الرئيسية / الملف الاقتصادي / حكومة صلاة الاستسقاء .. وداعشية الدولار

حكومة صلاة الاستسقاء .. وداعشية الدولار

22 تموز 2023

نارام سرجون

اذا كان لنزيف دمي لحن فانني لن اوقف هدير الجرح وتدفق الدم اذا كان يطرب من أحب .. والنصل الذي يخترق قلبي يجب ان يكون سلاحا اخرجه من قلبي لأبارز به عدوي .. واذا كان النصل الذي طعنني به اللصوص في قلبي سيصبح سلاحا بيد عدوي اذا ماأخرجته من قلبي فانني لن أخرجه ولو مت نازفا من قلبي .. وحري بهذا القلب ان يموت بنصل للصوص على ان يموت بنصل اعطيه لعدوي .. واذا كان السم الذي حقنتني به الثعابين سيشفي أعدائي فانني افضل الموت بالسم الذي في دمي على ان اعطي اعدائي فرصة قتلي بيدهم عندما انجيهم من الموت ..

ورغم انني أعرف ان هذا المقال مثل النصل الذي غرزه اللصوص في قلبي وسيكون ان كتبته نصلا بيد اعدائي .. وانه سهام اهديها لهم .. وسم أخرجه من دمي فيداويهم .. الا انني سأكتب هذا المقال وأنا أعرف ان قلبي لن يعاتبني .. وان سلاحي لن يقول انني خنته .. بل سيقول عدوي انني قوي الى الحد الذي صرت فيه أعرف متى وكيف اخرج النصل من قلبي لاحمل النصل الذي كان في قلبي ليصبح سلاحا أقاتل به .. ولأحارب أكثر ..

الحرب لم تنته ولاتزال في ذروتها .. وطالما ان غاية الحرب هي في تغيير منحى المجتمع وتغيير تركيبته وطبقاته وارغامه على ان يتغير بالقوة ويغير توازنه وجيناته الثقافية بالحرب والقوة فان كل تغير في حركة المجتمع يحسب انه نصر او هزيمة حسب نوع التغيير وكميته .. الحرب لاتزال تدور ولكنها مثل الافلام الصامتة لانسمع لها صوتا .. الا ان احداثها وقذائفها الاقتصادية لاتزال تقتل وتميت .. بل ان ضحاياها اكثر بكثير .. فالاصابات فيها شاملة ..

ماأجمل ان نخسر الحرب بالقتال الضاري والشرس وماأبشع ان نخسرها من غير قتال .. فأكثر الهزائم مرارة هي التي لايدفع فيها العدو ثمنا والتي نخسرها لأننا لم نكن نجيد فيها القتال رغم ان فينا ارادة القتال وعزيمة القتال ..

ولذلك فانه حرام ان نكسب الحرب العسكرية والكونية وان نخسر الحرب بسبب سوء ادارة ملف الاقتصاد وأزمات مابعد الحرب ..

فمنذ فترة والوضع الاقتصادي يتراجع .. ويبدو انه السلاح الامضى الذي يفتك بالناس .. وبصبر الناس .. وصمودهم .. وانا كلي قناعة ان مايحدث هو خطة امريكية خطرة جدا وفي منتهى الدهاء .. تقول اذا لم تنفع الرصاصة في قتل الجسد فان لقمة الخبز اقوى ..

ولكن كيف افصل الامريكي عن غير الامريكي .. فالامريكي والاوربي مسؤول عن مصاب هذا الشرق من اوله الى اخره .. من النكبة الى النكسة الى الربيع العربي .. ولكن اين هي مسؤولياتنا .. وهل نحن بلا أخطاء؟؟

 

عن Amal

شاهد أيضاً

العرب “عراة” حتى من أوراق ضغطهم: خرج النفط فماذا عن الاستثمارات الأجنبية؟

16 تشرين الأول 2023 زياد غصن ذهبت مواقف معظم الدول الغربية بعيداً في تأييدها للعدوان …