الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / توقيف ضباط وأمنيين أردنيين في سورية

توقيف ضباط وأمنيين أردنيين في سورية

توقيف ضباط وأمنيين أردنيين في سورية

حسان الحسن

كثر في الأونة الأخيرة في وسائل الإعلام المعادية لسورية الكلام عن اقتراب الاشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة من دمشق.

إن هذا الكلام بالرغم من أنه يحمل شيئاً من الصحة، ولكن المقصود منه التعمية على واقع الأمور الميدانية في مختلف المناطق الحامية، في ضوء العملية الأمنية النوعية التي ينفذها الجيش لاستئصال البؤر المسلحة، التي أدت إلى تفكيك وقتل عدد كبير من الخلايا النائمة في الأيام القليلة الماضية، خصوصاً في بعض مناطق ريف دمشق وحمص، بعدما بات يعاني أعضاء هذه الخلايا حال انهيار في معنوياتهم، وباتوا يدركون انسداد أفق التدخل الخارجي لمساندتهم، وبالتالي استحالة تكرار “السيناريو الليبي” في سورية، إضافة إلى الحزم والدقة اللذين تبديهما الأجهزة المختصة في عمليات اجتثاث المجموعات المسلحة.

لاريب أن النجاحات التي أظهرتها الأجهزة السورية المختصة في مكافحة الإرهاب، دفع إلى تسعير الحملة الإعلامية على دمشق، في محاولة لزعزعة ثقة الشعب بالجيش والقيادة السياسية، فلم يبق أمام الدول الشريكة في الحرب على سورية إلا اللجوء إلى استخدام ورقتي الإعلام والمال لشراء السلاح، بعدما استنفدت كل الوسائل التي استخدمت في محاولات إسقاط سورية، وأخطرها إثارة النعرات المذهبية لتمزيق النسيج الاجتماعي فيها.

وبالعودة إلى تفاصيل الواقع الميداني، فصحيح أن الاشتباكات اقتربت من العاصمة السورية، ولكن على أثر اكتشاف الأمن السوري خلايا مسلحة نائمة في بعض مناطق ريف دمشق، التي حاولت بدورها الهجوم على العاصمة مرات عدة من حدودها الشرقية وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وبعدما قتل أغلبية زعمائهم في دوما والغوطة الشرقية، حاولوا تهديد دمشق من الغرب وتحديداً في الهامة وقدسيا ووادي بردى، التي انتشروا فيها وأقاموا فيها حواجز تفتيش على الطرق العامة، قبل أن يتصدى لهم الجيش، وتمكّن بساعات قليلة من قتل عدد كبير من المسلحين واعتقال عدد آخر، تبين أن عدداً منهم من جنسيات عربية وآسيوية.

وفي سياق متصل، كشف مصدر واسع الاطلاع أن القوات السورية أوقفت في حمص ضباطاً وعناصر أمنية أردنية، وضبطت نحو 200 بزة عسكرية تعود للجيش الأردني، ملمحاً إلى دور أمني أردني في تسعير الأزمة السورية، بدأت فصوله بخطف طائرة الميغ 21 وهبوطها في الأردن لإيهام الرأي العام بحصول انشقاق في سلاح الجو السوري، رافضاً الغوص في تفاصيل هذا الدور الأمني راهناً.

ويؤكد المصدر أن الحديث الأميركي عن اقتراب سقوط الحكم في دمشق، هو لتغطية الفشل المستدام لأدواتهم العربية في الحرب على سورية، ويرمي أيضاً إلى محاولة شدّ عصب الأدوات المذكورة للاستمرار في غيّها.

ويلفت المصدر إلى أن معظم الاشتباكات تدور وفق نمط الكرّ والفرّ، وليست ذات طابع قتالي تقليدي، أي بين فريقين متقاتلين، مرجحاً استمرار العمليات الأمنية إلى أجل غير مسمى في ضوء استمرار تدفق السلاح والمال الخليجي والمسلحين إلى سورية.

لا ريب أن سورية تمرّ في ظروف صعبة جداً، ولكنها لا تزال تحظى بعوامل صمود عديدة أبرزها:

– التفاف غالبية الشعب السوري حول قيادته.

– ولاء القوات المسلحة لرئيس الجمهورية وتصميمها على مكافحة الإرهاب.

– تماسك المؤسسات السورية، خصوصاً السياسية والدبلوماسية.

– ثبات تحالفات دمشق الإقليمية والدولية، خصوصاً مع موسكو وطهران.

وما إصرار وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على ضرورة مشاركة إيران في الاجتماع الدولي لبحث الأزمة السورية المزمع عقده في جنيف يوم السبت، إلاّ دليل واضح على ثبات الموقف الاستراتجي الروسي – الإيراني في دعم الحكم في دمشق الذي أسهم بقوة في صمودها، وقد يدفع قريباً إلى انكفاء الحرب عليها، لاسيما بعد فشل كل محاولات إسقاطها.

27 حزيران 2012

جريدة الثبات

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *