18-نيسان-2023
سماهر الخطيب*
“ما في شجرة وصلت لربها” بمعنى أن التاريخ سجل سقوط إمبراطوريات ونهوض أخرى.. ولمن يريد التشكيك بضعف الولايات المتحدة ودنو أجلها فإنّ ما مرّت به الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس لا بدّ أن يمر بـ”إمبراطور العالم” المتمثل بالولايات المتحدة.
وما سبق وأن قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّ روسيا تقوم بتصحيح التاريخ فهو يعي تماماً ما قال، وأخطاء التاريخ السابقة التي جعلت من الولايات المتحدة الأميركية متحكمة بالمجتمع الدولي ضاربة المواثيق الدولية بعرض الحائط فإنّ هذا الحائط بات سوراً منيعاً أمام الجبروت الأميركي والعنجهية الغربية التابعة للإملاءات الأميركية..
وباعتبار أن الولايات المتحدة مجموعة مؤسسات وشركات باتت منقسمة القرار بين مصالحها غير الموحدة في المواقف تجاه قضايا عدة بداية من “أمن إسرائيل” و”أمن الطاقة” وصولاً إلى “الأمن السيبراني” والشراكة التكنولوجية مع الصين، وفق الترابط العولمي باتت الولايات المتحدة بمجموعة مؤسساتها وشركاتها بحاجة لتوافق والسعي نحو إعادة صياغة وتوأمة لكل من “مبدأ مونرو وعقيدة نيكسون وأفكار روزفلت ونصائح بريجنسكي تعيد من خلالها ترتيب بيتها الداخلي وتواجه الأزمة الاقتصادية والمالية وتعترف بتعددية قطبية وسلام مع الجيران لو لعقود من الزمن، خاصة بعد أن وصلت الليبرالية الجديدة لأفق مسدود ورفض شعبي أميركي وغربي لمبادئها الفردية التي بدأت تنهش بمجتعاتهم لحد الرفض وبالتالي بلورة إيديولوجية جديدة تتوافق مع النظام العالمي الجديد.
أما ما يتوجب على شعوب المنطقة فهو أن تقتنص الفرصة التاريخية والضعف الأميركي، وأن تنهض بمقاومة شعبية ضدّ الوجود الأميركي وضدّ قواعده العسكرية وتحديداً في سورية والعراق فليرحلوا أفقياً..
*كاتبة لبنانية
المصدر:الخندق