الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / سوريا والثورة المشبوهة

سوريا والثورة المشبوهة

سوريا والثورة المشبوهة

سميرة بيطار*

كتب الدكتور والصديق العزيز محمد المهنا في مداخلة على احد مواضيعي التي وفرت لي تربة خصبة من تزايد اعداد الكارهين للفكر التنويري يقول ؛
” جامعة الدول العربية و ما ارادوا صنعه في سوريا ،، ينطبق عليهم الوصف القائل :- تعبوا وما أغنوا، ونصبوا وما أجدوا، وحاموا وما وردوا، وغنوا وما أطربوا، ونسجوا فهلهلوا، ومشطوا ففلفلوا؛ ظنوا ما لا يكون ولا يمكن ولا يستطاع “.

وأضيف أنا بدوري وأقول ولن يتمكنوا ولن يفلحوا لأن الاحداث الجارية في سوريا اليوم تُـكذب نصف العالم وتزيد قناعة النصف الآخر من العالم ، بأن لا ثورة شعبية في سوريا أنما هي إرادات سياسية خارجية استغلت اخطاء من الممكن أن تكون موجودة في أي نظام واستغلت السوريين أبناء الوطن الذين من الممكن أن يكونوا عانوا من الفقر والتهميش والتعدي من النافذين في النظام واصبحوا أرضية خصبة وجاهزة لخلق الفوضىٰ باسم الحرية… أضف الى ذلك الاثرياء والمعارضين في الخارج والذين لهم مع النظام ثأر يسعون لاستخلاصه والبعض الآخر الحاصلين على جنسيات لدول لها صراعها التاريخي مع سوريا والمقاومة.

هؤلاء السوريين والذين كانوا سبب رئيسي في الفوضىٰ التي قادت البلاد الى الدمار والقتل والهدم شحذوا كل الهمم الدولية التي ارادت اسقاط سوريا المقاومة وسوريا الدولة ولم يفلحوا ولن يفلحوا لأن تماسك هذا النظام لا يستمده من الآلة العسكرية فكلنا سمع عن المليارات التي صبت في جيوب معارضي الخارج وشيوخ العهر والفتنة وكميات السلاح المتدفقة من كل الاقطار انما استمدها هذا النظام من الشعب الذي جلس قليلاً مع نفسه بعد اول ستة اشهر للثورة وبدأ باستعادة حساباته وتأكد أن الكل لا يبحث عن حرية وكرامة الانسان السوري بقدر ما يبحث عن المصالح الشخصية وهناك ايضاً المصالح الدولية الغربية التي تسعى منذ زمن لإسقاط المقاومة وتفتيت الممانعة لصالح العدو الاسرائيلي خصوصآ بعد حرب 2006 والتي اذلت اسرائيل وكشفت مدىٰ ضعف هذا الجيش الذي صنعت اسطورته العقول العربية التي لا زالت حتى اليوم تحاول اقناعنا قسرآ بأن ما يجري في سوريا ثورة كرامة مثلما روجوا لها .. بعد أن استنفذت قطر وجامعة الدول العربية كل انواع الكذب الرخيصة عن الحرية وبعد أن رفضوا تقرير الدابي واقالوه كمبعوث لأن الرجل ببساطة لم يشأ أن يملأ جيبه بالدولارات مقابل بيع ضميره وسمعته وبعد أن بدأت وحشية مايسمىٰ بالجيش الحر وجبهة النصرة التي ادرجت عالمياً كجبهة إرهابية تنطوي تحت لواء القاعدة التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم ارأدوا أن يشعلوها طائفية ، بدءً من استعادة احداث الثمانينات في حماه والتي كان قادتها المخضرم عبدالحليم خدام السني المذهب والهوية والتي لها اسبابها التي سيُضيء التاريخ عليها طالما فتحت الملفات القديمة الى لفظ كنت اسمع ترديده بين الاخوة في الخليج تحديدآ وهو (النصيرية ) وبدأت اطرح علىٰ نفسي تساؤلآ كيف يكون ذلك والجيش العربي السوري يمثل السنة اغلبيته الساحقة بـ 60% ورئيس الوزراء سني ونائبه كردي سني وجميع الوزراء واهمهم الداخلية والدفاع والخارجية والإعلام سنة وهناك وزيران علويان وآخر مسيحي ورئيس مجلس الشعب ونوابه سنيون ورئيس اكبر الإدارات الأمنية ادارة أمن الدولة سني وشعبة الأمن السياسي رئيسها سني – الله وأكبر فأين الطائفية في دولة هذه تركيبتها ؟

من ناحية الفقر فأن كان دخل الفرد العام يعتبر متدنيآ فقد بدأت تتحسن احوال السوريين ودخُولهم منذ العام 2008 والسلع في هذا البلد رخيصة للدرجة التي كان اصدقائي من لبنان والاردن وكما قيل لي من تركيا ايضاً يذهبون للتسوق وجلب المؤونة لبيوتهم من هذا البلد ويتطببون في المستشفيات السورية المجانية لعامة الناس دون تمييز بين عربي وسوري.

هناك ايضاً موضوع الحريات السياسية والتي تتساوىٰ في البلدان العربية بزيادة أو نقصان ولكن اعرف أن في سوريا هناك الكثير من منظمات المجتمع المدني وكثير من الاحزاب وهذا ما ساهم في تكوين مجموعات معارضة وهناك ايضاً مجلس الشعب الذي تحظىٰ فيه المرأة السورية بالحضور الملفت فهناك 30 سيدة وهذه النسبه لم تحضى بها المرأة في بعض دول اوروبا والبلاد العربية وهناك الجمعيات الكثيرة الخيرية والاجتماعية والتي تحظىٰ برعاية الدولة وهناك ايضاً الصناعات المتعددة والتي جعلت من سوريا بلد مكتفياً ذاتياً والأهم أن سوريا البلد العربي الوحيد الذي ليس عليه ديونا وليس مرهونا للبنك الدولي وهذا مما أثار حفيظة الغرب ايضاً ومستثمري الصندوق الدولي …!

الان المجتمع الدولي متخبطٌ حيال مشكلةٌ وجد نفسه متورطاً بها حتى النخاع نتيجة لكل المعلومات المكذوبه التي تلقاها مثلما تلقىٰ معلومات في التسعينات كان فارسها البرادعي عندما اقنع المجتمع الدولي بأن العراق يملك اسلحة دمار شاملة وشنت الحرب على العراق ودمر العراق الذي لازالوا يسرقونه ويقطعون اوصالة بأسم اعمار العراق ولا وجدت اسلحة كيميائية ولا دخلت الديمقراطية التي جاءت على دبابة امريكية الى العراق الذي خلف خمسة مليون طفل يعاني من التشوهات والاعاقات وسرطانات الدم .

الشعب السوري بغالبيته ملتف حول نظامه ورئيسه وجيشه فأي كذبة تخترعون وتسوقونها على السذج والبسطاء؟ وبعض من لا تتعدىٰ ثقافته التاريخية والسياسية ما يتلقاه طوال الوقت من قنوات الفتنة التي جلبت للعالم العربي الهلاك والدمار والتشظي والظلمة … !!

* كاتبة سعودية

عن prizm

شاهد أيضاً

القومية العربية نهضت بنهج عبد الناصر وتلاشت بغيابه !!

11 تشرين أول 2024 نبيل عودة تطور القوميات في اوروبا هو نتاج تطور اقتصاد مشترك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *