أمير قطر يحذر مشعل من مصير عرفات
التدخل القطري يهدد بانفجار داخلي في حماس
كشفت مصادر مقربة من حماس أن الحركة تعيش صراعا داخليا كبيرا على خلفية موقفها مما يجري في سوريا ودور قطر في دفع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى مغادرة دمشق والهجوم على الأسد.
وكشفت المصادر أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعا مشعل إلى زيارة عاجلة للدوحة صحبة وفد من الحركة، وخلال اللقاء طالب أمير قطر قيادات حماس بالمسارعة باتخاذ موقف واضح إلى جانب الثورة السورية.
وأكد لهم أن بشار الأسد ستتم الإطاحة به عاجلا أم آجلا، ودعاهم إلى عدم الرهان على الحصان الخاسر.
وحذّر الشيخ حمد مشعل وزملاءه من مصير مشابه لمصير عرفات قائلا “عندما يسقط بشار الأسد يسقط كل من معه وستخسرون في معركة ليست معركتكم (…) ولكم عبرة كيف سقط عرفات عندما حالف صدام حسين وسقط معه ولم يشفع له كل ما قدمه من اتفاقيات مع إسرائيل من أجل البقاء”.
كما أكد أن الحرب على إيران قادمة، وأن مسألة ضربها أصبحت في إطار التنفيذ وليست في إطار الإعداد كما توهم طهران نفسها.
وتعهد أمير قطر بأن يقدم الدعم الكافي لحماس ما يغنيها عن الدعم الإيراني، وتزامن ذلك مع اتصالات حثيثة ومستمرة من الشيخ القرضاوي مع مشعل وقيادات أخرى من حماس لإقناعهم بضرورة مغادرة دمشق والتخلي عن الأسد.
وعمل مشعل على عرض أفكار الشيخ حمد والقرضاوي على قيادات من حماس في سوريا ولبنان ومصر، لكن ثارت ضده موجة من الاحتجاجات، واتهامات مبطنة بالتخلي عن المقاومة ودخول لعبة التفاوض، ومن ثمة التخلي عن مشروع حماس.
وضم التيار المعارض لمشعل أسماء كبرى في الحركة بينها أسامة حمدان، عماد العلمي، محمود الزهار، محمد نزال، أحمد الجعبري “قائد كتائب القسام”، بينما اختار اسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق موقفا براغماتيا يحــرص على الجمع بين الموقـــفين.
ووفق المـــصادر ذاتها فقد عمل مشعل على تنـــفيذ خيار دعم المعارضـــة السورية رغــــم كـــل الخلافات الداخلية، وكلف معارضين سوريين بالتنسيق مع كمال غنــــاجة أحد القــــادة العسكريين والأمـــنيين الكبار لحماس في سوريا.
لكن غناجة أعلم حزب الله والدوائر الأمنية التابعة للأسد بهذا الاتصال، وأصبح يقدم معلومات مضللة لمقاتلي المعارضة الذين اكتشفوا خـــداعه لهم فتولوا تصفيته بتفجير المنزل الذي يوجد به.
إثر ذلك قررت طهران وحزب الله حظر الاتصال بمشعل، وخيرا حماس بين العودة إلى دعم الأسد، أو منع التمويل عنها، ما اضطر قيادات الداخل المعارضة لخط مشعل إلى إرسال أحمد الجعبري القيادي الأول بكتائب القسام (قبل اغتياله) إلى طهران لتأكيد ثبات حماس على موقفها مقابل دعم إيراني كالآتي:سبعة ملايين دولار شهرياً لكتائب القسام من خلال أحمد الجعبري، وسبعة ملايين دولار شهرياً تصرف لحماس في سوريا ولبنان من خلال حزب الله، ومليون دولار شهرياً تذهب لمكتب هنية في غزة.
وحين اكتشف أمير قطر أن مشعل أصبح قائدا بلا وزن في حماس زار غزة وتعهد بإعادة إعمارها، لكن الأميركيين والإسرائيليين اشترطوا ألا يذهب الدعم القطري إلى كتائب القسام وإلى شراء السلاح.
لكن زيارة أمير قطر لغزة ترافقت، حسب المصادر ذاتها، مع اغتيال إسرائيل للجعبري الذي كان الشخصية القوية في وجه مشعل، فيما بدا وكأنه فتح للطريق أمام أبي الوليد للهيمنة على القرار من جديد.
وفي سياق آخر، تحدثت المصادر عن دعوة خيرت الشاطر الذي كان في السجن في الأيام الأخيرة من حكم مبارك المرشد إلى الاستنجاد بكتائب القسام وحزب الله وإيران لتطويع الثورة لخدمة مشروع الإخوان .
إلى ذلك، قالت المصادر نفسها إن الشاطر رفض بعد الانتخابات الرئاسية طلبا من مرسي بضرورة حل التنظيم الخاص (الجهاز العسكري والأمني للإخوان)، لكن طلبه قوبل برفض شديد.
وبخصوص المجزرة التي أودت بحياة 16 جنديا مصريا ادعت المصادر أن من نفذها مجموعة سلفية من غزة يقودها ممتاز دغمش، وأن حماس وخيرت الشاطر توليا توظيفها في صراع الإخوان ضد مؤسسة العسكر التي تمثل الخطر الأكبر عليهم وفق ما يقولون.
9 نيسان 2013
المصدر: العرب الإلكتروني-لندن