جهاديات المناكحة يتقاطرن على سورية للترفيه عن الإرهاببين
حرب جهاد المناكحه في دول الحريق العربي .. عباءة الإيمان يلبسها عراة الأخلاق
محمود الشيخ
عندما انطلق شباب تونس في ثوتهم العارمه ضد نظام زين العابدين في اعقاب قيام ( بو عزيزي ) بإشعال النار في جسده للخلاص من حياة الذل والهوان والفقر،كان الشرارة الأولى التى اشعلت ثورة الشباب في تونس الخضراء الى ان شاركت فيها مختلف الفئات العمريه،التى ماتت سعادتها واحلامها وطفولتها واطفالها بين ثنايا العشوائيات في مصر،وفي المقابر التى يقطنها عشرات الألاف من الناس الجوعى،وكانت مختلف تعبيرات هذه الثورات تأكد انها ثورات العامه من الناس ثورات على الظلم والإستبداد والفساد والحرمان وعلى الفقر،وعلى مختلف اشكال القهر الممارس على الشعوب ولذلك كان لهيب الثورات يمتد سريعا من مدينة الى اخرى ومن بلد عربي الى اخر.
فكانت تجربة خارقه وتحديا عظيما لمختلف اشكل العسكره التى اعتمدتها النظم لمواجهة الغضب الشعبي العارم في الشوراع،لقد اثبت شباب تونس ومصرعن تمايزكبير جدا في اشكال وطرائق احتجاجهم على النظام واكدت التجربه ان الجماهيرالثائره بمختلف فئاتها العمريه قد جددوا انفسهم وهم يخرجون لمواجهة خطر الموت وخطر الإعتقال وكافة اخطار المواجهه التى لم يعتمدوها سابقا.
لكن ادركت امريكا مع هروب زين العابدين ان انتفاضة الشعوب لن تقف عند هذا الحد بل ستتعداه وصولا الى تحقيق مكتسبات وقد يكون على رأسها انجاز الإستقلال الوطني وبالتالي خروج تلك الدول من تحت الإبط الأمريكي،لذلك سعت وبكل طاقاتها الى احتواء تلك الثورات،وعملت بمختلف اساليبها الخبيثه الى تحويل تلك الصراعات الى صرعات داخليه مستعينة طبعا بأدواتها في المنطقه،وعلى رأس تلك الأدوات،دول الخليج العربي،وعلى رأسهم دولة قطر،والتى من خلال اراضيها هاجمت الطائرات الأمريكيه العراق،ودمرتها، وبواسطة قطر تمكنت امريكا من الوصول الى درجة عالية من التفاهم الى حد المصالحه مع حركات الإسلام السياسي وعلى رأس هؤلاء حركات الإخوان المسلمين،وبدعم متواصل من كبير علماء المسلمين ( القرضاوي ) ثم استعملت وبواسطة هؤلاء اسلوب الشحن الطائفي والمذهبي الذى لم نكن نسمع به من قبل الا في هذه الفتره وعلى يد من على يد حركات الإخوان المسلمين،وعلى سبيل المثال لا الحصر ولأول مرة اسمع تصريحا من الناطق الرسمي لحركة حماس ( سامي ابو زهري ) وبعد الحرب الأخيره على غزه ان حركة حماس اقوى حركة سنيه في المنطقه،فما الداعي لمثل هكذا تصريح،غير اثبات نجاح الإسلوب الأمريكي في اقناع هؤلاء استعمال هذه المصلحات الضاره وطنيا والنافعه أمريكيا في تفريق الشعوب وحركات المقاومة عن بعضها بعضا،.
لقد فازت امريكا في ليبيا فلم يتشكل هناك دولة مركزية بل هناك اقاليم لكل اقليم حكومته وان كان هناك دولة وهميه في طرابلس لا طائل لها على كل الأقاليم،وهناك ايضا مجموعة سلوكيات لها علاقه بالفلتان الأمني الكبيرالحاصل في بنغازي مثلا وطرابلس وباقي الأقاليم،وبلغ الفلتان اشده في الأشهر الأخيره وتجلى ذلك في القتل العمد والإغتصاب جهارا نهارا وبأشكال حيوانيه وحقيره ،عندما يقوم خمسة شباب بإغتصاب بريطانيتان الواحده منهن تلو الأخرى وامام ازواجهن،فأية ثورة هذه واي دين هذا،وايضا اختطاف شابه صحفية ليبية من وسط الناس وبقوة السلاح لإغتصابها رغم صراخها عل وعسى ان تحميها شرطة النظام الهزيل ان كان هناك نظام لكن لا حول ولا قوة لهم في ظل غياب الدوله،
وفي مصر الإخوانية اليوم حدث ولا حرج عن القتل والإغتصاب، وعلى مرأى ومسمع الناس جهارا نهارا تمزقون الملابس على النساء ويذهبن عاريات على المستشفيات،ويجري سحل الشباب في الشوارع وقتلهم.
ان اي متتبع لما جرى ويجري في بلاد الحريق العربي والتى كنا نطلق عليها بلاد الربيع العربي يلحظ بوضوح تام ان محرك البلدان التى تأخونت ك تونس ومصر انهما لا زالتا في حالة تبعية مطلقه لأمريكا ولم يختلف نظام تلك الدول عن الأنظمة السابقه بأي شيء مطلقا ولا زلن ومن يقف معهم ويدعمهم وعلى رأس هؤلاء دويلة قطر الكبرى يتحركون تحت سقف المشيئه الأمريكيه والرغبة الإسرائيليه،وان علاقة قطر ودول الخليج العربي والدول التى تأخونت مع امريكا تتسم بحالة التبعيه المطلقه والدائمه،بخلاف العلاقه القائمه بين اسرائيل وامريكا القائمه على التحالف الإستراتيجي.
وهذا يأكد لنا ان ان امريكا نجحت في الإبقاء على هذه الدول تابعه لها من جهة وابقتها في حالة صراعات داخليه تديرها امريكا.
ومن جهة اخرى عمدت امريكا ومن خلال المال القطري الذى تستعمله امريكا في حروبها، على تشويه صورة الإسلام بطريقة مرعبه عن طريق دعاة وبشكل مفاجىء وفي خضم الصراعات الداخليه في دول الحريق العربي ظهر دعاة يقدمون فتاوي لا يمكن لأي عقل قبولها من دعاة سعودين وبعض علماء السلاطين كالقرضاوي مثلا الذى اباح مسلسل التفجيريات ومنها تفجير مسجد الإيمان في سوريا الذى قتل فيه العلامه ( سعيد البوطي) هؤلاء شيوخ الإرتزاق والمال وشيوخ العقد الجنسيه،وكافة الفتاوي كانت تبيح القتل والزنا والتحريم على المرأه في الجلوس وحدها على جهاز الكمبيوتر الا بوجود محرم بجانبها، او السباحة حتى وهي محتشمه لأن البحر حسب فتواهم يمارس الزنا معها،فأي عقل هذا نحن في اي قرن نعيش،اجزم اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وهم يعيشون في القرون الوسطى بل والجاهلية،وإلا كيف يفتي الداعيه محمد العريفي بجواز الزنى بحجة ( جهاد المناكحه ) وحجته في ذلك ان المجاهد غائب عن زوجته فترة طويلة من الزمن لذلك على نساء سوريا القبول (بنكاح الجهاد) كل ناكح فقط لمدة ساعه حتى يعطي غيره من المجاهدين حقه في ممارسة (جهاد المناكحه)
ونتيجة لهذه الفتوى نزحت عشرات الاف العائلات من سوريا الى دول الجوار من اجل حماية بناتهم،واعتقد ان غرض هذه الفتوى من هذا المارق هو تهجير الاف العائلات السوريه كخطوة هامة لإثارة دول الجوار من نزوح العائلات وما يرافقها من مشاكل كبيره قد لا يقوى عليها البلد المهجره اليه العائلات،ونحن نشاهد ونسمع عن ضخامة مشاكل تلك العائلات،وما تسببه من تحمل البلد من اعباء ماليه،وخلق ايضا مشاكل بين الشعوب،كموضوع العماله،ومن جهة اخرى لعبت هذه الفتاوي في تشجيع الشباب المعقد من مختلف البلدان الإسلاميه على الهجرة ومنهن المراهقات على الذهاب الى ساحات (جهاد المناكحه) كي يشبعوا غرائزهم وشهواتهم الجنسيه،وبذلك تضمن مثل هذه الفتاوي التى تخرج عن اي قيم اجتماعيه واخلاقيه نجاحها لدى هؤلاء المعقدين جنسيا، خاصه وان القبول بممارسة ما اطلق عليه (جهاد المناكحه) هو اثبات مأكد وبما لا يدع مجالا للشك ان هؤلاء الناس بحاجه الى اعادة تأهيل وتثقيف وتوعية بعد ان قبلوا القيام بالممارسة الحيوانيه تلك بإسم الدين،وان تربية هؤلاء الممارسين لجهاد المناكحه يثبت ان ثقافتهم تتميز بالخلل الشديد وان بيئتهم الثقافيه تمتاز بالثقافة عديمة الأخلاق ولا يقبل ممارستها غير من يعيش في الأدغال والذى عرف انه الإنسان الأول وبلا تردد اقول انة هؤلاء بحاجه الى تنظيفهم من تلك الثقافه واعادة هيكلتها بما يتيح مسح ما اكتسبوه من ثقافة جهاد المناكحه ووحشية القتل،خاصه ان استمرت تلك الثقافه وثبتت في عقولهم عند عودتهم الى بلدانهم ستغرق بلادهم ويغرقون انفسهم في مشاكل جمه قد لا يحمد عقباها،وهنا نلاحظ ان اقتناع هؤلاء بأهمية وشرعية الفتوى قد لاحق السوريات في دول الجوار ففي مخيم سليمان للاجئين السورين قامت مجموعة من السعودين والشيشان بإغتصاب سيدة وبناتها الأربعه بحجة (جهاد المناكحه) فما كان من المرأة العفيفة الشريفه الا ان اشعلت النار في جسدها للتخلص من الوحوش الكاسره التى تمارس الزنى بإسم الإسلام بالحجة التى قدمها لهم العريفي (جهاد المناكحه) ولما لا ؟؟؟ فهم يطبقون شرع الله لأنهم ظل الله على الأرض.
وفي مصر يتم تزويج النساء السوريات عن طريق أئمة المساجد اذ عندما يعتل الإمام مكانه ليعلن عن اقامة الصلاة بدلا منها يعلن للشباب الناوين الزواج عن بنات سوريا وبمبالغ زهيده فقط ب (500) جنيه وقد وصل عدد الزيجات وبالإكراه جميعها تمت الى(12000) حاله خلال عام وهذا يثبت ان التعديات على حقوق السورين بلغ مداه،
وفي الأردن افتى الداعيه السلفي ( سعيد العجلوني ) وهو مدرس مادة الفيزياء وايضا داعيه من مدينة الزرقاء بفتوى اجاز فيها سبي نساء سوريا،والحقيقة الناصعة البياض انه يعمل في سوريا الأن 80 منظمه جهاديه كما يقولون وينضوي تحت لوائها الألاف ومن مختلف الجنسيات والدول ولم تقتصر على البلدان العربيه بل تعدتها الى الشيشان والنيجيرين وغيرهم من الدول.
وكان للمال القطري دور هام في استحضار هذه الألاف اذ تدفع قطر لكل واحد يأتي للجهاد في سوريا (20000) دولار وبطبيعة الحال هذا السلوك القطري بدفع وتشجيع من امريكا،ويقوم تجار والسماسرة بتجنيد الشباب والشابات بدفع مبلغ ( 2000) دولار لمن يقبل والباقي لجيبة السمسار، فقد بلغت الأموال التى حصدها السماسره من هؤلاء مبلغ (28) مليون دولار فقط في تونس غير الدول الأخرى اليمن وليبيا ونيجيريا والشيشان وغيرها من الدول،وهناك من يصطحب زوجته ليتاح لها ممارسة جهاد المناكحه.
لقد تعرض الإسلام للتشويه الفكري والسلوكي من خلال فتاوي الدعاة ومن خلال سلوك حركاتهم السياسيه.
وحتما سيكون لمثل هذه الفتاوي وتطبيقاتها وقع كبير على الدول التى تجند شبابها للذهاب الى سوريا في عدة اتجاهات اولها انه سيعود وهو مقتنع تماما بأن جهاد المناكحه هوجزء من الدين وحق شرعي طبقه وقد يطبقه في بلده كحكم شرعي،وثانيا دخل على سلوكه ابشع عمليات القتل والتعذيب والتفجير وسيمارسها ايضا في مجتمعه،مما يعني دخول ثقافة جديدة لم تعتاد عليها مجتمعاتنا وقيمنا الإجتماعيه ترفضها جملة وتفصيلا لأنها حتما ستؤدي الى انهيار في منظومة القيم الإجتماعيه،وكلها تمارس بإسم الدين،واعتقد ان منظمة عبدة الشيطان في الأردن هي جزء من هذه الثقافه الجديده على مجتمعاتنا ذات التاريخ المجيد في القيم الإجتماعيه،واصول العلاقة المجتمعيه.
واعتقد ان الإسلام يتعرض لأبشع انواع التشويه الفكري والسلوكي في خضم الصراع الدائر رحاه في سوريا عن طريق هؤلاء الشياطين،وعلى ايدي من يعتبرون انفسهم ظل الله على الأرض،وهنا نعتبر ان حشر الله في تصرفاتنا عن طريق تغطيتها بفتاوي الدعاة السفله الشاذين جنسيا امثال ( محمد العريفي ) والعجلوني الذى اعتبر السوريات كافرات وفي بلد غير مسلم يجوز له سبيها،خير دليل على ان هؤلاء يسعون الى تقزيم العرب وتفريق شملهم وتغير وعيهم الإجتماعي الى وعي يخدم الفوضى والى الشذوذ الجنسي،ويؤكد ان هؤلاء قد بلغوا من الإنحاط الفكري والسلوكي بفتاويهم الداعيه الى حرب العرب على العرب،وعدم تطرقهم الى ما يجري في فلسطين هو اكبراثبات ان امريكا والمال القطري جندهم وفي هذا الوقت بالذات لبث سمومهم الفكرية والسلوكيه التى يحرمها اي عقل انساني وليس اي دين.
وهؤلاء الشواذ جنسيا والمتخلفين فكريا يجرون البلاد العربيه الى اتون حروب اهليه داخليه وكلها بإسم الدين،وحتما ان استمر حالنا وانتصرت امريكا في سوريا ستقضي على مستقبل امتنا العربيه وعلى حضارتنا في كل البلاد العربيه،فما ذنب تمثال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليهدم في ليبيا وما ذنب ابنية اولياء لتهدم ايضا في ليبيا،وما الذى يجري في سوريا اثارها وحضارتها تسرق على مرأى ومسمع العالم كله والسارق هو من يمارسون (جهاد المناكحه) فمن الذى اتى اليهم بأحدث المعدات للتنقيب عن اثار سوريا لبيع حضارتها في امريكا وبريطانيا.
لقد حققت امريكا مبتغاها في استمرار تقزيم العرب وتهميشهم،وابقتهم كما تريد على هامش العالم لاحول لهم ولا قوه،ولم يحدث ان اقر اي زعيم امريكي بدولة لليهود غير اوباما اخطر رئيس امريكي على قضايانا العربيه وبشكل خاص على القضية الفلسطينيه منذ نشأت امريكا،فبعد ان قضت على الخطر العراقي تعمل الأن للقضاء على اي مكان للخطرعلى اسرائيل وعلى المصالح الأمريكيه في المنطقه،بعد ان نشرت في العراق الفتنة الطائفيه والفساد والقتل بالعشرات،نقلت تجربتها الى دول الجوار العربي،ليشكل اسلوبها هذامذبحا للثورات ومشعل لنار الفتنة فيها،وبحكم تخلفنا الفكري والإجتماعي نجحت امريكا في اعتماد هذا الإسلوب طريقا لتخريب دولنا وتدميرها ،كما هو حاصل اليوم في سوريا وليبيا.
وتمكنت عن طريق حركات الإسلام السياسي المجنده بالمال القطري،من نشر حكاية ان الحرب في سوريا تدور بين االعلويين والسنه،وليس بين امريكا وحلفائها وادواتها في المنطقه من جهة وبين دول واطراف الممانعه في المنطقة من جهة اخرى.
ان التاريخ حتما سيخجل عندما نبدأ بتدوينه فكيف له ان يتحدث عن ثورة (العكاريت) وعن ثورة القوادين في سوريا التى يتجمع فيها كل زناة الأرض وعكاريته تحت اسم الدين والشريعه الإسلاميه ليمارسوا مفاجيع الجنس والشواذ زناهم.
واخيرا اذا كانت قطر قادره بمالها على لي ذراع الأنظمه، وافساد اخلاق الشباب بإسم الدين وتجنيدهم لمحاربة العرب فهل تكون قادره على لي ذراع التنظيمات غير الإسلاميه،ولماذا لا تشكل جبهة صمود وتصدي للمشروع الأمريكي في المنطقه،من مختلف الدول العربيه لتجنيد شعوبنا العربيه التصدي لها ولسياساته.
4 نيسان 2013
المصدر: بانوراما الشرق الأوسط