5 آب 2023
ناجي صفا
خلط كبير للأوراق في سوريا ، الولايات المتحدة هي من يرسم الخطوط الحمر الآن في سوريا ، نحو مزيد من الإهتراء الإقتصادي والضائقة المعيشية ، عبر تعظيم العقوبات والحصار ، من خلال القرارات التي يصدرها الكونغرس ، مثل قانون الكبتاغون وقوانين اخرى ، وتهديد الدول العربية التي تحاول الإنفتاح على سوريا بالعقوبات ان هي خالفت التوجهات الاميركية بمنع المساعدات وتشديد الحصار ، فرملت الإندفاعة العربية تجاه سوريا ، وتعمق مازقها الإقتصادي، وربما ينتج حركات شعبية تثير الإضطراب داخل المجتمع السوري بما يقلق النظام ويربكه .
التاخر السوري في المعالجة سيضعها امام احتمالات خطرة ، فهي ما زالت تراعي بعض حساسيات الحلفاء، وبخاصة روسيا التي لا تريد الذهاب الى حرب مع الاميركي وهي مشغولة في حربها في اوكرانيا .
تدفع سوريا اليوم ثمن ذلك ، فالتصعيد الاميركي بتعزيز الحشد العسكري ( ٢٥٠٠ جندي ) وتعزيز نوعيات السلاح ، بادخال نظم جديدة مثل صواريخ هيمارس، يؤشر الى رفع عقيرة تسعى اليها الولايات المتحدة مستفيدة من ظروف الروسي والإيراني والتركي . .
لا يمكن اغفال استدارة اردوغان نحو الغرب الأطلسي بعد الإنتخابات ، والإنفتاح على الولايات المتحدة واوروبا وبروكسل، وتقديم الرشى للولايات المتحدة باستقبال زيلنسكي، والإعلان ان شروط عضوية الناتو تنطبق على اوكرانيا ، كذلك اسقاط التحفظ التركي على انضمام كل من السويد وفنلندا للحلف الاطلسي ، كل ذلك يدعم التوجهات الاميركية التصعيدية في سوريا .
الإعلان عن تصعيد روسي بوجه الولايات المتحدة في شرق الفرات ليس اكثر من رسائل سياسية الهدف منها اعادة تجديد الإتفاقات بين الولايات المتحدة وروسيا لإعادة ضبط قواعد الإشتباك التي خرقها الطرفان . والشريط ” الطوق ” الذي تسعى اليه الولايات المتحدة اعتبارا من الشمال الغربي بعد الهدنة مع تركيا ، ومفاوضة الجولاني ، ومحاولة مد الطوق نحو الشرق والوسط ( قاعدة التنف ) وصولا الى الجنوب، واستدراج الدروز واغرائهم بكانتون على غرار كانتون قسد ، كل ذلك يصب في اطباق الحصار على سوريا بالإضافة الى تشديد الضائقة الاقتصادية ، كل ذلك يصب في خلط الاوراق وتفتيت الدولة السورية الى كانتونات .
اميركا تحاصر وتقطع التواصل مع العراق وايران ، واسرائيل تقصف وتعتدي دون رد ، ذلك يعزز الاوراق الاميركية – الإسرائيلية لإستكمال تطويق سوريا بعد نكوث اردوغان بتعهداته حيال الإنسحاب من سوريا .
روسيا لا تريد حربا مع الولايات المتحدة ، وكذلك ايران التي تخوض مفاوضات حول الملف النووي، الذي توليه الاهمية القصوى للخروج من مأزقها الإقتصادي ، تبقى سوريا العاجزة عن خوض حرب منفردة سواء مع اسرائيل او الولايات المتحدة ، او مع الجولاني في ادلب من غير تفاهمات مع تركيا .
لا بد لسوريا من الإنكباب على الوضع الداخلي ومحاولة معالجة الازمات الإجتماعية والمعيشية قبل ان تتفاقم الامور، ونذهب الى مزيد من الإنهيار في العملة الوطنية التي باتت تخدم المتربصين بسوريا نتيجة انهيار دخل الفرد ، وتراجع قوته الشرائية ، نحتاج الى جراة في القرار لتنظيف البيت الداخلي، لكي لا يستخدم ضد الدولة والامن والإستقرار .
شاهد أيضاً
السيد نصر الله: طوفان الأقصى أسس لمرحلة تاريخية جديدة.. وكل الاحتمالات في جبهتنا مفتوحة
4 تشرين الثاني 2023 حيا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشعب الفلسطيني …