رسالة الى خالد مشعل

الجنود الصهاينة يفترشون الأرض رعباً من صواريخ سورية وإيران

رسالة الى خالد مشعل

ناصر قنديل

تحية بداية لكل مقاوم في غزة وخصوصا ابناء القسام في معركة المصير والدم والكرامة .

بالامس سمعتك طويلا وقررت ان اراسلك عبر الكتابة امام الناس وشعب فلسطين نظرا للصفة التي يكتسبها كلامك بالنيابة عن شعب فلسطين ومقاومته في هذه اللحظة التاريخية.

نحن يا استاذ خالد نعرف بعضنا جيدا ومن موقع الاحترام والتقدير جيدا.

اول لقاءاتنا كانت يوم دعيت لالقي كلمة تأبين في وداع الشيخ احمد ياسين بطلب منك في مخيم اليرموك نظرا لما ربطني من علاقة مميزة بهذا القائد التاريخي الشهيد احد اعمدة المقاومة في فلسطين.

ساكلمك كمقاوم وقف عام 1978 يكسر قرار الراحل ابو عمار بالإنسحاب من جنوب لبنان وكسر قراره بنشر وحدات اليونيفيل وفرض بالبندقية تعديل خطة انتشارها مؤمنا ان فلسطين حق وواجب في نفس كل شريف وحر في العالم وتشريف وتكليف لكل عربي يحملها في نبضه وروحه.

اكلمك كمقاوم وقف عام 1982 على مدرجات مطار بيروت يمطر دبابات الاحتلال بالصواريخ ويصيب دبابة قائد الحملة انذاك ارييل شارون.

اكلمك كاحد الذين بادروا خارج الاضواء لتاسيس المقاومة حتى كشف الرئيس نبيه بري الامر في تسجيل تلفزيوني بقوله اما المهمة الاعقد فكان تامين وصول قادة المقاومة الى الجنوب وقد خطط لها ونفذها الاخ المجاهد ابو عيسى الذي كان من مؤسسي المقاومة.

اكلمك كرفيق درب للقائد المجاهد الحاج عماد مغنية الحبيب الذي كان يحبك ويميزك ويتغنى بمستقبلك المقاوم رغم عدم حملك للسلاح في معارك المواجهة.

اكلمك وبفخر صداقتي مع القائد الشهيد فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين .

ساكلمك كصديق تعرف على الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي في مرج الزهور وبقيت الصداقة حتى استشهاده وكقريب من الشيخ المجاهد الشيخ احمد ياسين نتحادث كل شهر مرة على الاقل ونتبادل الافضل لفلسطين ومرة كان الاخ اسامة حمدان واسطة الحديث حول صياغة افضل شروط التهدئة في العام 2002.

تعرف ويعرف شباب حماس كم ناظرت وواجهت دفاعا عن حركة حماس بعد احداث غزة على القنوات الفضائية بوجه مناصري الرئيس محمود عباس بما لم تفعلوه انتم انفسكم كما قالت صفحاتكم وتلفزيونكم واذاعتكم عني يومها .

من هذا الموقع لفتني بالامس انك كنت موفقا في رفض الشروط الاسرائيلية للتهدئة وعبرت عن قرار المقاومين وصغت معادلات القوة بتوفيق من الله وحرص على المقاومين وبذات القدر فاتك التوفيق لدى توزيعك شهادات الوطنية والحرص على فلسطين على من لا يستحق وحجبك شهادات دون وجه حق عمن يستحقها.

لمست كيف تبدلت معالم وجهك بالانتقال من لغة المقاومة الى لغة السياسة.

بين سوريا وايران وحزب الله من جهة ومصر الاحوان وقطر وتركيا لم استطع ان اراك قائد مقاومة بل عضوا في تنظيم ماسوني للدفاع عن عصبيته او شيخ قبيلة يدلفع عن عرقه والعرق دساس، اعتذر للوصف القاسي فقد غلبتك العصبية وضاع الانصاف والعقل والقول لرسول الله صلعم: “ليست العصبية ان يحب المرء بني قومه بل ان يرى اراذل قومه اخيارا واخيار الآخرين ارذالا.”

كيف يمكن ان تدخل السياسات والعصبيات وانت تعتلي منبر فلسطين ودم شهدائها ومقاومتها ولو كانوا من حماس وانت قائدها؟ اليس الحساب فلسطينيا ومقاوماً؟

هل يحق لك ان تبدل وتغير في ادوار القوى والدول تجاه فلسطين على مقاس هواك السياسي وعصبيتك القبلية؟

ماذا تمثل تركيا وقطر ومصر كخيار سياسي حتى الان؟

الناتو وكامب ديفيد والقواعد الاميركية ومكاتب الاتصال الاسرائيلية؟

افهم ان لا تهاجمها لكن ان تجعلها قوى المقاومة؟

اذا كان من حقك كمواطن وسياسي عربي ان تتبنى رأياً حول ما يجري في سوريا وتختلف حوله مع قيادتها او تختلف مع ايران على الامر فهل فلسطين قررت وفوضتك ان تطلق ثورة التغيير في البلاد العربية؟

اذا كان ذلك فلتكن رؤيتك الثورية بالتتابع على مقياس ريختر وليس ديختر، ليس اتهاما لا سمح الله فديختر من حاول اغتيالك لكنك والله اثلجت صدره يوم امس، اما مقياس ريختر فهو درجة الاهتزاز في الموقف من فلسطين او درجة التمتع بدستور وانتخابات ؟

اذا كان المعيار فلسطين فمن رفض الضغوط ليتخلى عن المقاومة وفلسطين ومن حمل عليكم هذه الضغوط ومن تحملها عنكم ؟

ولو نسينا كل هذا أليست اللحظة لحظة القول نضع خلفنا كل الخلافات ونقول كلمة حق: لولا دعم سوريا وايران وتحملهما للضغوط ما كان لنا هذا المخزون الصاروخي ولولا شهداء حزب الله لما وصلت الصواريخ الى غزة؟

أليست اللحظة لتجيب عندما تسأل انك قلت من قبل رأيك كحماس واخوان مسلمين بالازمة السورية لكنك تترفع عن اثارة اي خلاف من منبر فلسطين وشهدائها ودم مقاوميها؟

ألم تكن واضحا انك تريد بيع الدم الفلسطيني والنصر الآتي لفلسطين لرصيد حزبي فئوي نصفه متآمر على فلسطين فقط لان همك هو مشروع الاخوان المسلمين وليس فلسطين؟

هل قضية السلاح والصواريخ لفلسطين هي قضية هدايا ومساهمات وشكرا لكل من ساعدنا ام هي خيار سياسي استراتيجي؟

اذا كانت مساعدات فليرسل لكم امير قطر بدل المليارات صواريخ ودفاعاً جوياً ولتمرره مصر عبر الانفاق التي دمرها نظام الاخوان بما لم يجرؤ عليه مبارك كما تقول الصحافة الاسرائيلية وليرسل اردوغان سلاح البحرية ويفتح ميناء غزة بالقوة ويعلن مرسي تعليق كامب ديفيد حتى وقف العدوان وفك الحصار وهذا واجبه لان غزة كانت بعهدة مصر يوم احتلت وكامب ديفيد باطلة قبل استعادة غزة؟

الا تعلم ان اكثر من مئة شهيد سقطوا لحزب الله لايصال الصواريخ الى غزة يستحقون التحية قبل كل من ذكرت وان هندسة صناعة الصواريخ في غزة كان وراءها كل من داوود راجحة ومحمد سليمان وآصف شوكت وفي الطليعة عماد مغنية وانت تعلم انهم يستحقون التحية قبل توزيع رصيد الدماء والشهداء على الأمراء والرؤساء؟

على كل حال كنا نحار في امرك يوم نسمعك تمتدح عمر سليمان وتسميه أبو المقاومة اليوم فهمناك أكثر وأحزنتنا أكثر.

سنبقى مع غزة وفلسطين وان طلبت غدا صواريخاً لن تجد الا سوريا وايران وحزب الله لكننا نخشى ان تكون الخطة إفراغ غزة من الصواريخ لصفقة دولة بلا صواريخ تحت عهدة إخوان مصر ثمناً ينتظر المقاومة مقابل دعم غربي مفتوح للاستيلاء على سوريا والاردن والسير بمشروع الوطن البديل؟

20 تشرين ثاني 2012

عن prizm

شاهد أيضاً

إسرائيل وجيشها يقاتلان على “جبهة أخرى”: الهواتف الذكية بين أيدي الجنود في قطاع غزة!

21 شباط 2024 سليم سلامة تشكل شبكات التواصل الاجتماعي، منذ زمن، جبهة إضافية أخرى من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *