الرئيسية / الملف السياسي / إسرائيل تُمعِن في العَربَدَة ضد سوريا ونتانياهو مُصِر على تصدير أزمتهُ إليها،

إسرائيل تُمعِن في العَربَدَة ضد سوريا ونتانياهو مُصِر على تصدير أزمتهُ إليها،

2-نيسان-2023

إسماعيل النجار*

 

ربما لأنها الحلقه الأضعف من وُجهَة نَظَرِهِ، لإنشغالها في ألأولويات الأكبر هيَ إدلب والإحتلالين التركي والأميركي، وهوَ يُدرِك أي “نتانياهو” بأن سوريا مُنشَغِلَة تماماً في تحرير أرضها من القوات الغريبة والإنتهاء من التواجد العسكري في الشمال وشرق شمال البلاد، لذلك هُوَ يُمعِنُ في عربدتهِ غير آبهاً بالتحذيرات الأميركية له بوجوب تجنيب المنطقة خطر إنزلاقها نحو حرب في ظرف دولي دقيق وحساس للغاية، لكنه بقيَ مُصِراً على الدخول في النفق الغير معروف نهاية أُفُقِهِ المظلم،

أيضاً نتانياهو مُصِر على إستفزاز إيران وتحديها وقصف مواقعها في ضواحي دمشق وبعض المناطق السورية الأخرىَ، وما حصلَ أوَّل من أمس من قصف لقاعدة تابعه للحرس الثوري في ريف العاصمة وسقوط ضابط إيراني كبير هَدَّد الحرس الثوري بالرد والإنتقام لدمائه متوعداً إسرائيل بألم كبير قادم الأيام غير معلوم الحجم والمكان والزمان،

البعض يتسائل لماذا لا ترُد سوريا على العدوان الصهيوني المتكَرِر على أراضيها، وللمواطنين الحق في طرح هذا السؤال البديهي، لكن يجب الإنتباه بأن الدفاعات السورية المتوفرَة لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الإعتداءآت وهي تعمل ضمن إطار قدراتها الطبيعية، بينما روسيا الحليف لم تسمح بتفعيل منظومة الدفاع الجوي المتطورة (S300) لسبب غير مفهوم حتى الآن! رغم الخلاف الكبير بين موسكو وتل أبيب بسبب الحرب في أوكرانيا ودعم إسرائيل لكييڨ، وهناك فرضية تقول أن الإعتداءآت الصهيونية المستجدَّة والمتكررة على سوريا تأتي في سياق آخر غير مسألة الهروب إلى الخارج من قِبَل نتانياهو، إنما هيَ عملية إشغال لدمشق على وقع القصف المتبادل الذي حصل منذ أسبوع بين القوات الأميركية والقوات السورية وحلفائها في شرق شمال سوريا والتي حصل خلالها مواجهة برية على الأرض بين الطرفين،

بكل الأحوال دمشق لديها ثلاثة مسارات سياسية وعسكرية تعمل عليها،

المسار الأول : المفاوضات مع تركيا برعاية روسية إيرانية للوصول إلى إتفاق بعدما أُنجِزَ أكثر من ٨٠٪ من نقاط الخلاف بين البلدين،

والمسار الثاني : المفاوضات السورية السعودية وإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة والتطبيع بين البلدين،

والمسار الثالث : هوَ تحرير مدينة إدلب وشمال البلاد من تواجد الإرهاب الأميركي،

من هنا ينبع إصرار نتانياهو على تكرار الإعتداءآت على السيادة السورية مطمئناً عدم رد دمشق عليها، ولكن في حال إستمر الوحش الصهيوني بالإمعان في الإعتداءآت ما هي ضمانات عدم إنفجار الموقف ونشوب حرب طاحنه تشترك فيها كل قِوَىَ المقاومة من كل الإتجاهات وحينها سيفلت زمام الناقة من يد نتانياهو؟،

أليسَ الصُبح بقريب؟

 

*كاتب لبناني

عن Amal

شاهد أيضاً

تركيا والعلاقة مع الصين وروسيا في ظلّ مجموعة البريكس

15 حزيران 2024 هدي رزق الشراكة بين واشنطن وتركيا أصبحت أقوى من أيّ وقت مضى …