الفارس الليبي
حين تفقد الفاعلية والأستقلال والسيادة ، تصبح مطمع للجميع ، بعد ساعات من زيارة حفتر ، زوجة رئيس تشاد تقول الكفرة لنا .. وبعد ساعات من عودة نواب من القاهرة محامي هاو يقول الجغبوب لنا .. وبعد قصف مجهول لدرنة ، إعلامي مأجور يقول نفط السدرة لنا .. وإيطاليا تقول القيادة في ليبيا لنا ، فرنسا تحدد موعد الأنتخابات ، أمريكا تحدد تبعية النفط …
مع أننا قوميين لا نعترف بحدود سايكس بيكو ، ونتمنى ان تزال وتتحقق وحدة الأمة ، ونستعيد القوة والمكانة والفاعلية ، ولافرق بين مصري وليبي وسوري ويمني ، كلنا أمة واحدة ، تتعرض لمؤامرة واحدة .. ومشكلتنا مع الهيمنة الصهيوصليبية فقط …
قال الأمين لكم عندما كنتم تشربون شاهي الحرية مع ليفي ( اذا جنود الناتو جو حيخشو بيوتكم و ما تقدر تقوللهم لا .. تره واحد راجل يقوله لا ما تخشش بيتي !! … … ايخش بيتك غصبآ عنك لانك انت ناديته يقولك انت قلتلي تعال و اني جاي بندخل بيتك )
ليس هذا فقط ، بل إذا أستمرت فبراير ، سنعود رعايا عند المستوطنين الفاشيين الذين كانوا قبل ثورة الفاتح يملكون المزارع والمحال والمصارف ، ونعود خدم في أسطبلات الخيول وحانات الخمر وجني الزيتون عند رؤوس المال الذين سيعودون ليحكموننا ، وتعود قواعد هويلس العدم والديقادوستا التي تتحكم في الأجواء والشواطئ ، وتنفذ فوق رؤوسنا المناورات العسكرية وقد تقتلنا كما قتلت معيتيقة .
قبل أن تغضب ، وتعقد حاجبيك ، وتشتعل حميتك ، وتطلق العنان للسانك ، تذكر أنك ( الفبرايري ) من قدمت نفسك وبلادك غنيمة عندما هتفت ( وين الناتو ، شكرا قطر ، كلنا كريس ، ليفي صديقنا ) وسمحت بأن يهتك بكارة بلادك كل جندي مرتزق ، وزنديق ضال ، وصليبي حاقد ، ورجعي متأمر ، وتقف طابور لأخذ صدقة من حمير الأمارات وقطر ، بل قبلت أن تكون شاهد عيان للجزيرة ، ومعطي إحداثيات للناتو ، وطاهي رز وبازين للمارينز ، وغلام مطيع لمراسلي الغرب وجواسيسهم ،، وأعتبرت ذلك نضال وثورة وشرف .
بأفعالك .. فقدت الهيبة والفاعلية والتأثير والكرامة والسيادة والحقوق .. وأصبحت بلا قيمة .. يفتشونك بالكلاب في المطارات .. يتركونك خارج قاعات المطار حتى وصول طائرتك .. يمنعونك من دخول أمريكا رغم أن أساطيلها تتحكم في سماء بلادك .. يصنفونك أرهابي ويجبرونك على نزع ملابسك في المطارات .. يقيمون جدار عازل على حدودك .. يرمون جوازك في الأرض .. يقبضون عليك من حجرة نومك ويقتادونك لمحاكمهم دون أن يعترض أحد .. يفصلون لك دستورك ورايتك ونظام حكمك وحتى ذوقك وهويتك ومعتقداتك ..
لاتغضب فالقادم أدهى وامر .. إذا لم تستفيق من غيبوبتك .. فالفراغ لابد أن يملئه الأخرين .. وللجوار أمن أقليمي .. وللغرب مطامع أستعمارية ..