أكد خبير الشؤون العسكرية ومدير تحرير جريدة “الأهرام” المصرية، جميل عفيفي، أن تصنيع مصر لفرقاطة جديدة بأياد مصرية يمثل نقلة نوعية في البحرية الوطنية.
وأشار خبير الشؤون العسكرية في تصريحات خاصة لـRT، إلى أن هذه الفرقاطة من ضمن 4 فرقاطات طراز “غوويند”، تعاقدت مصر عليها مع فرنسا، منهم واحدة تم استلامها العام الماضي، وكان الاتفاق أن يتم تصنيع الفرقاطات الأخرى في مصر بإشراف فرنسي.
وأوضح عفيفي أن السفن بالكامل تم تصنيعها في شركة الترسانة البحرية المصرية في الإسكندرية، شارك فيها 2100 مهندس وعامل مصري، قائلا:” بالطبع التكنولوجيا المتواجدة داخلها من فرنسا وتم نقلها إلى مصر، وهذه هي أهم خطوة استطاعت مصر تحقيقها في الفترة الماضية.”
وقال:” تسمى هذه السفن بـ”قرويطة”، وهي أصغر من الفرقاطة بشكل بسيط في التسليح والمهام وفي مواصفات معينة، وأهم ما يميزها أنها شبحية قادرة على أداء المهام في البحار ولا تستطيع ردارات الأقمار الصناعية والسفن الأخرى رصدها، مثل الطائرات الشبح التي لا يمكن رصدها، وتستطيع القيام بمهام كبيرة في البحر مثل ردع هجمات السفن المعادية، لأن مصر تواجه الآن حربا إرهابية غير نظامية ، تستخدم فيها السفن لنقل الإرهابيين من دول إلى أخرى ويتم تأمينهم عبر مخابرات دول كبرى في البحر.”
وتابع:” منطقة الشرق الأوسط أصبحت الآن فوق فوهة بركان، وتوجد تهديدات من جميع الاتجاهات الاستراتيجية، ومصر مساحتها كبيرة على البحرين المتوسط والأحمر، ولها دور كبير جدا في تأمين البحر المتوسط نظرا لوجود أزمات في الجزء الغربي من ليبيا، ولا توجد قوات بحرية أو حرس حدود في ليبيا قادرة على السيطرة على الوضع.
على الجانب الآخر البحر الأحمر تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس ومنع محاولات القرصنة، والتصدي لمحاولات السيطرة على باب المندب.”
ونوه خبير الشؤون العسكرية المصري بأن بلاده طورت في المرحلة الماضية من تسليحها لمواجهة أي تهديدات من هذا النوع، بالإضافة للدفاع عن المصالح الاقتصادية في البحر المتوسط مثل حقل ظهر وحقول أخرى منعا لتعرضها لأي أعمال عدائية، والسفن الحربية المصرية قادرة على ردع أي اعتداء.
وأكد عفيفي على وجود نقطة مهمة أخرى، وهي مواجهة الهجرة غير الشرعية التي تهدد دول شمال المتوسط ، وتهريب المخدرات، لذلك تلجأ الدول للقطع الحربية الصغيرة لأنها أسرع في أداء المهام وأقدر من القطع الكبيرة التي تحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى أهدافها.
فرقاطة غوويند المصريةRT
وحول تنويع مصادر سلاح الجيش المصري، شدد خبير الشؤون العسكرية المصري أن بلاده بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل، والمعونة العسكرية الأمريكية التي تقد بمليار و200 مليون دولار، حصرت مصر نفسها بشكل كبير في التسليح الأمريكي، وهذا يؤثر سلبا على القدرة العسكرية المصرية، لأن الغرب وأمريكا هدفهما الأول هو التفوق النوعي والكمي للسلاح بالنسبة لإسرائيل.
وقال:” لذلك كانت أمريكا تعطي السلاح لمصر من الطرازات القديمة مثل طائرات “إف – 16″ الغير مزودة بالتكنولوجيا الحديثة، وكان الجانب المصري يحاول تزويدها بالتكنولوجيا بعد استلامها.”
وأشار إلى أنه بعد ثورة 25 يناير وخاصة ثورة 30 يونيو، بدأت أمريكا في الضغط على مصر بالمعونة، ولكنها أصبحت تفتح مجالات أخرى بداية مع روسيا لتعويض النقص النوعي المتواجد واستطاعت التفوق، بالإضافة إلى أن التنوع مهم لأن كل دولة تتميز بسلاح معين، مثلا فرنسا تتميز بحاملات المروحيات، وألمانيا تتميز بالغواصات، وروسيا تتميز بأنظمة الدفاع الجوي، واستطاعت مصر تنويع مصادر أسلحتها وفق استراتيجية التسليح الخاصة بها.