ما يشهده العالم حاليا من دناءة في السياسة الاميركية ، تجعل من رئيسها يفتخر بفرضه على العائلة المالكة في السعوديةدفع خمس مئة مليار دولار و فرض عقوبات على روسيا والصين وايران وان يتدخل في سوريا بقوة وبصفر قتيل وان يزعزع النظام في فنزويلا وان يهادن كوريا الشمالية وان يكون العراق تحت جناحه وان لا ترد له تركيا طلبا وان لا يخرج الاتحاد الاوروبي من بيت الطاعة الا بإذنه، كل ما عددناه ليس برهانا بأن الولايات المتحدة الاميركية تمارس تفوقها ومحتارة بفائص قوتها انما الحقيقة انها ايماءات لنظام رأسمالي عالمي يحتضر لانسداد الافاق لعيشه وليست الخطورة في موته بل في غياب نظام عالمي بديل يكفل الحدّ الادنى من الحلول لركود اقتصادي عالمي وفوضى مالية عارمة.
كل دول العالم متواطئة في منظومة الهلاك الجماعي العالمي التي تقوده الولايات المتحدة الاميركية وجلّ ما يريده اعداءها منها ليس الحرب والمواجهة انما ان تتركها بحالها لتعيش.
ما عاد النظام الرأسمالي بلعبته المسماة عرض وطلب، دعه يعمل، دعه يمرّ، دعه يعيش بقادر ان يحفظ مستوى رفاهية شعوب اعتادت ان تجد اسواقا لمبيعاتها الا ان اغلب دول عالم الثالث باعت ثرواتها الاولية والدول الاخرى اصبحت شبه مكتفية باقتصادها المحلي وتريد ان تبيع ، لا ان تشتري، فمن سيشتري ومن سيبيع طالما كل المتواجدين في السوق اما لصوص او مرابين او قطّاعي طرق اقتصادية او مصرفيين ماكرين.
الثورة التكنولوجية الهائلة التي خلق الخوف منها داعش وطالبان واخواتها ستطيح حتما وأيضا بهذا النظام الرأسمالي المتهالك لأنه اصبح لا يلبي حاجة سرعة تطورها الهائلة…
إن أعنف انتقام أداه الاتحاد السوفياتي ضد الرأسمالية كان بإنتحاره واختفائه اذ فضح جموح الرأسمالية و فضح تطورها الى الجنون عندما اصبحت ترقص وحيدة على مسرح الاقتصاد العالمي وعندما سئمت الرقص لوحدها خلقت عدوا اسمه الاسلاميين من سنة وشيعة الا ان هذا الراقص الجديد ولد ميتا وعاش ميتا .
بلاد متطورة قادرة ان تغزو المريخ تعجز عن ايجاد حلول اقتصادية لهذا العالم المسكين ،تتحدث عن حرب محتملة مع ايران المرتبكة او كوريا الجائعة او فنزويلا المترددة…لا…بل هو احتضار لنظام رأسمالي ما عاد يلبي حاجات سرعة تطور تكنولوجيته الهائل…
فقط البطء بالتقدم والتمهل بالتطور بطريقة متناسقةعالميا والكف عن اختراعات لا تواكب استيعاب الناس لها واعادة النظر بإولويات حاجات شعوب العالم الاقتصادية الاساسية، تكفل اعادة الهدوء الى الفكر العالمي واعادة العقلانية الى الاسواق وعودة السلام والمحبة الى الانفس بدل هذا الرقص الجنوني وكأننا ندعو و من حيث لا نعلم لقيامة عالم سوفياتي جديد عصري يعطي اهمية اكبر لحرية الانسان ولجوعه وفق خطط خماسية ، بدل اعطاء الاهمية لسلاح نووي ولاستعراض عسكري ما حمى بلادا من السقوط امام الحرية و رغيف الخبز.
حميدة التغلبية