــــوط ٌ.. وغـَــــليون ٌ كـَــقـَبـْض ِ دخــــــــــان ِ
ســــــتـَظل ُّ ســــــوريَّا بـــــرغم ِ جــِـــــــراحها
بـُــــستان َ أحــــــــــــــلام ٍ .. وأفـْــق َ أمـــــــــــــان ِ
فالـــشام ُ أكـــــبـَر ُ مـِـن ْ تــــــــآمـرهم ، وهـــل
تخـــشى اللــُّــــيوث ُ مــواكـِـــــب َ الفـِــــــئران ِ ؟؟
والـشام ُ أغلــى مـِــــن ْ شــــوارب َ لم تكــــن ْ
إلا مـَـــــــــــطايا الغـــــــــــــزو ِ والعـُـــــــــــدوان ِ
لـــن ينحني ســــيْف ُ الـــــشآم ِ أمـــام َ لـَــحْـد ٍ*
قــــــــــادِم ٍ فــــي جـَــــــــــــزمَـة ِ العـُـــــــــــثماني
فالـــــــــشام ُ قـَــــــــلـْعَة ُ أمـَّـــــــــة ٍ ، وقلــــيل ُ
عـَــقــْل ٍ مـَـــن ْ يُنـــاطِــح ُ قــَـلـــعـَة َ الــــصُّـوان ِ
***
يا صـــاحبي ، أنـــا رافــِــض ٌ ذبـْـــــح َ الــشــآم ِ
لـِـــــــــــكـِذبة ٍ تـُــــــــــدعى : شـُـــــهود َ عـَــــــيان ِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* 1- الفيحاء : هو احد اسماء دمشق .
* 2- الحـَــمَدان : صيغة مـُثـنـَّى ، والمقصود بها حمد بن خليفة ( امير قطر ) وحمد بن جاسم ( رئيس وزرائه ) .
* 3- إشارة الى ذهاب حمد بن جاسم الى الامم المتحدة مستجديا ً التدخل العسكري في سوريا .
– وتابعه : هو امين عام الجامعة العربية ( نبيل العربي )
* 4- لــــحْد هو انطـــوان لحد عميل اسرائيل السابق في جنوب لبنان .