ادريس هاني
سقط القناع..وثورة الرّعاشيش بادت..هي الخدعة..هي التّفاهة..هو الإرهاب يبلغ بابه المسدود في سوريا..إدلب التي باتت مرتعا لكل مخابرات العالم وفرق العمليات الخاصّة..إدلب هي آخر قناع.. لقد كانت تحت عين القيادة السورية التي تفرض توقيت المعركة القادمة..ساقت الجرذان عبر حافلات فرّارة..جمعت كلّ النذالة الإرهابية في إدلب، وها قد جاء يوم الحساب..سيتساءل المرجفون: وماذا بعد؟ لا بعد الإرهاب من بعد..افتحوا حدودكم؟ انتهت الحكاية..سيموت الإرهاب ويُقبر..ولكن لم كلّ هذا الضجيج؟ إنه لعبة التشويش..إذا لم ينج الإرهابيون بجلودهم فلا بدّ أن نهرّب ما بين أيديهم من مسروق..فسراق الله نهبوا كل المصارف والبيوت التي وضعوا عليها أيديهم..لقد حوّلوا كل بلدة إلى مغانم..إنهم بملكون ثروة كبيرة..وأوردوغان الذي فكك مصانع حلب وهرّبها هو اليوم يتحرك بأرتاله ناحية الحدود..هذه المرة عيونهم على أطنان من الذهب..يريد أن يحلّ مشكلة سقوط الليرة بالذهب السوري المسروق..نسرق منكم الذهب ونمنحكم الديمقراطية والفقر والتقسيم..في إدلب تكاملت الأصوات وتناغمت – ألا يدل على وحدة الهدف؟! -..الإرهابيون يحفرون الأنفاق وينشؤون الدّشم بينما القوة الناعمة للإعلام المضلل تخرج عديد الأطباء الذين يطالبون المنتظم الدولي لحماية ساكنة إدلب من أي حرب؟ وكيف يكون تحرير جزء من التراب الوطني من أيدي المسلحين من دون حرب؟ هل يستطيع هؤلاء الأطباء الذي يرفعون أعلام وطن بديل – علم المعارضة – أن ينظموا وقفة احتجاجية ضد المسلحين في إدلب؟ هل يعتبرون سنوات من العيش تحت سلطة النصرة عيشا طبيعيا؟ ولكن كلما وصل الجيش العربي السوري إلى بلدة وحررها خرج الشعب كأسرى من يد إمارات القاعدة ورفعوا شعار الوطن بصورة غير ملتبسة..هذه الخرجات المفبركة تحت رعاية النصرة تتكامل مع المسرحية التي تعدها الخود البيضاء وهي مسرحية دامية ورهيبة عبر اختطاف الأطفال، عملية تشبه المتاجرة في الأعضاء البشرية..هذه الخرجات يسميها أمثال برهان غليون المثقّف الذي يعاني من التهاب مزمن في المفاصل المفهومية، تسمّى: ثورة..إنهم يحلمون..فما يفعله الجيش العربي السوري منذ 8 سنوات هو ثورة حقيقية ضدّ المؤامرة..إنّ منطق ما يسمى بالمعارضة والمسلحين وإسرائيل وكل خصوم سوريا هو شيء واحد..كل ما يقع من تخريب هو بسبب النظام..ماذا تفعل إسرائيل فوق الأجواء السورية وأيضا على الأرض من خلال استخبارات صهيونية في مناطق تواجد المسلحين؟ إسرائيل تخترق الأجواء وتقتل جنودا روس، وهي اليوم في وضعية سيّئة لا تقل سوء عن وضعية معارضة خارجية تعتمد الحقد برنامجا لها في مواجهة النّظام..قالوا إن النظام لم يحارب في الجولان – المغالطة السمجة – بينما اكتشفنا أنهم ينسقون مع إسرائيل لمنع الجيش العربي السوري من الاقتراب من حدود الجولان المحتلة..لقد قدمت الثورة المزعومة برهانين: برهان غليون وبرهان على أنّها طابور خامس للاحتلال..
إدلب هي آخر جولة في هذه اللعبة..خصوم سوريا اعترفوا كما فعل الإمير المخلوع – حمد بن جاسم- هين قال قبل أيّام بأنّ الأسد انتصر..وبالتأكيد هو تأخّر للاعتراف بذلك..ولا جديد في أن الأسد سينتصر: قلناها لهم فور بدأ المعركة..لكنه يرى بأنه كيف سيبقى في الحكم وهناك ملايين مشردين؟ هنا تكمن مغالطة أخرى؟ من أخرجهم من ديارهم؟ من منحهم حلم الإطاحة بالنظام من أجل مكاسب كلّ بحسب ما يمتلك من أحلام اليقظة؟..السؤال هو : ما هو مصير الطابور؟ وهل الأسد مسؤول عن غباء الخونة؟ سوريا لا زالت تستقبل النازحين من الشعب ، كما أنها طبقت برنامج مصالحات انتهى بتسليم العديد من المسلحين أسلحتهم وهم في إطار الإدماج، كما لازالت الدعوة قائمة لعودة النازحين وللمصالحة لمن لم يتورط في جريمة قتل المواطنين..
إن تحرير التراب السوري من الإرهاب هو في نظر خصوم سوريا عدوان..عدوان على من؟ على ألوف الإرهابيين الذين تجمعوا في تلك المنطقة في انتظار إعلان نهاية المسلسل؟ البكاء على الديّار..النزوح الكبير للإرهاب..لكن ما الذي يحدث بالفعل في إدلب؟
إنّ في يد هؤلاء المسلحين منذ عثوا في الأرض السورية فسادا بسبب التمكين الدولي والإقليمي لهم، يوجد 22 طن من الذّهب..حصيلة مسروقات المصارف العامة وأموال الشعب والبيوت..و3 مليار دولار بعد أن كانت 7 مليارات كما تنسب المصادر إلى تقدير وكالة المخابرات في بلجيكا التي ترصد حسب تلك المصادر تحركات الإرهابيين عبر العالم..كانت المدرعات والشاحنات التابعة للمسلحين وكذا الجيش التركي تنقل ذلك المبلغ الكبير في محاولة لتهريبه إلى تركيا..قامت عشرات الطائرات الروسية منها 8 طائرات سوخوي بضرب المسافات الأمامية والخلفية للقوافل وتم قتل كل الجماعات المسلحة المتطرفة..تذكر المصادر بأنّ الطائرات التركية لم تستطع التدخل نظرا لكثافة الطيران الروسي..في تلك الأثناء توجه سرب من طائرات هليكوبتير الروسية الضخمة – 30 طائرة – تحمل عددا من الجنود قاموا بنقل الذهب والأموال إلى قاعدة حميميم الروسية..سيتم تسليم 22 طن ذهب للمصرف المركزي السوري وهو ما سيساهم في دعم الليرة السورية بعد أن كان الهدف تهريبه إلى تركيا ودعم الليرة التركية..هنّأت القيادة الروسية سوريا بنجاح هذه العملية التي استغرقت 13 ساعة بينما عبرت الخارجية التركية بأن لا علاقة لها بهذه الأموال والكمية من الذهب الذي كان يسلك خطّ إدلب-تركيا..هذه المعلومات التي أوردناها هنا مفصلة كما وردت في بعض المصادر هي ضربة للمسلحين في إدب..هم يدركون أنّ معركة إدلب آتية لا ريب فيها..وبأنها آخر شوط في هذه اللعبة..ومن الطبيعي أنّهم يعملون أولا على تهريب هذه المسروقات..والوجهة معروفة سلفا..فالمستفيد اقتصاديا من الحرب على سوريا يهمّه مراقبة آخر الترتيبات..الغريب أنّ كلّ هذا النهب المنظّم للثروة السورية ونشاط مافيا المسلحين في إدلب يسمّى في وسائل الإعلام المنحازة – بل المتورطة في هذه الحرب بقرار دولي وإقليمي فرض دفتر تحملات على السياسة الاعلامية الدولية والإقليمية – بالثورة..وهناك أغبياء على امتداد الفوضى الخلاّقة يبكون من أجل مسلحين يمتلكون أطنانا من الذهب ويحاربون كميركونتيليين ملتحيين…هل هي ثورة أم عورة؟ طبعا بالنسبة لمعجم الحرب النّاعمة هي ثورة..الهدف اليوم هو ربح الوقت والتشويش وحماية ظهر الهاربين..ستُحرر إدلب رغم كل محاولات حماية ظهر المسلحين..لقاء سوتشي هو الوجه الديبلوماسي للحرب القادمة
وهي كما سيرى العالم ستسقط في أقلّ وقت ممكن بخلاف كل تهويل الإرهابيين..ستسمعون حينئذ اعترافات الساكنة وماذا كانوا يعانون من تسلّط قوى التطرف..سيدخلها الأطباء الوطنيون والصحافة..وحينئذ سيقول الشعب كلمته الحقيقية..لا بدّ من تحرير إدلب..سوريا تقوم بواجبها الوطني…
ادريس هاني: