د.أحمد عياش
يحكى ان هناك نوايا لمشاركة المجاهدين اللبنانيين ضد إسرائيل والتكفيريين في السلطة اللبنانية فإن صحّت الحكايا تكون قيادة المقاومين قد صعدت الى الأعلى ولكن صعدت الى أعلى ارتفاع للغم اجتماعي-سياسي -نفسي إذ ما شارك حزب او تنظيم شعبي في السلطة الا وخسر من جماهيره أكثر ممّا ربح فمن المستحيل إرضاء حاجات كل الجماهير في ظلّ دولة تتقاسمها الأهواء والحصص ومافيا الادارة التي تتعاقب عليها ادوات وعناصر القوة الاقتصادية -المخابراتية التي تؤمن مصالح الرأسماليين اولا وقادة الطوائف ثانيا ولا تزعج الاقطاع الديني ثالثا.
تجربة البلديات ما زالت مثالاً حيًا لفشل الاحزاب والتنظيمات وقد ارتدت عليها بالسوء والاتهامات والشبهات أكثر ممًا فازت به من جدار لوالد منتسب للتنظيم او تعبيد طريق لأم منتسب للتيار او تمرير مخالفة ما لأخ منتسب في الحزب او أعفاء من غرامات او ما الى ذلك لمنتسب جريح لتجمع سياسي ما…
المشاركة في سلطة ما وحمل لواء عظيم أكبر من الدولة بل على قياس أمة لأمران لا يتماشيان ابدا في بلد غير معروف بعد إن كان وطنا ام تجمعا لمزارع سياسية او وحدة فدرالية لطوائف تجمعها كراهية الضرورة…
إنها المغامرة الحقيقية وربما المقامرة الغير مضمونة النتائج وهنا لا تطرح العملات الورقية على طاولة الروليت بل تطرح الجماهير المعبأة لأهداف أسمى و الباحثة عن العدالة قبل التحرير فما قيمة التحرير من دون عدالة لاحقة والسلطة في تاريخها كله لم تحقق العدالة فالى أين انتم ماضون؟
الأفضل من المشاركة في السلطة والاشتباك مع مصالح الناس التي قال فيها الامام علي ابن ابي طالب:
ما ترك لي الحق من صاحب،
هو الوجود بقوة وفعالية في الدولة والفرق شاسع بين السلطة والدولة ، فأن يتواجد المقاومون بفعالية وكقوة ضاغطة من أجل مصالح الناس في الدولة يختلف عن التواجد في السلطة في حقائب ملتهبة تحرق الأطراف ، أن يتمثل المناضلون وبفعالية وبجرأة في التفتيش المركزي وديوان المحاسبة والتفتيش القضائي والمجلس التأديبي لأكثر جدوى من وزارة صحة مترهلة، فمن أجهزة الرقابة والمحاسبة تكون الجدوى مرتفعة وشاملة لكل الناس وتنتظم اعمال ادارات الدولة ككل وترى الجماهير بأم العين من يمنع تطور النظام الصحي (المستشفيات الخاصة وشركات التأمين وشركات الادوية مثلا) ومن يهدر المال بوزارة الاشغال (المتعهدين!و المحسوبيات مثلا) و وزارة الشؤون الاجتماعية (الجمعيات والمؤسسات الفاعلة للخير من جيب الدولة مثلا) ولا يعتبر إعتلاؤها وقوفا على أي لغم و لا تكون المشاركة محل تجاذب وتنافس بين مصالح الناس ، تلك الجماهير التي تبقى المقاومة بحاجة لكل اطيافها رغم تناقضاتها فمن واجب المقاومة ان تكون وحدة للأضداد وليس عامل تفجير لها.
القاء القبض على فاسد وسارق ومرتش ومعيق عمل وتطور في الادارة لعمل نضالي وجهادي في نفس مستوى القتال لان المنفعة عامة اولا وثانيا هو عمل يحصن المناعة النفسية لجماهير تتوق للعدالة ولم تتعب من وظيفة التحرير لتكون ولتبقى أشرف الناس …
السلطةوالمال في دولة رأسمالية ذي اقتصاد حرّ اهوج ومتفلت لرجس من أعمال الشيطان والمصالح والرإسمال القذر فعلى من كان على وضوء الجهاد والنضال والكفاح والمقاومة أن يتجنبوهما فما اجتمع مال وسلطة بمقاومة او بحزب او بتنظيم او بتجمع او بتيار الا وكان الشيطان او من ينوب عنه في زرع الالغام الاجتماعية-السياسية-النفسية من اجهزة مخابرات لثالثهما…