التقطت هذه الصورة أثناء حفل افتتاح كلية سيمون بوليفار الطبية لأمريكا اللاتينية*
في رثاء العظماء
أمال وهدان
العظماء فقط هم من يحفرون في أعماق الوعي البشري والإنساني علامات فارقة تتحول إلى نهج ونمط حياة، ويسطرون تاريخاً مجيداً لشعوبهم وأوطانهم ويشيدون بالتضحيات الجسام حرية واستقلال وسيادة دولهم. والثائر أوغو شافيز هو قامة إنسانية ووطنية وأممية عظيمة أعاد تكريس قيم الحرية التي سطرها من قبله بطل الثورة البوليفارية، سيمون بوليفار، الذي حرر أمريكا اللاتينية من الاستعمار الإسباني، وأعاد لذاكرة ووعي شعوب أمريكا اللاتينية بريق ووهج الثورات الوطنية ضد المستعمر الأبيض الأمريكي الذي نهب ثروات القارة واستعبد شعوبها لعقود من الزمن، فاستحق عن جدارة أن يكون رفيقاً أممياً لعظام قادة الثورات في العالم وعلى رأسهم لينين وماو تسي تونغ وتشي جيفارا وفيدل كاسترو وجمال عبد الناصر ولكل الشعوب المناضلة من أجل حرية أوطانها على هذه الأرض.
ولأن أوغو شافيز كان ثائراً على الظلم والاستبداد والهيمنة الإمبريالية على بلاده وعلى الوطن العربي والعالم، ولأنه كان مصدراً للإلهام ورمزاً أممياً للحق والعدالة والحرية، استحق كل هذه المحبة والحفاوة وهو على قيد الحياة كما وهو الآن مسجى تشيعه دموع الملايين من أبناء شعبه المخلصين والملايين التي أحبته في كل أصقاع الأرض.
فهو الذي وقف إلى جانب الحق العربي بوجه قوى الاستبداد والهيمنة الصهيوأمبريالية، فوقف إلى جانب العراق في مقاومتها للمحتل الأمريكي وحلفائه وضد تقسيم السودان والحملة الظالمة في دارفور وضد حرب الناتو على ليبيا وضد الإرهاب الكوني المنظم في سورية ومخططات واشنطن الصهيونية النازية لتدميرها وتقسيمها وفق الطوائف والملل والعرقيات ووقف إلى جانب الرئيس المقاوم بشار الأسد داعماً ومسانداً شجاعاً في الوقت الذي تخلى عنه رؤساء دول يدَعون العروبة وحركات إسلاموية اتخذت من دمشق مقراً لها وتدعي مقاومة المستعمر الصهيوني في فلسطين المحتلة بينما هي تعمل معه ميدانياً في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد الشعب العربي السوري والفلسطيني في سورية الحبيبة.
أما في فلسطين المحتلة والمقهورة من قبل المستعمر الصهيوني، وسلطة الذل في رام الله وغزة، فقد فقدَ شعبها بغياب شافيز صديقاُ مخلصاً وشجاعاً وقف إلى جانبهم دوماً وفي الأحداث العصيبة فهو الذي طرد السفير الصهيوني وطاقم سفارته من العاصمة كاراكاس على إثر الحرب الإرهابية التي شنها الكيان على قطاع غزة عام 2008 وطالب بمحاكمة بوش ونتنياهو في محكمة جرائم الحرب، هذا في الوقت الذي تقيم فيه مصر والأردن علاقات ديبلوماسية مع مستعمرة الصهاينة وتفتح قطر والسعودية وتونس والمغرب والبحرين أبوابهم للصهاينة النازيين.
أوغو شافيز .. أنت باق فينا شعلة للثورة التي لن تطفأ أبداً في قلوب شعبك ورفاقك ومحبيك في العالم..
عاشت فنزويلا مهداً للثورة الإنسانية الأممية والطبقية ضد الظلم والاستبداد والهيمنة الإمبريالية الصهيونية الفاشية
ومعاً .. حتماً .. حتى الانتصار
* دعيت في الحادي عشر من نيسان 2007 من قبل الحكومة الفنزويلية في الذكرى الخامسة لإعادة تنصيب الرئيس الراحل أوغو شافيز وللمشاركة في مؤتمر النساء الديمقراطي العالمي في العاصمة كاراكاس. الصورة أعلاه التقطت أثناء حفل افتتاح أوغو شافيز كلية سيمون بوليفار الطبية لأمريكا اللاتينية.