الرئيسية / الملف السياسي / الوطن العربي / ما وراء القرار السعودي بوقف تحريك السفن النفطية من باب المندب؟ وهل التصعيد في البحر الأحمر رسالة إيرانية أم يمنية بإمتياز؟‼

ما وراء القرار السعودي بوقف تحريك السفن النفطية من باب المندب؟ وهل التصعيد في البحر الأحمر رسالة إيرانية أم يمنية بإمتياز؟‼

رأي اليوم

لم نتفاجأ بالقرار السعودي بوقف مؤقت لتحريك سفن النفط من باب المندب بعد ساعات من اعلان القوات البحرية التابعة لحكومة العاصمة اليمنية صنعاء استهداف سفينة سعودية قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر ، القرار السعودية كان يفترض أن يتخذ قبل قرابة العام عندما استهدفت سفينة نفطية مماثلة تابعة للسعودية
لسنا مع من يقول أن استهداف السفينة هي رسالة إيرانية مباشرة وتأتي ضمن التصعيد الأمريكي السعودي من جهة وإيران من جهة مقابلة ، ونحن نقول ذلك استنادا لعدة معطيات
الأولى أنها أي استهداف سفينة سعودية ليست الحادثة الأولى بل سبقها تدمير أكثر من سفينة خلال العام الماضي وكان لايزال الإتفاق النووي مع ايران جاريا ولم تنسحب منه الولايات المتحدة الأمريكية
وثانيا سبق وأن هدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد حركة أنصارالله صراحة باستهداف السفن السعودية بل وموانئها إذا ما أقدم التحالف الذي تقوده باستهداف الحديدة الساحلية غرب اليمن والسواحل الغربية ، التصريحات نفسها كررها الرئيس الراحل الشهيد الصماد في أكثر من مناسبة
القرار السعودي ذو وجهين ، الوجه الأول ، المخاوف الفعلية من استمرار استهداف السفن السعودية لايقاف التصعيد الذي تقوده وحليفتها الإمارات منذ أشهر ويستهدف مدينة الحديدة
الوجه الأول وهو الأهم ، الضغط على واشنطن وعواصم اوروبية اخرى لمساعدة التحالف في الهجمة على الحديدة بعد فشل الجولة الاولى من العمليات العسكرية التي منيت بخسارة كبيرة وانحسرت المواجهات إلى مناطق في أطراف محافظة الحديدة واتخذت استراتيجية عسكرية قد تستغرق سنوات حتى تحدث تغييرا كبيرا في المعطيات الميدانية
السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الجزئية إلى اي مدى ستتجاوب هذه الدول أقصد امريكا وبريطانيا وفرنسا وربما دول اخرى تحلق بها لهذا الضغط السعودي الجديد ؟
القرار السعودي بلا شك سيجعل الكثير من الدول ومن بينها امريكا ودول اوروبية تتخلى عن المخاوف من الاضرار الانسانية الصعبة التي ستحلق بملايين المواطنين اذا ما تصاعدت العمليات العسكرية باتجاه مدينة الحديدة وبالتالي تمنح الضوء الأخضر مجددا وربما ترفع من حجم المساعدات لعمليات عسكرية متوقعة لاستهداف الحديدة وهذه المرة تحت عنوان حماية السفن السعودية واستمرار ضخ النفط وحماية الممرات البحرية ، بالإضافة إلى ربط هذا التصعيد بالرد على ايران .
دعونا نناقش بوضوح هذه النقطة ، إذ أن التصعيد المتوقع على الأرجح لن يوقف التهديد بل سيضاعفه وسيحول البحر الأحمر وباب المندب إلى ساحة حرب واسعة ، وليس من المنطقي تجاهل قدرات اليمنيين من الجيش واللجان الشعبية والقوات البحرية التي تقاتل ضد التحالف وضد أي تدخل عسكري خارجي ، وستتحول الحرب إذا ما دخلت إليها أطراف دولية بصورة معلنة ، ستتحول لصالح أنصار الله وحلفائها بإعتبارهم يدافعون عن بلادهم
الأمر الآخر وهو المهم ، أن الحملة العسكرية السابقة لم تفشل بسبب المخاوف من إلحاق أضرار بالوضع الإنساني ، بل لأنها ووجهت عسكريا بقوة لم تكن تتوقعها ، فالحديدة تعتبر عصب الحياة للقوى التي تواجه العدوان السعودي الأمريكي وبالتالي فلن يتم التخلي عنها بسهولة وهذا ما يؤكده السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ثلاث خطابات متتالية
ليس منطقيا أيضا التقليل من الوضع الصعب الذي يعيشه التحالف وخاصة اذا وصل إلى نقطة مسدودة في مسار تحشيده قوى جديدة لإشراكها في عملياته في الساحل الغربي وباتجاه الحديدة تحديدا ، فهذه المرحلة تمثل نقطة ارتكاز لمسارين قد يحددان مصير الحرب على اليمن ، فإما تصعيد المواجهات والعمليات العسكرية وإدخال قوى دولية جديدة بصورة فاعلية وهذا المسار بكل تأكيد لا يعني كسب الحرب لصالح التحالف ، أو أن تتجاوب السعودية مع المخاوف الفعلية وتخفف وربما تنسحب من الصعيد في السواحل اليمنية وبالتالي العودة لتنشيط المسار السياسي ونحن نعتبر هذا لمصلحة السعودية من جهتين ، الخروج من المستنقع اليمني الذي أنفقت فيه مليارات الدولارات ودون أفق مشجع للحسم العسكري ومن جهة ثانية الذهاب نحو الإستقرار وخاصة أنها بحاجة لتنفيذ برنامج عشرين ثلاثين الذي يحتاج إلى وضع أمني مستقر في السعودية ومشجع للمستثمرين
لقد بات ملاحظا التركيز اليمني على ضرب الاقتصاد السعودي من خلال تكرار استهداف عصب الاقتصاد السعودي أرامكو سواء بالصواريخ الباليستية أو من خلال استخدام الطيران المسير على غرار العملية التي استهدفت أرامكو في العاصمة السعودية الرياض ، وهذا الاستهداف سلاح ذو حدين فهو يرهق السعودية اقتصاديا ومن جهة اخرى يزيد من تخوف المستثمرين الذين تحتاج إليهم السعودية بصورة عاجلة لتنفيذ برنامج محمد بن سلمان .
كاتب صحفي يمني

الإعلام الشعبي التوعوي:

عن prizm

شاهد أيضاً

التنمية بعيدا عن التبعية حلم بعيد المنال..!

4 تشرين الأول 2023 د.محمد سيد أحمد* ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن التنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *