21-آذار-2023
في لقاء للكاتب والباحث السياسي د. حسن أحمد حسن في الاستوديو عبر الفضائية السورية حول:
*-زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى موسكو، قراءة في الدلالات ـ الرسائل ـ النتائج..
*-الموقف التركي ومستقبل العلاقات التركية ـ السورية.
الانفتاح على سورية،
*-الاتفاق السعودي ـ الإيراني برعاية صينية.
أجرت الحوار الإعلامية السورية سهير مخلوف:
ـ س: العنوان الأبرز الذي كان على وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية هو الزيارة التاريخية الهامة للرئيس الأسد إلى موسكو، وكل ما رافقها من صور ولقاءات ونتائج.. أبرز ما لفت نظر حضرتك د. حسن في هذه الزيارة.. نسمع رأيك..
د. حسن: الاهتمام بالزيارة لم يستأثر بالاهتمام في الأيام السابقة فقط، بل وعلى مسؤوليتي الشخصية ستبقى هذه الزيارة، والقراءات المتعددة في مضامينها، والبناء على ما قد يتمخض عنها من نتائج ـ ستبقى ـ الشغل الشاغل لمراكز البحث والدراسات الاستراتيجية لفترة طويلة.. من أراد أن يعرف حقيقة ما حدث في السابق، وما يحدث اليوم وما قد يحدث لاحقاً فليعد إلى ما تم نشره من أخبار عن الزيارة، .. ليعد إلى مضامين اللقاءات التي أجراها السيد الرئيس، والأجوبة التي قدمها على التساؤلات، ومن المهم هنا التوقف عند مجموعة من النقاط ولو سريعاً، ومنها:
ـ أشار السيد الرئيس إلى أن هناك تغيرات في العلاقات الدولية ـ تغير في الاصطفافات ـ وبالتالي كان لا بد في مناقشة تلك المتغيرات الكونية والاستمرار ببناء تحالفات مع الدول التي تجمعها المبادئ والمصالح المشتركة لتشكيل قوة فاعلة تعمل لتحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي في مواجهة السياسات الغربية القائمة على نشر الفوضى.. إذن هناك قسم أساسي خاص بمن يدور في الفلك الأميركي، حيث تقوم العلاقات البينية على المصالح فقط، وقد تبين أن هذه المصالح توجه دائماً باتجاه الأقوى، وقد أشار سيادته في معرض بعض إجاباته إلى أن العالم محكوم بقانون القوة، وبالتالي لمواجهة أنصار هذا القانون لا بد من تحالف المتضررين منه، وهذا يتطلب بحثاً ودراسة ومناقشة التداعيات المحتملة من قبل الأطراف الأخرى..
ـ هذه الزيارة واللقاءات والمباحثات التي أجراها السيد الرئيس، وما نتج عنها يعطينا مؤشراً إلى أن تلك الهيمنة والاستمرار بالتضليل الاستراتيجي الأميركي بخاصة والأوروبي بعامة لا يمكنه الاستمرار، ويجب إيقافه عند حد، وهذا يتطلب إعادة النظر في آليات المواجهة، ومن خلال جلوس بقية الأطراف المتضرّرة من هذا النهج العدواني القائم على مبدأ القوة، وليس على مبدأ القيم.. أنا أفهم كمتابع أن المصالح جزء أساسي لأية علاقات دولية، وإذا انطلقت العلاقات الدولية من المصالح فقط فهذا يعني أن كل طرف سيسعى ليكسب أكثر ما يمكن، وهذا يعني انتفاء أسباب التعاون والتواصل الخلاق، ومن خلال حديث السيد الرئيس يتبين أن العلاقات الدولية ليست مستندة إلى المصالح فقط، بل هناك مبادئ وقيم.. عندما يتم العمل على توحيد الجهود بمواجهة القوى الشريرة.. بمواجهة من يعتمدون القانون الدولي منصة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.. بمواجهة من يفصلون المصطلحات، وأعطى سيادته أمثلة دقيقة: الحرية كمصطلح رائع، لكن عندما ينتقل من المعنى العام للمصطلح ليقتصر على حرية القتل والتخريب والاعتداء يفقد جوهره، وبالتالي من المهم كثيراً التوقف عند العديد من النقاط بمزيد من الإحساس بالمسؤولية.
ـ س : من خلال الكلام الذي قيل واستمعنا إليه والتحليلات التي قيلت أيضاً بناء على كلام الرئيس الأسد لأكثر من وسيلة إعلام روسية بأن هناك انقساماً عالمياً واضحاً اليوم ما بين محورين.. يعني عندما يقول الرئيس الأسد المنطق الروسي في العلاقات الدولية مغاير تماماً للمفهوم الغربي، خاصة أن الغرب يعتمد دائماً على منطق التبعية والاستعمار، بينما الروس يتعاملون بندية مع أطراف الحلفاء، وليس بحالة الفوقية مع الدول الأخرى، وكانت هنالك إشارات عديدة، فهل نشهد اليوم في العالم ترتيبات جديدة وفق هذه الانقسامات.. يعني هل أدركت عدد من الدول أنه بالفعل مصلحتها يجب أن توقف الأميركي عند حده بهذه الحالة من التبعية، وإذلال الدول التي تتحالف معه، والأمثلة كثيرة.. ما رأي حضرتك بهذا الأمر؟
ـ د. حسن: كثيرة هي الأفكار التي تضمّنها جوابي ومنها باختصار:
• أنا لست متشائماً، لكني لست على هذا القدر الكبير من التفاؤل المفرط.. نحن نتحدث عن تغير في اتجاه بوصلة العلاقات الدولية، وتوازن القوى على المستوى الدولي.
• من المهم التمييز بين رغباتنا الشخصية وتمنياتنا وبين الممكن.. شخصياً أتمنى أن يُسْحَقَ الناتو على الجغرافيا الأوكرانية، وأن تُسْحَق كل عوامل الهيمنة والجبروت والغطرسة الأميركية و…