لازال موضوع الحديث عن دور الموساد الاسرائيلي في العراق بعد 2003 يكتنفه الغموض ، والضبابية لكن تصاعد الحديث عن ”اليزابيت تسوركوف” التي أدعت فيها “اسرائيل” أنها مواطنة اسرائيلية، وأنها أختفت في العراق منذ أذار/مارس2023 ، حيث دخلت من مدينة أربيل في اقليم كردستان العراق لتستقر في حي الكرادة في بغداد حاملة معها أدعاء” أنها طالبة دكتوراة في قسم السياسة بجامعة برنستون وهي جامعة خاصة بحثية متعددة الاختصاصات تقع في بلدة برنستون بولاية نيوجيرسي، في الولايات المتحدة الامريكية ”وجاءت لتجمع معلومات ، ووثائق عن أطروحتها، وقد ساعدها الموساد الاسرائيلي ورتب لها التسلل الى العراق بعد عدة عمليات سرية قامت بها محطته الاستخبارية في شمال العراق بجواز سفر روسي باعتبارها “مواطنة روسية” وليست ”مواطنة اسرائيلية”!!!!.
وجدير بالذكر أن “تسوركوف” التقت في الشمال السوري بعناصر من المعارضة السورية، لكن المثير في الامر اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” عن ”خطف المواطنة الاسرائيلية محملا الحكومة العراقية مسؤولية أمنها، وسلامتها”.
هذا الاعتراف الاسرائيلي الصريح كشف وبصورة لا تقبل الشك عن فشل الموساد الاسرائيلي في عملية زرع أحد عناصره الذي يرمز لها بـ”الغراب” داخل العاصمة العراقية بغداد، وبدأت وسائل الاعلام الاسرائيلية الحديث عن ما يسمى “بالأسيرة الاسرائيلية“، خاصة بعد أن أصدر مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بيان قال فيه “أن تسوركوف على قيد الحياة وهي بصحة جيدة”، وهذا البيان الاسرائيلي مبني على رسالة مشفرة من أحد عناصر الموساد الاسرائيلي أرسلت من بغداد مفادها ”الغراب صار في القفص”، السؤال المحير بعد أن تضاربت المعلومات المسربة حول العملية الاستخبارية للموساد الاسرائيلي في بغداد هل تسوركوف مواطنة روسية أم مواطنة أسرائيلية؟ جاءت الاجابة سريعا على لسان “المجلس الاقليمي الاستيطاني في الضفة الغربية” المعروف بـ”غوش عتصيون” قال فيه ”أن تسوركوف المحتجزة في العراق تعيش منذ فترة طويلة في مستوطنة الداد ضمن التجمع الاستيطاني غوش عتصيون قرب بيت لحم”، والاكثر من هذا أن “تسوركوف هي مستوطنة اسرائيلية خدمت في جيش الاحتلال الاسرائيلي ، وعند اندلاع الاحداث في سوريا عام2011 تحول مهماتها نحو التركيز على القضية السورية وزارت عدة دول ومناطق للقيام بمهام تجسسية واقامت علاقات مع شخصيات سياسية وقادة مجموعات عسكرية سورية معارضة في تركيا والشمال السوري والاردن”.
والذي يزيد من الشكوك حولها وحول مهامها التجسسية لصالح الموساد الإسرائيلي ”أن القانون الاسرائيلي يمنع الاسرائيليين من دخولهم الدول التي تعتبرها اسرائيل معادية لها ومنها العراق وسوريا، وحتى ولو كان الاسرائيلي أو الاسرائيلية يحملون جنسيات اخرى” والسؤال المهم:-كيف تمكنت عنصر الموساد الإسرائيلي ”تسوركوف”من دخول العراق عدة مرات والعودة “لاسرائيل”، وكيف دخلت سوريا عدة مرات من دون أن يحاسبها القانون الاسرائيلي نفسه؟
مع العرض أن القانون العراقي يحظر دخول الاسرائيليين الى اراضيه حيث أن قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل في المادة 201 يشير بشكل صريح إلى تجريم كل أشكال التعاون مع هذا الكيان والتعامل معه والترويج له وتحبيب مبادئه ومنع أي تعامل أدبي أو علمي أو غيره.
وتنص المادة201 ما يلي ”يُعاقب بالإعدام كل من روّج لـمبادئ الصهيونية، بما في ذلك الماسونية، أو انتسب إلى أي من مؤسساتها، أو ساعدها ماديًا أو أدبيًا، أو عمل بأي كيفية كانت لتحقيق أغراضها”. أما قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني رقم (1) لسنة 2022.حيث تنص المادة 7 منه ما يلي ”يعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد كل من طبع، أو تخابر مع الكيان الصهيوني، أو روج له، أو لأية أفكار، أو مبادئ، أو ايديولوجيات، أو سلوكيات صهيونية، أو ماسونية بأية وسيلة كانت علنية أو سرية بما في ذلك المؤتمرات، أو التجمعات، أو المؤلفات، أو المطبوعات، أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى”.