الرئيسية / الملف السياسي / فلسطين المحتلة / أم البرهان في هذيان المهووس ليبرمان

أم البرهان في هذيان المهووس ليبرمان

نارام سرجون

درجت الكتب القديمة في الثقافة العربية على انتقاء عناوين لها سجع وطباق وموسيقا .. مثل “فتح الباري فى شرح صحيح البخاري” و كتاب “زاد المعاد فى هدي خير العباد” وكتاب “الإحاطة فى اخبار غرناطة” و “الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى” …و “الاقتصاد فى الاعتقاد .. و”كتاب “الذخيرة فى محاسن أهل الجزيرة” ..والعياذ بالله وأستغفر الله لي ولكم من أهل الجزيرة القطرية .. وحكام الجزيرة العربية ..

ولكن عندما سمعت تهديات وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان .. لاأدري لم أحسست بالرغبة في تأليف عنوان لكتاب ساخر من خمسمئة صفحة لأن شخصا تافها مثل ليبرمان لايمكن ان يكتب عنه الا الأخبار الساخرة .. رجل كان يعمل حارسا في ملهى ليلي يحرس العاهرات والراقصات واليوم يحرس الشرق الاوسط والحدود الشمالية لدولته ويهدد الجيش الأسطوري السوري .. وهو لايرى حدود كيانه الا كما كان يرى حدود العاهرات لحماية اللحم المعروض للبيع .. ولكنه بلغ من الوقاحة انه يريد منا أن نستأذنه في المدى الذي يمكننا فيه ان نسير في أرضنا .. ومتى نتوقف ومتى نشرب الماء .. ويريد منا أن نرفع اصابعنا كالتلاميذ النجباء كلما أردنا ان نستأذن في اطلاق النار على من يطلق علينا النار ..والغريب ان وزراء الدفاع الجدد في هذا الكيان الهزيل المسمى اسرائيل بعد رحيل جيل المجرمين كلهم يتبجحون بتهديدات لايقدرون عليها .. أو انهم فعلا على درجة عالية من الجهل بما لدى خصومهم ومالدى جيشهم من ثقوب دفاعية لدرجة انهم يطلقون تصريحات تنتهي بالكارثة على جيشهم .. فكلنا نذكر الصغير والصعلوك عمير بيريتس الذي وعد السيد حسن نصرالله وحزب الله انهم لن ينسوا في حياتهم اسم عمير بريتس .. وفي اليوم التالي كانت الدبابات الاسرائيلية مستلقية وجنازيرها كلحم في السماء كسيقان العاهرات وابراجها في تراب وادي الحجير وسبطاناتها مهشمة ومنكسرة ..

الجاهلون هم من يظنون ان بعض الغارات يمكن ان تعني قوة عسكرية .. لأن القوة الحقيقية كما بينت الحرب السورية الوطنية العظمى هي تقدير اللحظة الحاسمة والتوقيت الدقيق لاطلاق النار وفي الانسان المقاتل ذي الخبرة والتجربة .. والذي في سجله حرب سبع سنوات في وجه أعتى مواجهة في التاريخ بين كل قوى الاستعمار وقوى الشر وبينه .. والغشيم هو من يظن اننا لم نستعمل اس 300 لأننا لانملكه .. وربما يريد حارس الملاهي الليلية ان يجرب حظه كي لاننساه كما لم ننس عمير بريتس .. هذه المرة اذا أخطأ ليبرمان في تحليلاته ومعطياته وتأويلاته فان عليه ان ينتظر مواجهة مع أعتى وأقوى قوة برية في الشرق الأوسط .. الجيش السوري والجيش الايراني وجيش حزب الله .. وبقية الجيوش التي قد تنضم للمعركة ..

وضع الاسرائيليين مربك للغاية وينطبق عليهم قول (هم في حيص بيص) .. وهم لايقدرون على الحرب .. وتكرار التهديدات يدل على انهم لم يفلحوا حتى اليوم في الحصول على اي صفقة او وعد أو حتى رد من السوريين .. ولايبدو ان الروس معنيون بفرض اي نوع من الاحراج والضغط على السوريين ..

ويذكرنا الاسرائيليون بتهديداتهم للجيش السوري ورسمهم الخطوط الحمراء له بتهديداتهم لحزب الله عندما قرر أهل الجنوب اللبناني استثمار مياه نهر الوزاني لأنه نهرهم والمياه مياههم .. ولكن اسرائيل تريد ان يتدفق الماء من الوزاني دون ان ينقص قطرة لأنها كانت تريد بناء مشاريع في مصب النهر .. فأطلقت عددا لانهائيا من التهديدات والعنتريات بأنها لن تسمح وستقطع اليد التي تبني منصة ضخ على النهر .. وان من يفعلها سيندم .. وأنها ترى رؤوسا قد اينعت .. ولكن الحزب مضى بما هو ماض فيه دون تردد او تلكؤ أو مبالاة .. ولم تجرؤ اسرائيل على تنفيذ التهديد .. ولو برصاصة واحدة .. وذهب مسؤولو حزب الله ودشنوا مضخات المياه وتحدوا اسرائيل في وضح النهار ..

لطالما فكرت في عنوان لكتاب ليبرمان فيه سجع وطرافة مثل كتاب العلامة السيوطى ( الطرثوث فى فوائد البرغوث ) ..(اللطائف فى الكنافة و القطائف) ! فان لدينا الكثير من الاصدارات الظريفة التي تروي سيرة الفارس الجحجاح ليبرمان .. مثل “اللطائف في صد الصواريخ لا القذائف” .. وشرح “خير الوسائل في تجنب الملاجئ والرذائل” .. و “السيد ذو العمامة والفصل بين المقامة والقمامة” .. و “ام البرهان في تفاهة حارس الملاهي ليبرمان” .. و ” وعد الجربان ليبرمان بمنع تحرير الجولان” .. و” حارس الملهى .. والتهديدة الأبهى” ..
نصيحتي لليبرمان .. ان يصحو قليلا على الشرق الأوسط الجديد .. الذي أبيد فيه الجيش الارهابي العظيم الذي أرسلته اسرائيل وحلفاؤها .. الشرق الأوسط الجديد لايشبه القديم .. قد تنجو اسرائيل مؤقتا بغارة .. ولكن الحرب مع المحاربين ليست غارة وليست حراسة على ملهى ليلي .. بل هي الحرب .. شيء كبير لاتعرفه ياليبرمان ..شيء كبير جدا .. ووعدنا صادق جدا ..

عن prizm

شاهد أيضاً

الحرب على قطاع غزة أمام لحظة فارقة…

21 شباط 2024 أنطوان شلحت ليس من المبالغة القول إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *