تمثل شبكة الدفاع الجوي الفنزويلية متعددة الطبقات تحدياً ذا مصداقية للجيش الأميركي الذي يفكر صناع القرار في واشنطن باستخدامه بعمل عسكري ضد فنزويلا
ذكر موقع “ميليتاري ووتش ماغازين” المختص بالشؤون العسكرية أن الأنباء تفيد بأن القوات المسلحة الفنزويلية قد أعادت نشر بطاريات صواريخ “أس – 300” S-300 إضافية في منشآت عسكرية بالقرب من العاصمة كاراكاس لتوفير تغطية كاملة ضد الغارات الجوية المحتملة ، رداً على تهديد محتمل لهجوم من الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف الموقع أنه تم نشر بطاريات صواريخ الدفاع الجوي ومراكز القيادة والرادارات في قاعدة الكابتن مانويل ريوس الجوية، وأن فنزويلا تدير حالياً وحدات عدة من نظام الصاروخ أرض-جو “أس – 300 في أم” S-300VM ، وهو ثاني أكثر أنواع صواريخ “أس – 300” تطوراً بعد صاروخ “أس – 300 في 4” S-300V4، وهو متخصص بشكل خاص في اعتراض الهجمات الصاروخية الباليستية وهجمات صاروخ “كروز”.
تم تصميم المنصة لإعطاء الأولوية للتنقل العالي، وتستفيد من مركبات إطلاق MT-T التي تسمح لها بالعمل على الطرق الوعرة – مما يوفر قدرة فائقة على البقاء مع المتغيرات من عائلة “أس – 300 بي” S-300P مثل S-300PMU-2 التي تم بيعها مؤخراً إلى سوريا. تُستخدم رادارات المركبة على ناقل محمول أيضاً لزيادة القدرة على الحركة إلى أقصى حد، كما تستخدم أنظمة رادار النظام الممسوح ضوئياً بشكل سلبي المستخدمة في الحصول على الهدف لإمكانات البحث المستقل.
تتشابه الإجراءات المضادة للحرب الإلكترونية من “أس – 300 في أم” س S-300VM في تطورها مع تلك الخاصة بـ”أس – 400″ S-400، وتحتفظ الصواريخ بمدى ارتباط يصل إلى 250 كيلومتراً. النظام الأساسي قادر على إشراك ما يصل إلى 24 هدفاً في وقت واحد، ويمكنه إشراك أهداف منخفضة يمكن ملاحظتها أو غير مرئية في النطاقات المتوسطة.
يمكن القول إن صاروخ “أس – 300 في أم” S-300VM هو أقوى رادع للجيش الفنزويلي ضد أي هجوم أميركي محتمل، ويمثل قدرة أجيال عدة قبل انخراط الجيوش الغربية في هذا المجال. وعلى عكس سوريا، التي نشرت منذ أواخر عام 2018 “أس – 300 بي أم يو” S-300PMU-2 الأقل تطوراً، فإن نظام الدفاع الجوي الأكثر تطوراً في فنزويلا مدعوم أيضاً بقدرات جوية – جوية متطورة أي مقاتلات التفوق الجوي “سو 39 أم كي2” Su-30MK2 والتي تعد من بين أكثر الطائرات الروسية قدرة في العالم.
تسمح هذه الطائرات المقاتلة للجيش الفنزويلي بمتابعة أهداف العدو خارج نطاق دفاعاته الجوية، وبالتالي توفير القدرة على إشراك القاذفات الأميركية والمقاتلات الضاربة التي تنشر ذخائر المواجهة من خارج نطاق صواريخ “أس – 300 في أم” S-300VM . يبلغ مدى الاشتباك الجوي-الجوي لهذه المقاتلات، التي تم تزويدها بصواريخ “أر 27 إي أر” R-27ER و”أر 27 إي تي” R-27ET ، 130 كيلومتراً.
تمثل شبكة الدفاع الجوي الفنزويلية متعددة الطبقات، والتي تضم أيضاً أنظمة صواريخ أرض- جو مكملة قصيرة المدى مثل “بوك – أم2″ BuK-M2 و”أس 125” S-125، تحدياً ذا مصداقية للجيش الأميركي الذي يأخذه صناع القرار في واشنطن بعين الاعتبار بشكل كبير في ما يتعلق بعمل عسكري محتمل. إن وجود أفراد عسكريين روس على الأرض، والذين قيل إنهم دربوا طيارين من طراز طياري طائرات “أس يو – 30″Su-30 وطواقم الدفاع الجوي على مستوى عالٍ، وربما يشغّل هؤلاء العسكريون الروس بعض معداتهم إلى جانبهم، يزيد من المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة إذا ما حاولت القيام بهجوم على فنزويلا.
ترجمة: هيثم مزاحم – الميادين نت