الرئيسية / الملف السياسي / العالم / هجوم مضادّ قد يهدّد موسكو.. “الأجدى ان يغادروا سورية سريعا”! ـ

هجوم مضادّ قد يهدّد موسكو.. “الأجدى ان يغادروا سورية سريعا”! ـ

31 آذار -2023

ماجدة الحاج *

هجوم مضادّ ضخم للقوّات الأوكرانيّة كثُر الحديث عنه وبات مرتقبا على مشارف فصل الربيع، وتتوقّع اروقة موسكو-وفق ترجيح خبراء عسكريّين روس، ان يبدأ منتصف شهر نيسان الى منتصف ايّار، في وقت بدأت اوكرانيا فعليّا حشد قوّات  ضحمة استعدادا لهذا الهجوم.. “ما يكفي من الأسلحة الغربيّة والموارد البشريّة الأوكرانيّة تمّ حشدُها لأجل هدف واحد، وهو إنجاح الهجوم الحاسم”-بحسب ما  اعلن الجنرال السابق في حلف “الناتو” بيتر بافل.. تدرك موسكو انّ عبور  الرئيس الأميركي جو بايدن بنجاح حملته الرئاسيّة لن يتمّ من دون تحقيق “نصر عسكري كبير” على روسيا في اوكرانيا، ولذلك كان اعلان واشنطن “انها لن  تسمح بتجميد الصّراع في اوكرانيا بأيّ  ثمن”.. نصرٌ “تستميت” واشنطن  لتحقيقه مهما كلّف الأمر، حتى لو ادخلت على الميدان في صراعها مع موسكو  قذائف اليورانيوم المنضّب لأجل هذا الهدف رغم مخاطر استخدامها الكارثيّة، وهو ما ردّ عليه الرئيس الروسي سريعا ملوّحا بالردّ النووي بشكل واضح.. فأيُّ خطوة خطيرة يمكن ان تلجأ اليها واشنطن لتحقيق نصرها على روسيا؟ هجومٌ ساحق على مدينة روسيّة حدوديّة واحتلالها؟ قد تكون مدينة بيلغورود الوجهة الأنسب؟ أم قد تنجرف واشنطن الى ابعد وأخطر من ذلك؟

تأخذ روسيا كلّ الإحتمالات في حسبانها في حمأة “المنازلة” الدائرة والمتواصلة  بالوكالة مع حلف “الناتو” على الأرض الأوكرانيّة.. حتى تهديد العاصمة  لا تُغفله الاستخبارات الروسيّة، وعليه بادرت الى نصب انظمة صواريخ دفاعيّة على اسطح ابنية في موسكو.. الا انّ المرحلة الجديدة باتت تقتضي الارتقاء في  المواجهة الى الحدّ الأقصى.. فكانت الرسالة “الناريّة” الى واشنطن عبر اسقاط مسيّرتها “ريبر” فوق البحر الأسود، مُلحقةَ بإعلان الرئيس بوتين عزم بلاده نشر اسلحة نووية تكتيكيّة على الاراضي البيلاروسيّة-والتي تمّ نشرُها فعليّا هناك-بحسب ما اكّدت وكالة “تاس” الرّوسيّة، والتي لفتت الى “انّ موسكو نقلت  فعليّا 10 طائرات الى روسيا البيضاء قادرة على حمل اسلحة نووية تكتيكيّة، وحيث اعلن بوتين انه على استعداد لاستخدام الاسلحة النووية للدّفاع عن  الاراضي الروسيّة”..

هذا قبل ان تبادر القوات الإستراتيجية (امس الاربعاء) الى اطلاق مناورات تشمل انظمة صواريخ “يارس” النوويّة الباليستيّة العابرة للقارّات بمشاركة اكثر من 3000 عسكري، ليبدو واضحا انّ روسيا انطلقت الى مرحلة غير مسبوقة في مواجهتها لحلف الناتو برأس حربته واشنطن، “لن يكون مستبعدا فيها الذّهاب الى كييف ولفوف”-وفق ما اعلن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري مدفيديف الاسبوع الماضي، قائلا “إنّ القوّات الروسيّة قد تزحف الى كييف ولفوف ولا يمكن استبعاد ايّ شيء طالما انّ الغرب يسعى الى تمزيق روسيا”.. مواجهة مستعرة يبدو انها تجاوزت الحدود الأوكرانيّة نحو الساحة السوريّة.

ففيما تستمرّ واشنطن بسحب اعداد كبيرة من المسلّحين المتشدّدين وقوامهم عناصر من جبهة “النّصرة” المتمرّسين في القتال، نحو الجبهات الأوكرانيّة في خطوة خطيرة في وجه روسيا، مع إمساك الاستخبارات الأميركية بورقة تنظيم “داعش” حيث تحرّكها كلما اقتضت الحاجة باتجاه القوات السوريّة في  البادية انطلاقا من قاعدة التّنف، اعلن جهاز الاستخبارات الروسيّ الاسبوع  الماضي، انّ واشنطن تخطط لنقل عشرات الشاحنات الصّغيرة المزوّدة بمدافع رشّاشة ثقيلة وصواريخ الى “داعش” في سورية، ورصد عزم استخدام التنظيم هناك لاختطاف عناصر من الجيشَين الروسي والايراني”!..

هذا قبل الاعلان على لسان احد القادة العسكريين الاميركيين، عن تجهّز “داعش” لتنفيذ هجمات كبيرة في سورية والعراق”.. إعلانٌ جاء تزامنا مع توجيه ضربات صاروخية قاسية لقواعد عسكرية اميركية في سورية، وعليه جاء هذا الاعلان بمثابة تهديد بأنّ واشنطن لديها ايضا ما تواجه به اعداءها هناك،  وانها لا زالت تمسك جيدا بورقة التنظيم، وتحريكها في وجه اعدائها ب”الملعب الروسي” في سورية.

لم تنتظر موسكو-ومعها دمشق وطهران طويلا للرّد على واشنطن.. فجاءت  الهجمات الصاروخيّة على قواعدها العسكرية في شرق الفرات هذه المرّة  قاسية ومؤلمة. وبدا انّ قرار تنفيذ الهجمات في هذا التوقيت كان حاسما بإيلام الاحتلال الاميركي، وهو ما بدا واضحا في كمّ الصواريخ التي استُخدمت (اكثر من 15 صاروخا)، وسرعة الانتقال الى تنفيذ الاستهداف الثاني الذي طال حقل  العمر النفطي.

رغم الإحاطة الاميركية بالتكتّم المطبق-على جري العادة، حول حصيلة الهجمات  الصاروخية العنيفة،الا انّ معلومات ميدانيّة متطابقة اجمعت على انّ عدد القتلى الاميركيين تجاوز ما اعلن عنه البنتاغون بكثير..”على الاقل هناك 6 قتلى و11 عسكريا اصيبوا بجراح، بعضهم حالتهم حرجة”-وفق اشارة المعلومات، وهذا ما دفع واشنطن الى الانتقام الجنوني، عبر الضربات العنيفة التي سدّدتها مقاتلاتها  على مناطق في دير الزور وبادية الميادين وريف البوكمال.

اللافت انّ الهجمات الصاروخيّة الاخيرة التي دكّت القواعد العسكرية الاميركية، اتت بعد ايّام قليلة على الغارات “الاسرائيليّة” التي استهدفت مطار حلب للمرّة الثانية في اقلّ من اسبوعَين.. وهي ليست المرّة الاولى التي تتعرّض فيها قواعد اميركية للاستهداف الصاروخي عقب اي اعتداء “اسرائيلي” على الاراضي السوريّة، لكن هذه المرّة كان الردّ موجعا اكثر من ايّ وقت مضى.. وتعقيبا يقول قائد ميداني في سورية “إنها رسالة اخرى الى الإحتلال الاميركي: ” ايّ استهداف “اسرائيلي” لأي منطقة سوريّة-سيّما المطارات، سيتمّ الرّد عليه صوب “الأصيل” بشكل مباشر.. اما عن العدوان “الاسرائيلي” الذي استهدف محيط دمشق فجر يوم الخميس، فأجاب انّ الرّد عليه حتميّ وسيكون أقسى من سابقه، مكتفيا  بتوجيه نصيحة لضبّاط وجنود الاحتلال الاميركي في سورية..” الأجدى ان يغادروا سورية بأسرع وقت، لأنّ المرحلة المقبلة ستكون ” قاسية جدا” عليهم.

هي المرحلة التي يصنّفها محلّلون وخبراء عسكريّون روس-كما نظراؤهم في محور المقاومة، ب”الحسّاسة جدا” ليس حصرا حيال المفاجآت التي ستحملها تطوّرات الصراع الروسي-الأطلسي ، والتي قد يكون بعضها “صادما”، انما ايضا في المنطقة- بحسب معطيات محللين عسكريين روس، لم يستبعدوا انّ تهزّ هجمات صاروخيّة مرتقبة قاعدة التنف الاميركية، على وقع تسريبات صحفيّة المحت الى احتمال وقوع عمليّة اغتيال تطال شخصيّة امنيّة كبيرة في الكيان “الإسرائيلي”، من دون استبعاد حدوث انقلاب “رغم ايقاف بنيامين نتنياهو قرار الاصلاح القضائي مؤقتا”، حسبما رجّح سايمون تسيبيس-الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل ابيب.

عن Amal

شاهد أيضاً

تركيا والعلاقة مع الصين وروسيا في ظلّ مجموعة البريكس

15 حزيران 2024 هدي رزق الشراكة بين واشنطن وتركيا أصبحت أقوى من أيّ وقت مضى …