عدنان علامه
أمريكا تنتقل إلى الخطة “ب”بعد أن فشلت أدواتها من الإرهابيين في تقسيم سوريا . فترامب كما نعلم جميعا ليس جديرا بإدارة أمريكا وهو بارع في خلق الأزمات في أكثر من بقعة في العالم نتيجة جنون عظمته . فهو يدير الحكم من خلال التغريدات . وهو يحن دائما إلى تاريخه كونه رجل مافيا بامتياز . فهو يتصرف وكأنه كالبلطجي الذي يهابه الجميع ویتخیل بأنه لا يستطيع أحد مواجهته أو عصيان أوامره .
فكما هو ثابت فان الإرهاب هو تفقيس الإدارات الأمريكية المتعاقبة لصرف نظر جبهة محور المقاومة عن مواجهة العدو الصهيوني . وفي أدبيات التكفيريين صرحوا علانية عن دعمهم المطلق للكيان الغاصب . وقد لاح التنسيق مع الإرهابيين من خلال تقديم الكيان الغاصب خدمات الإستشفاء لجرحى الإرهابيين في مستشفيات الكيان الغاصب. وقد تجلى الدعم غير المحدود للإرهابيين من خلال أمر ترامب المباشر لنتنياهو بتأمين نقل أكثر من 400 عائلة من الخوذ البيضاء الإرهابية عبر فلسطين المحتلة إلى الأردن لترتيب سفرهم إلى أوروبا بعد منحهم اللجوء السياسي بناء على أوامر ترامب شخصياً .
ووصلت الوقاحة الأمريكية سابقا ً بأنها طلبت من دي ميستورا العمل على منح الحكم الذاني للمسلحين الإرهابيين في حلب . وقد نفذ دي ميستورا بغباء أوامر سيده متناسيا بأن سوريا دولة ذات سيادة وعضو فعال في المجتمع الدولي . وهذا ما حصل بتاريخ الإثنين، 21 نوفمبر 2016 م حيث رفض النظام السوري مقترحا أمميا قدمه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الأحد، بإقامة إدارة حكم ذاتي للمسلحين شرق حلب، بحجة “النيل من السيادة الوطنية ومكافأة الإرهاب”.
وقال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا، إنه “اقترح رحيل المسلحين عن حلب مقابل سماح حكومة النظام باستمرار الإدارة المحلية في شرق حلب الخاضع لسيطرة المسلحين”.
وشدد وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم بشكل راقٍ جداً على أن مقترح “الإدارة الذاتية” التي طرحها دي ميستورا في شرق حلب “مرفوضة جملة وتفصيلا”.
وقد قامت القوات السورية بالتنسبق مع الحلفاء تحرير معظم الأراضي السورية ما عدا إدلب وشرق سوريا . وقد أعلن ترامب منذ مدة ودون التنسيق مع وزير حربه والقادة العسكريين الميدانيين انسحابه الفوري من سوريا . وقد تلقى تصريحات لاذعة من قيادة قسد بأن إعلان ترامب يعتبر طعنة في الظهر .وقال نتنياهو بأن ترامب يريد أن يخلي الساحة السورية لإيران وحزب الله . وقد عدل موقفه لاحقا ًليصبح الإنسحاب على مراحل بدلا من العجلة . وقد أعلن أردوغان مباشرة بأنه سيشن هجوما على شرق حلب وكرر موقفه أواخر الإسبوع الماضي . وهذا الأمر أستفز ترامب مطلع هذا الأسبوع فقال في تغريدته الشهيرة : ” بأنه سيدمر تركيا إقتصادياً في حال شنها هجوماً ضد الأكراد ” . ولا بد من الإطلاع على ما حصل بين ترامب وأردوغان لنعرف حجم المؤامرة التي تحاك ضد سوريا :-
بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية إقامة “منطقة أمنية يتم تطهيرها من الإرهاب في شمال” سوريا، حسب بيان للرئاسة التركية. ويمكن أن تمتد 30 كلم في عمق هذا البلد، وفق ما جاء في تغريدة للرئيس الأمريكي. وكان ترامب قد هدد بتدمير تركيا اقتصاديا في حال شنها هجوما ضد الأكراد الذين يظلون مصدر خلاف بين الطرفين.
وقد أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب ناقشا خلال محادثة هاتفية مساء الاثنين، إقامة “منطقة أمنية” في سوريا، دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.
وخلال محادثتهما، أكد أردوغان لنظيره الأمريكي أن تركيا جاهزة لتأكيد “كل نوع من الدعم” للولايات المتحدة في إطار انسحابها من سوريا.
وتأتي هذه المحادثة فيما تمر العلاقة بين أنقرة وواشنطن بفصل جديد من التوتر المرتبط بمصير وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة “إرهابية”، لكنها مدعومة من الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
والیوم لاحت في الأفق خيوط المؤامرة الأمريكية الخطيرة بعد الإيعاز الأمريكي لعملائها وادواتها بالتصريح وكأنها هي الحاكمة في شرق سوريا وقال بيان لقسد: لم نشكل عامل تهديد لأي من دول الجوار خاصة تركيا التي نسعى لتفاهمات معها .
وكانت المواقف السورية حاسمة تجاه المؤامرة فصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية: التصريحات التي أطلقها اليوم رئيس النظام التركي تؤكد أنه راعي الارهابيين . وأضاف بأن نظام إردوغان لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال والعدوان .وقال المصدر بأن سوريا تؤكد أن محاولة المساس بوحدتها لن تعتبر إلا عدواناً واضحاً واحتلالاً لأراضيها . وأردف المصدر قائلاً بأن سوريا تشدد على أنها كانت ولا زالت مصممة على الدفاع عن شعبها وحرمة أراضيها ضد أي عدوان أو إحتلال . وختم بالقول : “سوريا ستدافع عن أرضها ضد أي إحتلال بما فيه التركي بكل الوسائل والإمكانات “.
وبناء عليه يبدو أن أردوغان قد استجاب لتهديد البلطجي ترامب ودفع الخوة فسمح له بتنفيذ حلم تجديد السلطنة العثمانية الآفل ؛ ولكن غاب عن المتغطرس ترامب بأن سوريا لم تكون ولن تكون أراضٍ أمريكية . وترامب لم ولن يأخذ تفويضاً من سوريا بالتصرف بسيادتها . وكما سمع سابقاً ديمستورا من وزير الخارجية السوري وليد المعلم ؛ فليسمعها “السلطان” أردوغان والبلطجي ترامب بأن سوريا لم ولن تفرط بسيادتها على كامل حدودها المتعارف عليها دولياً . “والفرمان” الذي أصدره السلطان أردوغان هو بمثابة إعلان حرب على سوريا وعليه تحمل النتائج .
وإن غدا لناظره قريب