أوباما: التزام بيهودية “الدولة” وأمنها وتفوقها العسكري
جولة أوباما ….و” تيتي … تيتي .. مثل ما رحتي جيتي”
خالد الأحمد
جاء أوباما…. غادر أوباما، النجاح الوحيد الملموس، الذي بإمكان مريدي واشنطن بل عبيدها في المنطقة أن يتغنوا به، هو ما سمي اعتذار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حول حادثة سفينة “مرمرة” التي هاجمها جيش الاحتلال قبيل وصولها إلى شواطئ غزة قبل نحو ثلاثة أعوام، وأوقع شهداء وجرحى.
هذا الملف الذي شهد ما يُطلق عليه النجاح، كان بحكم المطوي، وهو لا يعكس أي انجاز، فالتغني به هو اعتراف بخيبة مريدي واشنطن، بصرف النظر عن تسمياتهم، على الصعيد الفلسطيني التوقع بمواقف جديدة لاوباما تضغط على نتنياهو كان مجرد أضغاث أحلام…. الحديث الجدي عن دولتين طار في الهواء، رغم سقمه، وقد اعترف صائب عريقات ذاته بعدم وجود جديد في جولة أوباما.
اوباما يسلط عينيه على بقعة أخرى وهي الأهم بالنسبة له، وهي ما أصطلح على تسميته “الملف النووي الإيراني”، وهو يحاول أن يستشرف المواقف تجاه السؤال القديم الجديد: ما العمل بخصوص طهران؟.. الولايات المتحدة لم تجد إجابة موضوعية لهذا السؤال، هل تواصل استخدام القوة الناعمة أم تجرد حملة عسكرية مباشرة أو بالنيابة عبر الكيان الصهيوني؟….
ولعل أكثر من أزعج واشنطن وحلفائها تنامي الدور الإقليمي الإيراني بعيد الأزمة السورية، وهو ما فاجأ الكثيرين، وخاصة بعد زيارة الرئيس نجاد للقاهرة، وانعقاد مؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران، وخلاله طرح تسوية الأزمة في سورية إسلاميا، وهذا الدور المتنامي جعل الدور الإسرائيلي – التركي على الصعيد الإقليمي رخواً نظراً للموقف الشعبي الرافض لسياسات الطرفين في المنطقة والتي أدت إلى المجازر والمذابح في فلسطين وسورية.
الولايات المتحدة لم تجد خلال الجولة الرئاسية في المنطقة الا اعتراض تنامي الدور الإيراني، وهو ما مهدت له زيارة وزيرة خارجيتها جون كيري قبيل الجولة، وهو ما يفسر طيرانه غلى بغداد وإطلاق تصريحاته بحق ايران.
إعلان انجاز الاعتذار يأتي تماماً في هذا السياق، تمتين التحالف التركي – الإسرائيلي لمواجهة الدور الإيراني من جهة، ومن جهة أخرى إنقاذا للاقتصادات التركية التي تأذت جراء دورها السيئ في الأزمة السورية، وإنقاذاً لأنقرة من تداعيات أية حلول سياسية لهذه الأزمة… طبعا كان لا بد أن تكون فلسطين حاضرة، شكلياً، لإعطاء الأمر، الاعتذار، أهمية خاصة، حيث تم الحديث فقط عن إجراءات لفك الحصار على قطاع غزة، وتأكيد تركي على إطلاع طرفي السلطة في رام اله وغزة على الاعتذار مصحوباً بزيارة مرتقبة لأردوغان إلى قطاع غزة في شهر نيسان المقبل.
جاء أوباما … غادر أوباما ولا جديد في المواقف إلا القديم التزام بأمن إسرائيل بلا حدود….. مساعدات لإسرائيل…. فتات للسلطة الفلسطينية…. ويمكن القول أن زيارته ينطبق عليها المثل الشعبي ” تيتي… تيتي مثل مارحت جيتي”. والحلف التركي – الإسرائيلي جزء من معادلة قديمة وثابتة في السياسة الأمريكية، وما ينطبق على الزيارة ينطبق على موضوع أكذوبة الاعتذار، أي، ” تيتي… تيتي….”
24 آذار 2013