2/2/2020
أمال سليم
اعلن ابو مازن ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية انهم في حل من الاتفاقيات والتفاهمات مع “إسرائيل” والولايات المتحدة بما في ذلك التنسيق الأمني مع العدوالصهيوني والعلاقة مع السي آي إيه ! وهذا جيد .. ولو انه جاء متأخرا 25 سنة ومع ذلك نقول ان يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي أبدا.
. وقد لفتنا انسحاب قوى الامن الوطني والامن الوقائي والمخابرات الفلسطينية من مناطق ب، أي المناطق التي تتشارك السلطة بها بعض المهام مع اجهزة أمن العدو !!!!!!! علاقة غريبة عجيبة .. ولا في الافلام!!
هذه الاتفاقيات التي أعطت للعدو كل شيء وأخذت من الفلسطيني كل شيء بما فيها عزته وكرامته
! لكن ببقى السؤال المقلق: ما هي الاستراتيجية المطروحة الان فلسطينيا؟
هل تعني مثلا:
– سحب اعتراف منظمة التحرير ب “إسرائيل” كدولة جارة؟ والتخلي عن حلم ووهم الدولتين؟
– ان يعود الفلسطينيون للمربع الأول ، حيث كنا قبل 25 عاما ، شعب محتل ثائر في مواجهة استعمار عنصري استيطاني ؟
– ان تعود منظمة التحر ير لميثاقها الوطني ودورها التحريري المقاوم وليس التفاوضي المساوم والمهادن؟ وإن كان كذلك فإن هذا يقتضي ان تخرج قيادة المنظمة من المناطق المحتلة من تحت سلطة وسطوة سلطات الاحتلال إلى مكانها الطبيعي وبين أبناء شعبها ومع حلفائها في محور المقاومة في دمشق أو بيروت؟
– هل يعني ذلك مراجعة ملف العلاقات مع قوى التحرر العربية؟ وهل يعني ذلك اننا عدنا لنكون حركة تحرر وطني كوننا نقع تحت احتلال واستعمار استيطاني عنصري منذ 72 عاما؟
– وان كان كذلك فهل يستقر وضعنا في المعسكر المناهض لامريكا وحلقاؤها والممتد جنوبا من اليمن، شمالا الى سورية ولبنان وشرقا الى العراق وايران ؟
– وهل نعيد أولويات العلاقة مع الصين وروسيا والشرق عموما وقوى التحرر العالمي كفنزويلا وكوبا وباقي دول امريكا الجنوبية وكوريا الشمالية بدل التوجه شمالا نحو الدول الاوروبية وامريكا؟
– وهل سنأخذ موقفا من دول التطبيع الخليجية كأن نطالبها مثلا بقطع علاقاتها مع العدو الصهيوني والا نقطع علاقتنا معها؟
– وطالما دفنا اتفاقية اوسلو والتنسيق الامني، هل يعني ذلك فتح الافاق امام كل اشكال المقاومة في الضفة؟
اذا كان الأمر كذلك، وحتى لا نقع في فراغ السلطة في مناطق ب ، فاننا بحاجة لاتخاذ عدد من الخطوات العاجلة وأهمها تشكيل لجان شعبية من هيئات المجتمع وفصائل المنظمة وبالتنسيق مع الهيئات البلدية والشخصيات الاجتماعية الوازنة والمستقلة كي تعمل على ضبط الاوضاع في مناطق ب بعد انسحاب الاجهزة الامنية منها.
وعلى خلفية اعلان ابو مازن من تحلل الهيئات القيادية الفلسطينية من الاتفاقيات المبرمة مع “اسرائيل” وامريكا فان هذا يقتضي عمليا انتقال المسئولية الكاملة للمناطق المحتلة لقوة الاحتلال وفق القوانين والمواثيق الدولية.
ما طرح أعلاه من أسئلة عديدة مشروعة تحتاج لاستراتيجية مقاومة متكاملة .. لكن لا معطيات تشير ان اي منها قابل للطرح او النقاش، وأن سياسة “القيادة” باتت معروفة .. وهي تنتظر من يرمي لها حبل النجاة! مثلاً أن يبدأ الاتحاد الأوروبي والرباعية بطرح مزاد علني تتشبث به السلطة بمهارة لإعادتنا للمربع الأول وحل الدولتين وقرارت الأمم المتحدة الخ الخ