8/12/2020
فوزي أبو دقة*
كان من نتائج جائحة كورونا أو كوفيد19، انكفاء عقد المؤتمرات بكل موضوعاتها، بما فيها الملتقيات العلمية بالصورة التقليدية المعروفة، والتقاء الباحثين والمتخصصين في هذا الميدان العلمي أو ذاك في بلد ما لتقديم بحوثهم أمام المؤتمرين، ولقد استعيض عن انعقاد المؤتمرات والملتقيات الحضورية، بشكل جديد يتمثل في انعقادها عبر منصات التواصل الافتراضي، وتحديداً على منصة زوم (ZOOM) التي شقت طريقها بفعالية، وبتكاليف زهيدة جداً لا تكاد تذكر، بالمقارنة مع الملتقيات في شكلها التقليدي المعروف، بكل ما يستلزمه التحضير للمؤتمر العلمي، من تكاليف السفر ومشقة السفر نفسه، والتنقل والإقامة والإطعام وقاعات الحضور وورشات المؤتمر، والإدارة والمنشورات وغيره من التكاليف والجهود البشرية والمادية، والتنظيم اللوجستي لإنجاح المؤتمر.
ضمن هذا الظرف الصحي الراهن الذي فرضته جائحة كورونا، انعقد في أواخر الشهر الماضي وبالتحديد يومي الجمعة والسبت الموافقين 27-28 نوفمبر 2020 الملتقى الدولي الافتراضي الأول لباحثي جغرافية النقل والاتصالات العرب، تحت رعاية جامعة الدول العربية، من خلال معهد البحوث والدراسات العربية، عضو اتحاد الجامعات العربية، والمعهد العلمي المصري وجامعة الفيوم.
تحدث في الملتقى الأستاذ الدكتور فوزي أبو دقة أستاذ التخطيط العمراني بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر، بالجلسة الأولى في اليوم الأول من الملتقى.
وقدم بحثاً تناول مشكلات النقل الحضري في المدن الكبرى، وتجارب بعض المدن الكبرى في العالم، ومركزاً على مثال مدينة الجزائر، حيث تم الربط بين قصيتين أساسيتين تشكل تلازماً ضرورياً وهما النقل الحضري والتخطيط العمراني لاسيما في المدن الكبرى وما تواجهه هذه الأخيرة من مشكلات في ميدان النقل الحضري.
وتطرق أيضاً الدكتور أبو دقة إلى وضعية النقل الحضري بمدينة الجزائر قبل جائحة كورونا وخلالها، بالتركيز على النقل الأخضر صديق البيئة، وعلى النقل الإنساني الذي يعير الاهتمام إلى احتياجات ذوي الحاجات الخاصة وكبار السن وإلى الطرق الإنسانية والآمنة. مدعماً ذلك بالأمثلة والمقاربات وبالمعطيات الكمية من خلال الجداول والبيانات والأشكال والرسوم والمخططات، طارحاً مشكلات النقل الحضري والبدائل الممكنة في مدينة عاصمة يبلغ عدد سكانها 5 مليون نسمة وحوالي 8 مليون نسمة ضمن مجالها المتروبولي.
كما تحدث باحثون آخرون من مصر ومن سوريا ومن الجزائر والسعودية والعراق والأردن والإمارات والمغرب والسودان وليبيا ومن بريطانيا:
تناولت العروض المقدمة من طرف الباحثين، الموضوعات المتعلقة بمنظومة النقل بوسائله المختلفة ودراسات تطبيقية وتجارب شملت مدن عديدة، وموضوعات تناولت استعمال الأدوات الحديثة في البحث عن حلول لمشكلات النقل، ومواضيع أخرى تناولت بالتحديد أهمية نظم المعلومات، في معالجة حوادث المرور في المدن وفي التجمعات البشرية وأخرى شملت النقل والطرق الآمنة والجسور في مدن عربية عديدة، وتأثير العزل والإغلاق في حركة النقل، وموضوع تناول تداعيات كورونا على النقل الجوي، والنقل الذكي والنقل السياحي وموضوع تناول أهمية الطرق المعبدة في التنمية الريفية المستدامة.
فكرة عن الملتقى
هذا الملتقى هو اللقاء الافتراضي الأول جاءت فكرته من نظرة متفائلة ورغبة قوية من باحثي النقل في الوطن العربي لتنشيط التعارف العلمي وترسيخ التعاون البحثي فيما بينهم لبناء مدرسة عربية قوية في هذا الميدان، استعدادا لأن يكون هناك لقاءً سنوياً افتراضياً أو حضورياً حسب ما تقتضيه الظروف لتجسيد الرؤى والأفكار والنجاحات التي تنعكس على تنمية بلداننا العربية، ويمكن من خلاله توحيد المفاهيم وتحديد المنهجيات والأساليب البحثية المناسبة.
أهداف الملتقى وتتمثل في ما يلي :
– تأسيس لقاء دوري سنوي للباحثين العرب في مجال النقل والاتصالات.
– تحقيق التقارب والتعاون العلمي بين الباحثين العرب
– محاولة توحيد المفاهيم والمنهجيات والأساليب المستخدمة في البحث العلمي في جغرافية النقل والاتصالات العربية، والموائمة بينها وبين نظيرتها في المدارس الأخرى.
– عرض لأهم مشكلات قطاع النقل والاتصالات وعلاقتها بالخصائص الجغرافية للوطن العربي، ومناقشة إمكانية إسهام البحث العلمي في مجال جغرافية النقل والاتصالات في حل المشكلات المتعلقة بهذا القطاع، باستخدام التقنيات والأساليب الحديثة.
– تبادل الخبرة البحثية الجديدة وربط هذه الاتجاهات بأهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي.
وتركزت محاور الملتقى على الآتي:
المحور الأول : المدرسة الجغرافية العربية في ميدان النقل والاتصالات: السمات والتحديات.
المحور الثاني : قطاع النقل والاتصالات في البلدان العربية ودوره في التنمية المستدامة.
المحور الثالث: جائحة كوفيد19 وتأثيرها على قطاع النقل في العالم العربي.
المحور الرابع: الاتجاهات الحديثة في النقل: النقل الأخضر واستدامة المدن.
يتبع ..
الدكتور فوزي أبو دقة أستاذ التخطيط العمراني بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا*