فراس ياغي
من حق كتائب المقاومه أن تقول ما تراه مناسبا من حيث طبيعة الاشتباك الذي حدث والرد المحسوب والوازن والمتحكم بمجريات العملية العسكريه بحيث ظهرت المقاومه وعبر الغرفه المشتركه أكثر هدوءا وقد قادة المعركه بإقتدار من حيث طبيعة الرد العسكري الصاروخي والعمليات النوعيه التي تم بثها اعلاميا وعلى الشاشات، ومع ذلك فالحقيقه وفقا للمنطق اعلاه تبقى مجرد وصف لجانب واحد من الواقع، خاصة أن الامور العسكريه هي لغة سياسية عنيفه، وجيش الاحتلال لديه إمكانيات هائله لتُدمر وتقتل ولكنها لا تحسم معركه بدون وضع هدف الاحتلال التام لقطاع غزه وما يعني ذلك من خسائر فادحه وتخريب ان لم يكن تدمير للمشروع الصهيوني والذي عبر عنه شارون بإنسحابه من غزه، مشروع بَلعْ القدس وضم الضفه الغربيه تدريجيا وجعل قطاع غزه كيان فلسطيني تحت رحمة الاحتلأل وفي سجن كبير ومحاط ومسموح له بحرية الحركه المُراقبه بشده عبر البحر والبر والجو، وفي اي لحظه يغضب المحتل يقطعها ويعيد حصاره، وهذه سياسة السجن، إعطاء الأسير بعضا من الحقوق، وحين يحتج يعاقب وبسحبها، ليطالب الأسير بإعادتها، وهكذا هي لعبة السياسه الاحتلاليه.
أما الجانب الآخر من الواقع فهو على شواطيء الخليح حيث التطبيع العلني بدأ ومن الخطأ وقفه الآن كنتيجه لمعركه يكون فيها الدم الفلسطيني في غزه هو العنوان مما قد يجلب تحركات عربيه وفلسطينيه ستحرج الجميع بل قد تؤسس لانتفاضه فلسطينيه في الضفه الغربيه.
المشروع الصهيوني كان هو خيار نتنياهو والمؤسسه الامنيه حيث كان للموساد حضور، في حين خيار ليبرمان كان شخصي وانتخابي، وفي السياسه المباديء ليست هي الحكم في الدول الرأسماليه وحتى القانون الدولي يتم ضربه بعرض الحائط حين يتعارض مع مصالح هذه الدول، والمشروع الصهيوني بفصل غزة عن جناحها في المحافظات الشماليه هو أساس أي معركه مع غزه كشعب وكمقاومه، وأيضا التحالف العربي- الاسرائيلي فيما سمي بالناتو الشرق أوسطي في مواجهة إيران لها الافضليه على معركه سيعقبها تهدئه محققه لأن لا احد يريد غزه، كما أن مراكز الابحاث الغربيه والاسرائيليه لم تجد بديل أمني لحماس في هذه المرحله قادر على السيطره وضبط غزه كما تفعل حماس، عدا عن التوجهات الإستراتيجيه لدى المؤسسة الأمنيه الإسرائيليه والمرتبطه بجبهة الشمال بعد إنتصار محور إيران في معركته ضد الإرهاب وعلى رأسه “داعش”.
إن النصر الحقيقي ليس بتفجير باص أفرغ حمولته من الجنود على أهميته في المعركه والتي جاءت كرساله لقدره المقاومه، إنما النصر الحقيقي يكون بإفشال المشروع الصهيوني والتنازل لتحقيق الوحده الوطنيه والشراكه الوطنيه بما يؤسس لبرنامج وأهداف وآليات قادره على مواجهة كافة المشاريع السياسيه الهادفه لتصفية القضيه الفلسطينيه وفصل قطاع غزه وجعله الكيان الفلسطيني.
مع ذلك من حق المقاومه والشعب في غزه أن يحتفلوا بما تحقق، ولكن المنطق الوطني يجب أن يكون هو السائد والغالب بحيث تعي الاطراف جميعا في غزه ورام الله أن من يدعي الوطنيه، ويدعي أنه يحارب مشاريع التسويه والتصفيه، عليه بالوصفه السحريه وهي الشراكه الوطنيه والوحده، وغير ذلك هو تساوق مع هذه الخطط ومع المشروع الصهيوني، الكل يتحمل المسؤوليه وعلى غزه المحاربه والمقاتله أن تكون الأنضج وتسعى للوحده والشراكه والضغط بكل قوة لتحقيق ذلك، وعلى غزة الوطنيه والفلسطينيه أن تحرج أصحاب التمكين، بتمكينهم كسلطه وفق مفهوم الشراكه وعبر تطبيق كافة الإتفاقات السابقه، وبغير ذلك فقد يؤسس هذا النصر لمخاطر كبيره تكون مواجهتها صعبه أمام الإحتياج الإنساني الكبير لشعب المقاتلين في القطاع الحبيب.
المصدر: وكالة سما الإخبارية