الرئيسية / الملف السياسي / فلسطين المحتلة / المس بقدسية جوهر الدين المسيحي هي قمة العنصرية الصهيونية

المس بقدسية جوهر الدين المسيحي هي قمة العنصرية الصهيونية

عدنان علامه

إنتظرت ردا من السلطات الروحية المحلية أو الفاتيكان أو الكنيسة في روسيا على تطاول الكيان الغاصب على قدسية السيدة مريم وعلى نبي الله عيسى المسيح عليهما السلام لدى اتباع الأديان السماوية من خلال أعمال “متحف الفنون في حيفا” ؛ وللأسف كان الرد الوحيد والمشرف من نيافة المطران عطا الله حنا حيث اعتبر الأعمال بعد معاينتها إساءة كبيرة لرموز الديانة المسيحية وتمس جوهر العقيدة المسيحية .

ولتبيان فداحة ما أقدم عليه الصهاينة من المس بقدسية السيدة مريم العذراء ونبي الله السيد الميح . رأيت أنه من واجبي الإنطلاق من كتاب الله سبحناه وتعالى ؛ فانتقيت بعض الآيات التي تبين مكانة السيدة مريم عليها السلام عند الله:-

{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ } ( آل عمران -الآية 42)

وأما مقام نبي الله عيسى فهو في الآية الكريمة :- {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } ( آل عمران45).

فالله سبحانه وتعالى طهرها واصطفاها على نساء العالمين وأما نبي الله المسيح عيسى فهو وجيها في الدنيا والآخرة . وأما شذاذ الآفاق من الصهاينة فقاموا بالمس بهاتين الشخصيتين العظيمتين عن سابق إصرار وتصميم .
.
إني أعتذر أشد الإعتذار عن عرضي لبشاعة ما ارتكبوه ؛ ولكني مضطر إلى ذلك لإثبات الخطيئة التي ارتكبها الصهاينة بحق آيتين من آيات الله . فقد فجر الصهاينة حقدهم وأثبتوا عنصريتهم المطلقة لكل من هو غير صهيوني . فالصهاينة يتسترون بالدين اليهودي للإساءة إليه قبل الإساءة لجوهر الدين المسيحي. فهذا العمل هو نتاج مدارسهم التلمودية التي تعلمهم بأن العربي الجيد هو العربي الميت . وأن كل من هو غير يهودي فهو عبد وخادم لهم وأنه “غوييم”. إنها قمة هرم العنصرية ويتهمون غيرهم بها .

إن هذا العمل المشين والخارج عن كل الأعراف والقوانين الأخلاقية والإنسانية والدينية هم عمل مدان بكل المعايير الإنسانية والدينية . وهو أمر دبر في ليل وليس وليد الصدفة نهائياً لأنه يصب في خانة التأكيد على قومية الكيان الغاصب فلا يوجد أي دين غير اليهودية . ويجب محاسبة من قام بالإساءة فاعلاً أو محرضأً أو داعماً . ولا بد من التذكير بقول الإمام علي عليه السلام :- “الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ” .

وبناء عليه فإن عدم محاسبة من أساء للقيم المسيحية في متحف حيفا للفنون سيشجعهم حتما لخرق المزيد من القيم الدينية والأخلاقية .

آمل أن تنتفض أعلى السلطات الروحية في الفاتيكان وروسيا للمطالبة الفورية بإزالة كل ما يسيء إلى العقيدة المسيحية فورا ومحاسبة من قام بهذه الأعمال المشينة . لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس . ومهما كان حجم المصالح التجارية مع الكيان الغاصل فيجب أن تسقط أمام تخطي الخطوط الحمر ؛ وقد تم تخطيها .

وإن غدا لناظره قريب

عن prizm

شاهد أيضاً

اسرائيل في عدوانها على غزة: اخفاق عسكري وخسائر متعددة العناوين

27 آذار 2024 أمين حطيط* بعد مضيّ ما يكاد يلامس الستة أشهر من بدء العدوان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *