15 تموز 2023
إسماعيل النجار*
ما يحصَل بين أوكرانيا وروسيا اليوم يشبه ما حَصَلَ بين إيران والعراق منذ عقود،
هُوَ تِكرار للمشهد نفسهُ بوجوه مختلفه، على سبيل المثال الحرب التي شَنَّها صدام حسين على الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام ١٩٨٠ كانت مدعومة من أمريكا والدوَل العربية وأوروبا؟.
بكل تأكيد هُوَ نفس السيناريو ونفس الوقائع بإختلاف المكان والزمان والمتحاربين،
في إيران كانت الصورة الواضحة لطريق الثورة بأي إتجاه تسير ضد أميركا وإسرائيل،
فوقع إختيار واشنطن على صدام حسين ليلعب دور البطل المُحَرِر والناصر للعرب والمدافع عنهم،
وذلك بعدما ارعَبَت واشنطن دُوَل الخليج من هذه الثورة وصَوَّرتها لهم شيطان الخليج،
إشتعلت الحرب بين العراق وإيران، بقرار ودعمٍ أميركي وأوروبي وتمويل خليجي عربي لنظام صدام،
إستمرت الحرب ثماني سنوات وانتهت بهزيمة جيش صدام وانتصار إيران،
بعد إنتهائها إستَمَر الضخ التحريضي الأميركي ولكن هذه المرَّة ضد صدام حسين،
فإرتعبت دُوَل مجلس التعاون الخليجي الست، من قوَّتِهِ وقدراته العسكرية المخيفه التي وصل اليها جيشهُ خلال سنوات الحرب نتيجة الدعم الكبير والمتواصل من قِبَل أميركا وأوروبا ومنهم أنفسهم ولأنهم كانوا يعلمون بخفايا الأمور،
توجسوا من هذا إلوحش الذي توقعوا أن يفترسهم عند وقوع أي خلاف بينهم وبينه، وبعدما أصبحوا متأكدين من أنه سيبتزهم لعقود، فقرروا التخلص منه،
بالفعل صدقت مخاوفهم وابتلعَ جيش صدام حسين الكويت بفخٍ أميركي نُصِبَ له، فتوسلَت دُوَل الخليج أميركا لتخليصهم منه ومن قوته، فكانَ لهم ما أرادوا بشرطٍ كبير هوَ تمويل الحرب، والحصول على نفط مجاني للولايات المتحدة الأميركية لخمسين عام مقبلة وبيعه لحلفائها الفرنسيين والبريطانيين ب ٦$ للبرميل الواحد،
وافقَ الخليجيين بسرعه ومن دون تردد المهم هوَ تحرير الكويت والتخلص من صدام،
فكانت حرب الخليج الأولى وثم إجتياح العراق عام ٢٠٠٣ وإعتقال صدام وإعدامه، هكذا إنتهت التمثيلية الأميركية الصهيونية،
اليوم تحصَل أحداث متشابهة بظروف مشابهة،
بين أوكرانيا وروسيا،
أميركا وأوروبا تدعمان اوكرانيا بالمال والسلاح،
بعد تأجيج فتنه قومية بينهما وانفصال إقليم الدونباس عن البلاد، وضم روسيا لجزيرة القُرم،
المُهَرِّج زيلينسكي شَنَّ حرباً ضروس على الأقاليم التي أعلنت الإنفصال، فقررت روسيا الدفاع عنها بسبب إنتماء أصول سكان الإقليم لروسيا،
إشتعلت الحرب بين البلدين وكانت ضروس للغايه، صمدت أوكرانيا رغم النزف اليومي بفضل الدعم الكبير وبفضل الجسور الجوية والبرية العسكرية لجيشها،
َوأثبَتَ الجيش الأوكراني نفسه بأنه جيش شرس ومقاتل وأصبحَ يُعتَبَر واحداً من أقوى الجيوش الأوروبية على الإطلاق،
عام ونصف وهو يتلقىَ الضربات العنيفه من دولة عُظمَىَ ولم ينهار ولا زال في الكثير من الأحيان يمتلك زمام المبادرة،
تأثَرَ إقتصاد الدوَل الأوروبية جَرَّاء الدعم الكبير له وتكلفة الحرب الباهظه، لكن الأفُق لا زالَ مسدوداً، ولا بصيص نور في آخر النفق يشير إلى إنفراجٍ قادم،
فلا بارقة أمل تلوح في الأُفُق، ولا وسطاء يسعَون للسلام بين الطرفين،
وهذه هي الحرب الثانية بعد الحرب العالمية الثانية التي يكون منقسماً فيها العالم بشكلٍ عامودي ولا مَن يقدم مبادرات سلام،
مصانع السلاح الأوروبية لم تعُد تتمكن من سَد حاجة الحرب التي تعتبَر أكبر من قدراتها الإنتاجية،
والخلافات بين المانيا وبولندا بدأت تظهر للعلن بسبب قيمة صيانة دبابات الليوبارد الباهظة،
الإقتصاد الأوروبي بدء في الركود والإحتياطات النقدية للفدرالي الأوروبي والعسكرية الأوروبيه شارفت على النفاذ،
الجميع يتألم ومظاهر التَرَف غابَت عن سكان القارَّة العجوز، والأميركي مُصِر على إستكمال المعركة التي أراقت ماء وجه القادة الأوروبيين الذين كانوا يتباهون بصناعاتهم العسكرية وَدباباتهم المتطورة، التي حَوَّلتها صواريخ الكورنيت الروسية وطائرات التمساح إلى أشلاء وخردَة،
بكل الأحوال ماذا لو خرج زيلينسكي من هذه الحرب غير منهزم، بعد كل هذه التجربة التي خاضها؟ لديهِ جيش قوي وفتَّاك ومُسَلَّح بأفضل تسليح، بالضبط كما خرَج صدام حسين من الحرب العراقيه الإيرانية، فهذا الأمر يخيف أوروبا كما خافت دُوَل الخليج من قوَّة العراق في زمن صدام بعد إنتهاء الحرب مع إيران،
أوروبا لن تكون مرتاحة إلى جار على حدودها يشبه العراق جار الكويت، وخصوصاً أن أصواتاً مُحافظة ارتفعت داخل بولندا تُذَكر الساسة الكبار في وارسو بالمجازر التي ارتكبها الأوكرانيين بالبولنديين خلال الحرب العالمية الثانية: مجازر وتطهير عرقي وتهجير
في العام 1943، ارتكبها القوميون الأوكرانيون”، أعضاء جيش المتمردين المعروف بفصيل “بانديرا”،
مجازر جماعية بحق القرويين البولنديين في فولهينيا، وفي شرق غاليسيا عام 1944، وذكرت المراجع البولندية أنها أودت بحياة ما بين 70000 و 100000 شخص.
⏫(منقول من مصادر)
لذلك لا بُد من نهاية مشابهة لزيلينسكي في اوكرانيا، بما معناه سقوط النازي معتقل او قتيل وحَل جيشه ومصادرة سلاحه على الطريقه العراقية ويتم تعيين بريمَر روسي حاكم لأوكرانيا، لأن اوروبا لا تتمنىَ خروج زيلينسكي قوي ومعافى خوفاً على هيبة فرنسا وبريطانيا والمانيا التي ربما إن تُرِك زيلينسكي على قيد الحياة ستكون بولندا وأوروبا كويت ثانية،
*كاتب لبناني