تصريحات عزيز الدويك

تصريحات عزيز الدويك

محمود فنون

عزيز الدويك يؤكد مغادرته لإصطفاف محور الممانعة والمقاومة الى الحلف المعادي لسوريا

الدويك يؤجل “الجهاد في فلسطين ” إنسجاما مع التفاهم مع إسرائيل على الهدنة طويلة الأجل من جانب واحد من جانب حماس.

قرأت النص الحرفي لمقابلة عزيز الدويك مع صحيفة الشروق الجزائرية وتابعت كتابات عديدة ومتنوعة تعليقا على تصريحات عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بشأن دعمه وتأييده للأعمال الحربية ضد سوريا، وتابعت محاولات نفي الدويك فيما يخص أولوية القتال في سوريا واسقاط الأسد على الجهاد في فلسطين، ثم راجعت ملف حياة الدكتور عزيز وشخصيته المترددة وغير المنسجمة مع نفسها.

إن عزيز الدويك يحاول أن يعلن عن اصطفافه داخل حماس وأنه من مؤيدي سياسة ومواقف خالد مشعل، و يعلن أنه يؤيد انسحاب حماس من اصطفاف قوى الممانعة والمجابهة المكون من سوريا وحزب الله وإيران ومن يصطف معهم ويؤيدهم، ويعلن تأييده لانتقالها الى الإصطفاف المعادي للأمة العربية والمقاتل ضد سوريا.

وهو يعلن اصطفافه باسم المجلس التشريعي غير الموجود منذ أكثر من ست سنوات بقوله : ” نحن في المجلس التشريعي الفلسطيني نحيي نضال الشعب السوري المطالب بحريته والتخلص من رق نظام الإستبداد الذي ران على قلوب هذا الشعب عقودا طويلة ،ولم يراع حرمة طفل ولا امرأة ولا شيخ ، ومن ثم فإن هذا النظام فاقد للشرعية ، والشعب السوري هو صاحب الإرادة التي يجب ان تحترم من قبل الجميع ومن ثم فنحن نقف بلا تحفظ مع إرادة الشعب السوري الذي ينشد الحرية والتخلص من النظام الديكتاتور” كما جاء في صحيفة الشروق الجزائرية .

وهناك سؤالين للشيخ عزيز لا يمكن التغاضي عن أي منهما:

السؤال الأول: هل المجلس التشريعي الذي تحمل شكلا اسم رئيسه ، هل هو شرعي ، هل هو موجود ، هل يقوم بأية مهام ؟ هل هو سوى اسم يساعدك على حمل المنصب الكاذب الذي تقدم نفسك به – “رئيس مجلس” والمجلس الذي تتسمى رئيسه غير موجود ولم يخولك حد بالنطق باسمه .

والسؤال الثاني : هل كان النظام السوري هكذا كما وصفت قبل أقل من سنتين ؟ هل كان كذلك حينما كنت تكيل له المديح أنت وقيادتك التي كانت تقيم في سوريا بحرية ودون تدخل في مواقفها وقراراتها وتوجهاتها ؟

إذا كان النظام السوري قبل أقل من سنتين وطنيا وممانعة ويدعم المقاومة ، فمن الذي تغير وغير جلده : النظام أم أنت ؟

ألا ترى أن النظام انتقل من الممانعة الى المقاومة ؟

أما أحقيتك في النطق باسم الشعب الفلسطيني وحتى باسم المجلس التشريعي ، فنحن الآن في حالة فوضى وضياع ويستطيع من هب ودب الإدعاء بالنطق باسمنا ودون أية أحقية.

إن عزيز الدويك يؤكد على اصطفافه داخل حماس وأنه مع قيادة حماس في قطر ،كما يؤكد على موالاته للقرضاوي المقيم كذلك في قطر والناطق باسم المصالح الأمريكية في أوساط التيارات الدينية الوهابية.

فهو مثله مثل القرضاوي يؤكد على قبول التدخل الأجنبي المباشر ضد سوريا غير مكتفيا بالقدر الموجود ، حيث يقول : إن الأصل أن يكون أي تدخل خارجي مرفوضاً ولكنه في هذه الحالة رحب بأي مساعدة غربية للمعارضة السورية, قائلا “إن الغرب لا يعمل لوجه الله تعالى, هذا مفروغ منه, لكن تلتقي البشرية جمعاء للدفاع عن حقوق الإنسان, ومن ثم أي جهد للدفاع عن حقوق الإنسان هو جهد مرحب به”.

هكذا إذن : ولكن التدخل الخارجي هو ليس كلاما يقال ، هو تدخل الحلف الإمبريالي الصهيوني والرجعية العربية وهذا الحلف معادي لسوريا كما هو معادي لفلسطين، ولكل اماني الأمة العربية، في التحرر والوحدة والإستقلال عن النفوذ الأجنبي السياسي والإقتصادي ، وكل هذا معروف جيدا ” للشيخ عزيز الدويك ” الفلسطيني المولد وهو يطرح رأيه على شكل فتوى للمسلمين .ويؤكد بأن أولوية العمل هي في سوريا وباسم وقف النزيف ” وفقه الأوليات يفرض التأكيد على وقف شلال الدم لشعب ينزف منذ عقود طويلة تحت النظام السوري المستبد والظالم”وأكدت الصحيفة : ” وأكد في حوار خاص لـ”الشروق اليومي” أولوية دعم المعارضة السورية في معركتها لوقف إراقة الدماء، على أي انشغال آخر، بما في ذلك الجهاد في فلسطين..”

لفقه عموما وفقه الأولويات يفرض التأكيد على وقف شلال الدم لشعب ينزف منذ عقود طويلة!ولكنك لم تتقدم بهذه الفتوى سوى هذه الأيام . فهل كان فقه الفتوى معطلا ؟

طيب يا سيدنا الشيخ وماذا عن نزف الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة ؟ وهل هناك من أفتى وحرك الجماهير للعمل على وقف لنزيف الفلسطيني دما وأرضا وشعبا ؟

ولكن المقصود بوقف النزيف حصريا هو تأييد تدخل الحلف الأمريكي الصهيوني قصفا وتقتيلا بالعمل ضد النظام السوري والجيش العربي السوري حيث ” رحب بأي مساعدة غربية للمعارضة السورية ” ولم يطرح وقف النزيف من خلال العمل ضد التدخل الأمريكي الصهيوني وعملاؤهم الذين يشنون حربا كونية ضد سوريا وجيشها أو من خلال تسويات وحوارات وما شابه.

إن الدويك يخرج عن فلسطينيته بهذا الموقف ، إنه يكف عن أن يكون عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني . لقد اكتسب عضوية المجلس الوطني الفلسطيني بصفته في التشريعي كتحصيل حاصل مما يوجب عليه احترام هذه العضوية وليس الخروج عليها ،والإصطفاف مع أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء حقوق الشعب الفلسطيني وهم أنصار إعطاء فلسطين كاملة لليهود .وفي اجابته على سؤال:

ألا تتخوفون من تأثير الأزمة السورية على القضية الفلسطينية؟

بالعكس.. أعتقد أن بقاء نظام دكتاتوري هو طعن في صدر وقلب القضية الفلسطينية، وزوال الدكتاتورية هو بداية الطريق لانتصار القضية الفلسطينية ورفعة شأنها”.

هكذا أصبح الحال اليوم بعد ان غير عزيز الدويك جلده واصطفافه .لقد كان النظام السوري الداعم للمقاومة والمسرع بالتحرير ثم ومع ان النظام لم يتغير فكيف أصبح” طعن في صدر وقلب القضية الفلسطينية “؟ أليس هذا منتهى الوقاحة ؟

25 حزيران 2013

عن prizm

شاهد أيضاً

الحرب على قطاع غزة أمام لحظة فارقة…

21 شباط 2024 أنطوان شلحت ليس من المبالغة القول إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *