أخجل منك اليوم يا وطني!
للشاعر أحمد العربي*
ألا ليت ذكرى زمان مضى
إلينا اليوم تعود
نسترجع الذكرى لثورة شعب
إذا ما جد الجد يذود
ذكرى رجال تداعت للوغي
والقول فيهم لا يفل الحديد إلا الحديد
وأفخر حين أذكر وطناً كانت
تحميه من عبث الكلاب أسود
وأخجل منك اليوم يا وطني
إذ أرى ما يقود الركب
قد هان وهو للهوان يقود
إذ أرى هذه السلطة الأكذوبة
وأكف العابثين تعود
جند نصف الشعب لليهود
حماة ونصف مكمم الأفواه
من نعيم عيشهم مطرود
أخجل منك اليوم يا وطني
إذ أرى في المرئيات صوراً
لحماة هذا الشرف الربيع إذ يجود
بكلاسين الرجال أمام مجندة للاحتلال
يسير إلى الأمام ثم إلى الخلف يعود
وأسأل والجواب يخيفني
هل من يشلح البنطال يوماً عن التراب يذود
فقد الرجال خصاهم وتخنثوا
واستأذنوك بهز الخصر قرود
وحدو كلاسين الجند أدنى ألا يعرف
فزي الجند دوماً موحد
أخجل منك اليوم يا وطني
إذ أرى في الأسواق جنداً يتدافعون
نحو الشعب نمور وأسود
وإذا ما أطل العدو من بعد
جرذان تختفي ثم إلى الأسواق تعود
فهذا زمان العهر والتفريط يا أخوتي
ومن يرض الهوان يسود
في سلطة ظرط الزمان على
أكابرها فاعتلى منابرها جاهل وحقود
يا وحي قلبي كم أعاني إذ أراهم
يتسابقون على التنازل والخنا
فالبيع نصر والخنا محمود
باعوا القضية كي يزيد رصيده
فإذا القضية صفقة ورصيد
يتساكرون بليلهم يتفاوضون
نهارهم نعم التفاوض والرؤوس تميد
ثعلب يفاوض دجاجة نتفاً
وتقسم أنه متآلف وودود
في سلطة البغاء بطون من الفساد تكرشت
وطفا على سطح العقول صديد
فنبيهم دايتون وبيبي ربهم
وتهودوا حتى غدوا أكثر من اليهود يهود
في الضفة شعب يهان
وقيادة مأجورة وضميرها موقود
باسم المرونة هودوا مسرى
نبينا وعن المرونة يكثر الترديد
شعب بأكمله يساق لحتفه
وقيادة بالقاتلين تشيد
وحكومة التعاريص ما زالت ترى
أن السلام مع العدو حتمي وأكيد
وأن بيع الضمير والتذلل
سوف يأتي بدولة ونشيد
وأعجب إذ أرى من يقود للورى
قادة للعار فينا اليوم يقود
دخلوا جحور النساء فبانت عوراتهم
وبان هذا الفحل الحسيني صنديد
وتقاسموا أحضان النساء سكارى
فاذا بهم للنساء خدم وعبيد
يا ابن شبانة افتنا بالحق
ولا تخشى بالحق ملامة
فأمين عام الزعامة خبيثاً يسمى طيباً
مستشار لا يشار
شعاره خمر ونساء وتجديد
وإذا استشير لمرة أفتى بأن جدد ما طاب لك
من النساء كلما حل عليك من النساء جديد
وخذ من مال الخيانة ما استطعت
فلك الفضل والجاه والتاييد
كيف الخلاص أخوتي وقادة التحرير قد أتقنوا
فن التقبيل وفي صالات العهر ركع وسجود
وفصائل التكسب أتقنت فن الرياء ليبقى لها
حق البقاء في سلطة بمال المانحين تجود
عجبي على أبناء الفتح كيف تهودوا
وبات كوهين يحرس بيته محمود
يا قدس الأحرار لا تصدقي وهذا حالنا
أننا يوماً إليك نعود
فنحن كذبة ممجوجة وضميرنا موؤود
لا ولن يكون لنا يوماً دولة وجيش وحدود
* شاعر فلسطيني يعيش في الشتات