يتسائل ” روبير سوليه ” ألم تدفع مصر ثمناً باهظاً جداً لمجرد إسترجاع سيناء ؟!!
استقالة 4 وزراء خارجية مصريين لعدم موافقتهم على تنازلات السادات وعلى اتفاقية العار
كيسنجر كتب في مُذكراتهِ أنهُ كان مُتعجباً مما يفعلهُ ” السادات ” وكأن مصر ومن فيها هي مزرعة ملك لهُ وحدهُ
كيسنجر : “أنني كنتُ أستطيع تحقيق مكاسب أكبر وأفضل كثيراً لمصر ولكن “السادات” فاجئنا بضخامة التنازلات لمصلحة “عدوهُ” ولا أدرى كيف ولماذا فعل “السادات” ذلك؟”
الـ CIA : “السادات يعمل وحده دون استشارة أحد من مساعديه وهو رجل مغرور جدا وهو منتفخ جدا ويعتبر نفسه أكبر مخطط استراتيجي في العالم وهو مستعد لتقديم تنازلات أكثر مما نتوقع”
يقول ” روبير سوليه ” وهو صحفي بجريدة ” لوموند ” الفرنسية المشهورة وتأتي أهمية الكتاب لأنهُ صادر بقلم صحفى شهير لا يبحث عن مجد ولا شهرة، وليس طامعاً في وسام من أي نظام٠
يقول أن شهادتهِ هذهِ هي نتيجة سنوات من البحث والتدقيق ، ومن خلال وثائق سياسية لها علاقة بمعاهدة السلام المزعوم مع ” العدو الصهيوني ” ومن عجائب المفاوضات أن ” السادات ” بدأ يعمل وحدهُ دون إستشارة مساعديهِ حتى أن المخابرات المركزية الأميركية وبعد دراسة مستفيضة عن “السادات” وسلوكهُ الشخصي قدمت الدراسة للرئيس ” جيمي كارتر” أبلغتهُ فيها أنه بعد البحث والتقصي فإننا نستطيع أن نقول أن
” السادات ” رجل مغرور جداً وفوق أي وصف حيث يعتبر نفسهُ أكبر مُخطط إستراتيجي في العالم، كما وأنهُ على إستعداد تام لتقديم تنازُلات أكثر مما نتوقع ، فهو مُنتفخ جداً ويعتبر نفسهُ أيضاً مُفكراً إستراتيجياً لا يتكرر في التاريخ ٠
حتى أن ” كيسنجر ” قد كتب في مُذكراتهِ أنهُ كان مُتعجباً مما يفعلهُ ” السادات ” وكأن مصر ومن فيها هي مزرعة ملك لهُ وحدهُ ، وقال أنني كنتُ أستطيع تحقيق مكاسب أكبر وأفضل كثيراً لمصر ولكن “السادات” فاجئنا بضخامة التنازلات لمصلحة ” عدوهُ ” ولا أدرى كيف ولماذا فعل ” السادات ” ذلك؟٠
كما ووصف ” كيسنجر ” السادات ” بأنهُ أغبى رئيس دولة قابلهُ في حياته. ويصف ” روبير سوليه ” أن أكبر تنازلات ” السادات ” كانت زيارتهِ ” للأرض الفلسطينية المحتلة ” لأنها تعني إعترافاً مصرياً كبيراً وغير مشروط بالدولة اليهودية وسيادتها على ” فلسطين ” المحتلة !٠
وكانت التنازلات وكأنها الهدايا المُزمع تقديمها من ” السادات ” لأعدائهِ ، فمنذ أن وطأت أقدام ” السادات ” أميركا فإنهُ أظهر للرئيس ” كارتر ” بأنهُ يراهن عليه ، كما وسعى ” السادات ” لأن يجعلهُ حليفاً وليس حكماً كما يريد ” كارتر ” كما وأبلغ ” كارتر ” بأنهُ لم يأتي للتفاوض ولكنهُ أتى لكى يُوقع إتفاقية للسلام ، وأنهُ يحمل خطة شاملة كما وأنهُ مستعد لتقديم تنازلات لم تخطر حتى ببال أعدائه الصهاينة٠
عندما بدأ ” كارتر ” في قرائة خطة ” السادات ” وقد تعجب كثياً للكمية الكبيرة والذي قدمها ” السادات ” لأعدائهِ من التنازلات الأستراتجية المُهمة والذي لم يحلم بها القادة الصهاينة في تاريخهم ، كما وطمّن ” السادات ” كارتر ” بأنهُ على إستعداد تام لأي تنازُلات أُخرى ومُستعد لتعديل خطتهِ فوراً وبقبول أي إقتراحات البيت الأبيض ، كما وهمس ” السادات ” لكارتر ” بأن ذلك يجب أن يبقى سراً .
ويُضيف ” روبير سوليه ” أن ” السادات ” كان يُفضل ” عزرا وايزمان ” عن ” بيجن وموشى دايان ” وكان ” السادات ” يقول للمُقربين منهُ أنهُ لا يمكن أن يكون ” وايزمان ” يهودياً ، بل إنني أعتبرهُ أخي الأصغر٠
في ١٧ سبتمبر ١٩٧٨ تم التوصل النهائي حيث كانت هناك إتفاقيتين الأُولى كانت تنص على إنسحاب صهيوني تدريجي من ” سيناء ” ومُعاهدة للسلام بين مصر والعدو الصهيوني ، والثانية تنص على إنشاء حكم ذاتي إداري في غزة والضفة الغربية في خلال خمس سنوات ، وقد تم إستثناء ” القدس ” من تلك النصوص٠
وقبل أن يطيروا ” السادات وبيغن وكارتر ” إلى واشنطن لتوقيع الإتفاقية هناك دون أن يكون هناك وزيراً مصرياً للخارجية بعد إستقالة أربعة من وزراء خارجية مصر لعدم موافقتهم على ما توصل إليه الأطراف الثلاثة. لقد خدع ” بيغن السادات ” وإنتزع منهُ إعتراف مصري بدولة العدو الصهيوني بدون أي مقابل بتاتاً !!! ولكن تمت توقيع معاهدة السلام كما أرادها قادة العدو الصهيوني بمساندة أميركية كبيرة ، ونصت المُعاهدة على إنهاء حالة الحرب وإعادة سيناء للسيادة المصرية والتى أصبحت منطقة ذات طابع عسكري وتكون الإعادة على مراحل خلال ثلاث سنوات وبتعهد مصر والعدو الصهيوني وأن يعيشا في سلام ضمن حدود آمنة ومُعترف بها، ويكون بين البلدين علاقات دبلوماسية وإقتصادية وتجارية وثقافية وكل هذا يعني أن العدو الصهيوني والمُواطنون الصهاينة سيتمتعون بحرية المرور عبر قناة السويس
ويتسائل ” روبير سوليه ” ألم تدفع مصر ثمناً باهظاً جداً لمجرد إسترجاع سيناء؟ ويصف الصحفي الفرنسي الكبير أن ما حدث بين مصر و وأعدائها هو بشكل أساسي صلحاً مُنفرداً ، كما ويُشير ” بطرس غالي ” الذي كان ضمن وفد ” السادات ” لهذه المباحثات في مُذكراتهِ قائلاً أن ” هنري كيسنجر ” وهو الثعلب السياسي الأميركي المخضرم قد همس في أذن السفير الأميركي بالقاهرة قائلاً لهُ لماذا وقع ” السادات ” هذه المعاهدة وكنت أستطيع أن آتيه بأفضل كثيراً مما يظنها مكاسب .
نعم إن ” السادات ” هو أكبر كذبة في تاريخ مصر والأمة العربية