الرئيسية / الملف السياسي / المرأة السورية في ظل تبعات الحرب

المرأة السورية في ظل تبعات الحرب

20-آذار-2023

إعداد وتقديم فادية محمد عبدالله

اكثر من 10 سنوات حرب ظالمة على سورية ،طالت الحجر والبشر،لم تترك بيتا الا وفيه شهيدا او مفقود، وكان للمراة النصيب الاكبر من المعاناة إذ

حمّلت الحرب المرأة السورية هموماً وأوزاراً كبيرة نسفت كلّ طرق حياتها، فأضحت تعيش تجربة خاصة وتواجه تحدّيات كبيرة، فإلى جانب الصعاب التقليدية التي تواجه المرأة.

سوء ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋلات السورية ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻬﺎ ﻣﻌﻴﻞ ﻭﺍﺣﺪ، فاﺿﻄﺮﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، وعملن ﻛﺜﻴﺮﺍً بأﻋﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺴﻬﻠﺔ، ﻳﻨﻄﻠﻘﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻣﺘﺠﺬﺭ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﻦ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ.

ومع تلك الظروف تنوعت أعمال النساء السوريات، ودخلن مجالات متنوعة في سوق العمل، بل إن كثيراً من هذه الأعمال تحتاج إلى مجهود عضلي وجسدي كبير.

وكنموذج عن عطاء المراة السورية كان لنا جولة في بلدة الحسيينية التي تبعد عن العاصمة دمشق 13 كم وتقطنها عائلات سورية وفلسطينية، والعائلات الفلسطينية تشكل الغالبية العظمى من سكان البلدة والتي يبلغ عدد سكانها من الفلسطينين حوالي 42000 (اثنان واربعون الف نسمه) و30000 (ثلاثون الف نسمه) من الاشقاء السوريين أغلبهم من محافظة القنيطرة

تقع الحسينية على طريق دمشق السويداء بالقرب من قصر المؤتمرات ومدينة المعارض والسيدة زينب

يحدها من الشمال منطقة الذيابية ذات الأغلبية السورية من منطقة القنيطرة, ومن الجنوب مساكن نجها التي يسكنها ضباط الجيش السوري , ومن الشرق المقبرة الجنوبية وهي المقبرة الأكبر في كامل المحافظة وربما كامل سوريا , ومن الغرب تأتي البويضة والبساتين .

هذا التجمع هو نتاج توسع سكاني لمخيمي جرمانا واليرموك بعد ان تم بناء متحلق عبر مخيم جرمانا وتم ترحيل اهل المخيم الذين تضرروا الى هذه البلدة كما ان الزخم السكاني الذي شهدة مخيم اليرموك خلال الثلاث عقود الماضية ايضا جعل اهل المخيم يقومون ببناء مساحات اوسع في هذه البلدة نتيجة تزايد أعداد

بالأزمة السورية حتى منتصف 2012 . فقد اتخذ أهلها وبالإجماع موقف الحياد من الأحداث الدائرة حولهم بل وفتح أهالي الحسينية أبواب بيوتهم ومدارسهم للمتضررين من المناطق المجاورة والذين وجدوا في الحسينية الملاذ الآمن لهم رغم سقوط عدد من القذائف في تلك الفترة إلا أنها كانت نادرة .. وكان جميع السكان يلاحظون تقدير حواجز الجيش لهم عند مرورهم عليها في البداية حيث كان عناصر الحاجز عندما يعرفون أن الركاب من الحسينية يمررونهم دون رؤية بطاقاتهم الشخصية أو حتى تفتيش المركبة . إلا أن هذا لم يدم طويلا .. فسرعان ما دخل الإرهاب والإرهابيين إلى الحسينية وتفشوا فيها كبقعة

الزيت حيث أنها لم تجد في الحسينية مقاومة من السكان وذلك لأنهم لم يمتلكوا السلاح اللازم للدفاع عن البلدة . حيث أعلن الإرهابيون في بداية 2013 سيطرتهم الكاملة على الحسينية وبدأ الجيش السوري بقصف مواقع تواجدهم داخل الحسينية وبالتالي كانت الأضرار كبيرة على الحسينية وأهلها ومع تزايد عدد القذائف والاشتباكات بين الجيش السوري والأرهابيين , بدأت أعداد كبيرة من السكان بالنزوج من الحسينية إلى مناطق أخرى .

وبدأ الإرهبابيين باتخاذ مقرات جديدة لهم من بيوت النازحين وبشكل خاص في المشروعين القديم والجديد وهذا ما زاد وتيرة العنف في المنطقة وأدى إلى زيادة عدد النازحين من الحسينية . إلى أن أصبحت البلدة شبه فارغة من أهلها الأصليين .. وهنا بدأت مرحلة جديدة حيث بدأ الإرهابيين بدخول المنازل واتخاذ بعضها مقرات لهم وبالتالي زيادة القصف ودمار في البيوت .

بيداء النجار( ام أحمد) 

هي سيدة سورية بسيطة من مدينة السلمية بريف حماه تبلغ من العمر 39 عاما، ام لثلاث فتيات وولد اكبرهن في الثالث الثانوي والأصغر في التحضيري دفعتها. الظروف الاقتصادية الصعبة للعمل لتساعد زوجها في إعالة الأسرة، زوجها يعمل موظف لذى مؤسسة حكومية،

أم احمد اختارت العمل كمعتمد لتوزيع مادة الخبز في بلدة الحسينية،

ونظرا لمعاملتها الطيبة وتفانيها في خدمة الناس،حظيت بشعبية ومحبة منقطعة النظير، وكوني واحدة من اللواتي يحصلن على مادة الخبز من مركزها استطيع القول بأنها فعلا مثال للمراة السورية الخلوقة والمعطاء،أسرتني بحسن اخلاقها ومعاملتها الطيبة.

وفي حديث لها لجريدة العرب قالت:

انا كالعديد من السيدات السوريات الواتي نزلن إلى سوق العمل لمساندة أزواجهن وأسرهن في ظل الظروف الصعبة التي فرضها الحرب الارهابية الظالمة على بلدي سورية، وبدات بالعمل كمعتمد لتوزيع مادة الخبز عبر البطاقة الالكترونية

وأضافت رغم صعوبة هذه المهنة الا انني استطعت وبحدارة اتقان عملي واكتساب محبة كل ابناء المنطقة وساذكر لك حادثة لتأكيد صدق ما اقول،منذ مدة قصيرة توقفت عن توزيع الخبز لأسباب ادارية وخارجة عن ارادتي، فإذا بي أفاجأ بخبر ان أعدادا كبيرة من نساء البلدة قمن بتجمع. حاشد امام مقر البلدية والفرقة الحزبية في البلدة مطالبات بإعادتي لتوزيع الخبز، على الرغم من وجود العديد من معتمدي الخبز،

وانا هنا أنتهز الفرصة عبر منبركم هذا بتوجيه الشكر إليهن جميعا

كم أنني أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى السيد. أبو ملاك مدير مخبز الحسينية

أبو ملاك مدير مخبز الحسينية

لتعاونه المنقطع النظير في خدمة كل ابناء المنطقة، وعمله الدؤب لتحسين جودة ونوعيةالخبز وتسهيل وصوله لكل المواطنين.

كما انني اتوجه عبر منبركم الكريم إلى الجهات المعنية. ان تعمل على عزل المعتمدين الفاسدين واستبدالهم بمعتمدين مخلصين لعملهم وخدمة ابناء المنطقة

ومثل هذه السيدة الكثير من السيدات السوريات جعلتهن هذه الحرب مصدر دخل لأسرهن ليقفن جنبا إلى جنب مع ازواجهن لتحمل أعباء وتبعات وضع اقتصادي خانق خلفته سنوات الحرب

 

 

 

عن Amal

شاهد أيضاً

إعلام إسرائيلي: كيف شارك كبار ضباط الجيش في إخفاق 7 أكتوبر؟

شباط 23 2024 صحيفة “معاريف” تتطرق إلى دور ضباط خدموا في مناصب عليا في الجهازين …