شنق حمد في جامعة خضوري بعد محاكمة شعبية في فلسطين المحتلة
الصبر لشعب يعيش احتلال وسلطتين!!
خالد الأحمد
الوضع الفلسطيني لا يبشر بالخير أبداً… قوى المقاومة غائبة تقريباً عن المشهد في الداخل، الاستثناءات موجودة، لكن ما هو قائم تحكم طرفي السلطة بالأمور في الضفة الغربية وقطاع غزة. في الأولى حيث تسيطر قيادة أبو مازن، هناك ترقب شعبي لما يتم إنجازه في السر مع الولايات المتحدة، وعبر وزير خارجيتها جون كيري الذي قفز إلى المنطقة مرتين خلال عشرة أتبعهما باتصال هاتفي مع رئيس السلطة الفلسطينية قبل يومين، لمتابعة نتائج اللقاء الأخير بينهما… الشغف الأمريكي بزعيم “المقاطعة” في رام الله يطرح الكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام حول هذا الحب الأمريكي الذي يعرف الشعب الفلسطيني أنه يجلب المصائب والويلات، وما يشي بهذه المصائب الطيران المفاجئ لأبي مازن إلى عمان ليوقع اتفاقاً مع الملك عبدالله الثاني حول القدس، وهو اتفاق يتيح للملك بصفته الشخصية إدارة المدينة المقدسة بينما وقعه أبو مازن بصفته رئيساً للسلطة الفلسطينية “رئيس دولة فلسطين” ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما يستدعي إعادة بعث الكونفدرالية، ليس بين دولة فلسطين العتيدة والأردن، بل بينهما مع الكيان الصهيوني، حيث تكون تل أبيب هي المركز القائد الذي يتحكم بالجغرافيا والبشر والمستقبل.
وهنا لا يبدو أن الخلاف بين عباس وسلام فياض ينحصر فقط حول استقالة وزير المالية في السلطة نبيل قسيس، ورفض الأول للاستقالة، وتمسك الأخر بها، بل تتعدى ذلك إلى صراع بين الرجلين حول قدرة كل منهما على إرضاء البيت الأبيض، والوصول إلى قلب سيده بشكل أكثر سلاسة، وعليه فإن تمسك عباس بقسيس يعود إلى ولعه بالتحكم بكل أطراف السلطة، من وراء ظهر رئيس وزرائه الذي اتخذت حركة فتح، في اجتماع مجلسها الثوري الأخير، قراراً بالضغط عليه، وصولاً إلى إقصائه… وطبعاً الأمر لن ينتهي عند هذا الحد لأن المعلم الأمريكي هو من يحدد الرجل القوي في “المقاطعة”.
في المقلب الأخر، في قطاع غزة حيث تتحكم حركة حماس، راحت قيادة السلطة الممثلة بإسماعيل هنية، تملي على قوى المقاومة برامج التهدئة، ووقف إطلاق النار وصولاً إلى اعتقال كل من يخرق هذه التهدئة، استرضاء للقاهرة التي تعهدتها ، وهي الغاضبة على قيادة حماس بذريعة دور الحركة في قتل جنود مصريين في سيناء، ومن خلف هذا الاسترضاء إيصال رسالة إلى تل أبيب بقدراتها على ضبط الأوضاع في القطاع، لا سيما بعد انتخاب المكتب السياسي لحماس، وانتخاب هنية نائباً لرئيس المكتب السياسي للحركة وقائداً لها في القطاع، حيث تواردت المعلومات عن تكليفه لنائبه زياد الظاظا بمهام رئيس الحكومة، وعليه ووفق البيئة السياسية الجديدة التي تعيشها حماس، والتي توصل إلى خيارات التسوية، سواء بمفهوم سلطة رام الله، أو بصيغة مخففة، فإنه يتوجب على سلطة غزة أن تأخذ بعين الاعتبار ضرورات تحالفاتها الجديدة، وترتب ساحتها بما يتوافق معها.
في ظل هذه الصورة القاتمة، رغم مواقف قوى فلسطينية مقاومة رافضة لهذا المشهد، يعيش الفلسطينيون هناك حياة صعبة جراء ممارسات الاحتلال من جهة، وممارسات سلطة تلاحقهم وتعد أنفاسهم في رام الله، وسلطة في غزة لم يعد شغلها الشاغل، إضافة إلى مراقبة وملاحقة مطلقي الصواريخ ضد العدو، سوى التفتيش عن شعر الشباب وقصه إن طال، وفرض الحجاب على النساء، وكأن المهام الوطنية قد أُنجزت… وما لنا إلا أن نقول الله يصبر هذا الشعب على مصائبه!!.
12 نيسان 2013