معرض “عيون الشام في بيروت” ملتقى الفنانيين السوريين
طارق طللو
وقفة واجب مع الذات المبدعة، هو المبدأ الذي جمع الدكتور محمد عقل والفنان عبود سلمان لإقامة المعرض الأول للفنانين التشكيلين السوريين في بيروت تحت عنوان “عيون الشام في بيروت”، واستهل بأمسية شعرية للشاعر الإعلامي محمد خالد الشاكر متغزل بالوطن البعيد.
المعرض مزيج من الرسوم والنحت والاعمال اليديوية التي ترمز للتراث السوري والجمال الانساني، معبرة عن روعة الحياة التي يؤمن بها السوريين، فرغم الدمار والحرب لم تختبئ جماليتهم بل اطلوا بها عبر لوحاتهم من بيروت للتعبير عن وجودهم.
فالمنحوتات رغم قساوة معدنها من الرخام والخشب ترمز للفنانة عبير وهيب عن العلاقة الانسانية بين الذكر والانثى، والامومة والحب.
اما الفنان رضوان باقي فجعل من الخشب لوحتان تحدث في احداها عن الفلكلور الكردي ناقلا الحياة القروية على لوح خشب رسمه بطريقة يدوية.
بساطة اللوحات والتقشف بالمواد المستخدمة، أمر طبيعي كما تراه الفنانة هناء عبد الخالق فهي ظروف الحرب ألقت بثقلها المادي على الفنانيين، لكن لم تستطع الحرب تغيير جمالية الاعمال وابداعاتها.
عمل الفنان عبود سلمان جاهدا ليفتح فسحة امل للفنانين لإيصال رسالة جمالية على عكس ما تبدو من داخل سورية، فالابداع هو الرابط المشترك الذي جمعه مع عدة فنانين سوريين بعد ان فرقتهم الحرب، ليتخذوا من بيروت منبرا لاعمالهم، ويؤكد سلمان ان الاعمال ليست مناطقية ولا طائفية هي لسوريين من كل المناطق.
ويضيف سلمان إن: ” تدفق الفنانين السوريين الى بيروت جعلنا نفكر بطريقة للوقوف معهم رمزيا فقط، اي بدون ربح مادي، وهذا لايمنع ان يسوق الفنان لنفسه، وحرصت على جمع الفنانين المهمشين الغير معروفين او المبتدئين، وبعدم وجود اي رابط مصلحي.
اقيم المعرض برعاية منبر الميادين للابداع العربي، وبالتعاون مع مجلة بلدنا لتعزيز المجنمع المدني، مساء الامس الاثنين، في القاعة الزجاجية بمنطقة الحمرا. وسيستمر حتى 15 تشرين الثاني .
وكان للدكتور محمد الشاكر أطلالة رائعة بما يحمل الشاعر من ثقافة وسيرة ذاتية في ساحات الأعلام والأدب والثقافة والحقوق، قدم الشاعر قصيدتي “وطن” و”اعترافات لطائر السعد.”
و كتب الأستاذ عبد الكريم العلي في قصيدة اعترافات لطائر السعد:
كيف لهذا الصبر، كيف لهذا الحزن الكظيم، أن يخلق أجواء التجلي وسط هذا الزحام المكتظ بدمائنا وأشلائنا. ثم يحمل ضفة من فرات بقاربها وغربها زوادة في رحلة اللقاء ومن خلفه ومن أمامه .”
وجع على القلب من عشق رجيم ..
وجع على الدرب في مدن الزبد
وجع على الهمس في زمن الزعاق ..”
ليس تصوفاً ولا عرفاناً ما نقصد بالتجلي، بل هو هذا العلو في النظر والمشاهدة في مدى اتساع الأفق الذي يخلقه الشاعر الدكتور محمدخالد الشاكر في توصيف وضع وصلنا إليه
“رحنا كما نشتهي وعدنا كما يشتهون”
من قصيدة “اعترافات لطائر السعد” يأخذك الشاعر بفضاء حرفه ، تحلق بسماء شعره حتى لا تدري أنك أصبحت طائر سعده، تحلق فوق أرض الألم والوجع، ثمة أجوبة عقيمة على السمع شاخصة للبصر من ذا الذي ينطقها غير غرّيد . ربما مواويل تلطم ذاتها وربما عتابا، هي ليست من الأسرار إذ أنهم لم يتركوا لنا سراً إلا وأباحوه ..أشياء من ميتافيزيقيا شيطلائكية تعذرت فيها الإجابة. أو لربما نكون القربان الأخير للصفح عن خطايا عشقنا “الرومنيكي “لوطن الحضارات والتمدن ”
يا طائر السعد من كان يعرف أن ما كان يكون ..
دم بلا نصرٍ فرحنا كما نشتهي وعدنا كما يشتهون ..
والآخرون على غناء الريح كنا نايهم ..
ما همهم نحن إلا معابر ..
أو مقابر .. أو جبهة للريح ..
حاصل أو تحصيل حاصل ..
كنا أو لا نكون سواء وسواء
عدنا أو لا نعود
شهداء أو قتلى سواء
صرخةٌ أو صدى
فكرةٌ أو هراء
وردة تحت أقدام العساكر ..
أو وردة ٌ في يد عاشق
د. محمد خالد الشاكر ، دكتوراه دولية في القانون العام، عمل رئيساً لتحرير صحيفة الفرات السورية ..مديراً لفرع مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع – أصدر ثلاث دواوين شعريه : حشرجات مدينة لا تموت 1994- رسائل سعيد بن جبير 1999- بغداد والمدن الرتيبة 2005، وفي مجال القانون العام : صناعة القرار الدولي_ جدلية العلاقة بين واقعية العلاقات الدولية ومبادئ القانون الدولي العام – إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب – وزارة الثقافة 2010- له العديد من الابحاث والدراسات في مجالي القانون العام والنقد الأدبي.
5 تشرين أول 2013
موقع عمق